أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فارس الطويل - الغربة بين الوطن والمنفى














المزيد.....


الغربة بين الوطن والمنفى


فارس الطويل

الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 07:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



إذا كان أغرب الغرباء ، من كان غريباً في وطنـه ، على رأي فيلسوف الأدباء ( أبي حيان التوحيدي ) ..
فلماذا ينوح هذا الغريب ، إذن ، على الوطن ، عندما يقرّر أن يرحل عنه ؟.
ولماذا تظلّ لوعة الحنين ، وجمرة الشوق ، تزعق في أنفاسه ؟.
فهل الغربة داخل الوطن ، أكثر رحمة ، من الغربة في المنفى ؟.
وهل الحياة في المنفى ، أكثر قسوة ، من الموت في الوطن ؟.
وهل لذة العبودية والذل ، في الوطن ، أجمل ، من عذاب الحرية في المنفى ؟.

من زاوية أخرى ..
أليست الغربة في الوطن ، هي ذاتها الغربة في المنفى ؟.
وهل يوجد فرقٌ ، بين المنفى في الوطن ، والمنفى في الغربة ؟.
ألم يكـن الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي ، على حق ، عندما أعلن : ( أن المنفى هو ، المنفى في الوطن ، المنفى في الغربة ، المنفى في المنفى ) ، وهذا يعني أنّ كل ( العالم منفى ) ، وأنّ الوطن ( قد يأخذ أحيانا مكان المنفى ، والمنفى مكان الوطن ، وهكذا فأقنعة الوطن والمنفى ، تتغير باستمرار ، وتدفع الشاعر إلى منفى جديد ، وهو المنفى الذي لا يستطيع فيه العودة لا إلى المنفى ولا إلى الوطن )(1) ..
فالوطن ، هنا ، ووفق هذه الرؤية ، قد يكون منفىً ، والمنفى قد يُصبحَ وطناً ، ولكن لايحدث مثل هذا الأمر ، خارج دائرة التناقض ، وصراع الأضداد ، وحركة ( النهرالذي يجري دائماً ) ، نهر ( أنكسمندريس )(2) ، الذي تتجـدّد مياهه ، باستمرار ، حيث تتغير الأشياء ، وتتبدّل صورها ، ومفاهيمها ، إلى أشكال ، وصور ، ومفاهيم جديدة ، تتناقض مع هويتها القديمة ..
وهذا يعني أنّ الوطن الجديـد ، سيكون منفىً ، أيضاً ، وأنّ عناء الغربة ، ولعنة الرحيل ، ستستمر من وطن إلى منفى ، ومن منفى إلى وطن ، حتى تنتهي إلى منفى ، لايتمكـّن الغريب فيه ، من العودة إلى منفى ، أو وطـن !.

وإذا كان الأمر ، هو كذلك ، فلماذا يستمريء الإنسان ، إذن ، هذه اللعنة ، وهذا العنـاء ؟
ولمَ يصرُّ على استبدال منفى ، بآخر ، وغربة ، بأخـرى ، وعذاب ، بعذاب آخـر ، مادام أنـّـه ، في نهاية المطاف ، لن يصل إلى ما يسعى إليه من خلاص ؟

أم أنّ القضية هي ، أبسط من ذلك ، وأوضح ، مما يقوله بعض الشعراء ، والفلاسفـة ، وأنـّها لاتعدو أن تكون هروباً من القهر ، أو الإستـلاب ، وبحثاً عن الأمان ، والحرية ، والمعرفة ، وأشياء أخرى ، يصعب الحصول عليها في الوطن .. ؟
ولكن هذا لايعني ، أبداً ، وفي كل الأحـوال ، أن يكون الوطن الأول ، عند البعض ، مجرّد محطة أولى ، عابرة ، مفعمة بذكريات الطفولة ، والأهل ، والأصدقاء ، فقـط ، يستطيع الإنسان بعد أول رحلة ، أن يركنها في زاوية مهملة ، من زوايا الذاكـرة ، أو أن يتقمّص دور المتذمر أو الشهيد ، فيزعم أنه قد نسيها ، ولايريد أن يعود إليها ، أو أن يتمادى في قسوته ، فيعلن موتها في عقله ، وضميره .
ولايعني ، كذلك ، أن يحاول البعض ، ممَّن كان الوطن ، هو عبير أغنياتهم ، ووهج قصائدهم ، أن يطعنوه ، بتبرؤهم من الإنتساب إليه ، بقولهم أنّ الوطن ، لم يعـد لهم وطناً ، وأنـّه صار ( وطناً ملغىً ) ، بالنسبة لهم ، كما صرّحَ ، أخيراً ، الشاعر ( سعدي يوسف ) ، وإن كان ذلك من وراء قلبه ، حتى أنّه أعلن عن عدم رغبته في ( أن يدعوه أحد بالشاعر العراقي ) ، بينما كانت سلسلة ذهبية ، تتدلى من رقبته ، في وسطها خارطة صغيرة للعراق (3) ! .

- ألمانيا

[email protected]

______________
(1) حوار مع الشاعر ، أجراه ( فراس عبد المجيد ) في المغرب – موقع الكاتب العراقي

(2) حوار مع الشاعر ، أجراه ( محمد شعير ) في مصر – موقع الحوار المتمدن

(3) فيلسوف يوناني قديم ، عاش قبل سقراط



#فارس_الطويل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة يقتلون أهل السنة في العراق


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فارس الطويل - الغربة بين الوطن والمنفى