أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهدي النجار - العقل وخطأ السكين














المزيد.....

العقل وخطأ السكين


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على عكس ما هو حاصل في مجتمعاتنا (العربية الأسلامية) من أختناقات في الرأي وأنسدادت في المعرفة وعطالة في تطور الأجتماع، فقد تصاعد إيقاع الحداثة في أجتماع الآخر (الغرب) وأتسع معه مجال المسموح به (الحرية( بحيث تحولت الى ضرب من الفوضى الشاملة تستلب البشر وتسلع عقولهم (تحيل الثقافة الى سلعة

تنتزع المسؤوليات والتسامي من قلوب الناس وإراداتهم وتفتت بعدهم الروحي الخلاق وبذا تحقق بقدر مقلق قول سيمون دو بوفار: (إن حرية إنسان واحد يجب أن تكون أغلى شأنا من موسم القطن) أغلب المعارضين لهذا الموقف وصفوه بأنه (فردوي) محض لأن فقدان هذا الموسم يمكن ان يعني موت الجميع، هذا الموقف يأخذ الحرية خارج تأريخيتها البشرية ومشروطيتها الأجتماعية، أستند الى أساس الفعل الفردي للأنسان وليس الفعل الجماعي أو المسؤول، إن مسألة الفعل الفردي صحيحة في مجال التفلسف (وكذلك التنظير بكل أشكاله) بأعتباره أنتاج فرد وليس انتاج جماعة، الفعل الفردي بما فيه العقلي والبدني، صار له معنى وجودي (إن تفعل وبذلك تخلق نفسك، وبذلك لا تكون شيئا آخر إلا ما تفعله) هذا ما يؤكده جان بول سارتر في معظم آرائه (الوجود والعدم. ف2 ق1) ولكن ما الذي يدفع الناس الى التفلسف وأن يمضوا الى ابعد الحدود في تشغيل عقولهم، تستنتج فلسفة العصور القديمة بأن ما يدفع الناس الى التفلسف هو الدهشة، يقول ارسطو: (ان التعجب هو الذي يدفع الناس الى التفلسف، انهم يندهشون للوهلة الأولى أمام الأشياء الغريبة التي يصطدمون بها، ثم يذهبون شيئاً فشيئاً الى أبعد من ذلك فيطرحون على أنفسهم أسئلة تتعلق باوجه القمر وحركة الشمس والكواكب واخيراً بولادة الكون برمته) من هنا نلمس نتيجة مذهلة: الاسئلة التي تأتي من الاندهاش هي لب الفكر نواة الفلسفة، محرك العقل، بالأسئلة أنفصل البشر الأولون عن المملكة الحيوانية، لا نقع في شطط بالغ إذا عرفنا الأنسان أضافة الى كونه حيواناً سياسياً (أرسطو) حيوان صانع للأدوات (فرانكلين) حيوان أجتماعي (ماركس) نعرفه كحيوان أستفهامي (يجترح اسئلة ويثير إشكاليات) ولكن المعضلة الكبرى في هذا التحديد هو مسالة الحرية التي تطرف في تأجيجها الوجودي كير كجور وجعلها قراراً ذاتياً (الحرية ليست شيئا يحتاج الى برهان، بل هي قراري انا ان أكون حراً) ثم بالغت بها بوفار ـ كما ذكرنا ـ على مستوى آخر من التأجيج وبذلك ألغت الضرورة (قوانين الطبيعة والأجتماع) التي تشير الى إن البشر الأولين كانوا في سائر الشؤون الجوهرية منعدمي الحرية بقدر الحيوانات نفسها لكن كل خطوة الى الأمام في ميدان الحضارة كانت خطوة الى الأمام في أتجاه الحرية وبالعكس. لا يستطيع الأنسان أن يسأل كي يتجه الى الأمام في ميدان الحضارة ما لم تتح له الحرية، الحرية شرط أستظهار الأسئلة، في تراثنا العربي الأسلامي ألغي هذا الشرط وحذف منذ أكثر من عشرة قرون بحد السيف تحت طائلة أجتهاد عسفي لا يشتري العقل بفلس أحمر: من تمنطق فقد تزندق، إلغاء الحرية أدى الى إنهيار العقلانية العربية ـ الأسلامية الكلاسيكية (القرن الرابع الهجري) بعد ان كانت قد شهدت صعوداً رائعاً ومدهشاً حلت ظلامية العصور الوسطى بشكلها المرعب المخيف، عندئذ شلت دهشة الأنسان وأسكتت أسئلته، بات يجتر ثقافته ويكررها، يرقع ويلفق دون ملل أو ضجر عملت المفسدة الأستبدادية (النظم السلالية الشمولية) من خلال منظومتها الثقافية الواسعة، وعبر تاريخها الغابر والمعاصر، الى جعل العقل ضحية ألتباس جائر، أخذته الى اسوأ مسلخ، مسلخ الأكراهات والتكتيمات، مسلخ المستحيل التفكير به، ففي الحين الذي قطعت عنق العقل بسكين المحظور والممنوع، تتأسف قائلة: ولكن هذا ليس خطأي، انه خطأ السكين!!





#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المازق الطائفي في العراق
- شاهد من ازمنة التزوير الثقافي
- الطبري :الاسطورة والتاريخ
- / كتاب شهر اذار/ كيف يمكن ان نعيش سويا ومختلفين
- القيم الذكورية في الذهنية الاسلامية
- اليهودي في الذهنية الاسلامية
- الكيانات السياسية والمعاطف الماكرة
- الف ليلة وليلة والحقبة الكسولة
- الحداثة ومازق الهويات
- السلطة في التاريخ الاسلامي
- التدين الاسطوري قبل الاسلام
- الاسلام بين ثقافتين:العنف والتسامح
- مذكرات غابرييل غارسيا ماركيز
- الصخب وثقافة العولمة
- الوقائع المزورة والام الحلاج
- النداءت المضيئة لرقي الانسان
- عن ماذا يكتب المثقفون
- جدليات ابن خلدون
- لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم
- الدستور والتمويه الثقافي


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهدي النجار - العقل وخطأ السكين