1299مسامير جاسم المطير

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مسامير جاسم المطير 1299
يفقد ذاكرته كل حاكم ليست له أجندة ..!!
في الزمان الروماني والإغريقي القديم كانت لعبة كرة الريشة امتيازا خاصا بالملوك والقادة السياسيين وجميع السادة العظام في المملكة أو الدولة وكان نوع من التباري يقام في الاحتفالات والمناسبات المهمة وفق " أجندة " محددة ومعلومة لإبراز التفوق الجسدي والعقلي والمرونة الفولاذية في تقوية ذاكرة الملوك وحاشيتهم ..!
لقد رغبتُ أن أقدم اقتراحا للسادة الحاكمين في المنطقة الخضراء لممارسة هذه اللعبة أيضا بوقت الفراغ لتقوية ذاكرة جميع السادة الساكنين فيها مع حاشيتهم من قوة الحماية والمستشارين والمستشارات لكنني استدركت الموقف بعد أن تذكرت ُ استحالة وجود مباراة أو تدريبات من هذا النوع بسبب كون المنطقة الخضراء غير مجهزة بالملاعب أصلا بعد أن تحولت جميع فيلاتها وقصورها إلى محاريب صلاة للابتهال إلى الله سبحانه وتعالى لتوفير الأمن والأمان لسكانها الزناكَين..!
كذلك لان أقساما مهمة من هذه البيوت أصبحت مقصورات خاصة تحت تصرف اسر الحكام الوزراء والنواب والمستشارين والمدراء العامين لترتيب عمليات يومية من الطبخ والنفخ والولائم الليلية والنهارية يقدم فيها مختلف أنواع الطعام بما فيها " الديكة المستوردة " من بلاد الهند لذلك وجدتُ نفسي مضطرا للمسارعة بالاتصال بــ" جمعية الحساسية الغذائية السويدية " وهي أرقى جمعية في العالم معنية بوضع الدراسات والأبحاث لبناء قاعدة بيانات خاصة للطعام الذي يقدم لكل سياسي معاصر لكي تتقوى لديه " الذاكرة " وقد نصحتني مديرة المؤسسة السيدة " بيشفار كوننانس " بالاعتماد على الإرشادات التالية لتقوية ذاكرة الحكام العراقيين المعاصرين :
(1) التأكيد على أهمية قيام زوجات أو سكرتيرات السادة المسئولين والناطقين الرسميين باسمهم استخدام " أجندة " وترجمتها للعربية " مفكرة " للاحتفاظ ببيانات غذائية كاملة ومؤرخة لكل ما يتناوله كل فرد من أفراد الأسرة الحاكمة في المنطقة الخضراء بشرط أن تتضمن جميع أنواع الغذاء الذي يقوي الذاكرة حتى لا ينسى الحكام ما يقولونه اليوم ليناقضوه غدا ..!
(2) من الضروري لجميع السيدات الحاكمات في بيوت وقصور المسئولين أن ينتبهن إلى أن أغذية الأطفال قد تكون غير نافعة للسياسيين والحكام الكبار والصغار والمتوسطين ..! مثلا أن تناول " الشيكولاتة " أو " الريسة " أو " التمن والقيمة " يضعف ذاكرة الذين شكلوا لجنة تحقيقية لمعرفة أسباب حادثة جسر الأئمة فنسوا متابعتها حتى الآن ..!!
(3) لا بد من القول أيضا أن تناول الصمون الفرنسي أو الخبز المصنوع من حنطة أمريكية بيضاء قد تضعف ذاكرة الذين وعدوا بالتغيير الوزاري في فترة لا تتجاوز أسبوعا واحدا لكن مرت على هذا الوعد أربعة شهور والتغيير لم يتم حتى هذه الساعة ..! وهذا الصمون وتلك الحنطة هي التي جعلتنا نسأل كونديليزا رايس أين هو وعدك بالشرق الأوسط الجديد ..؟
(4) ينصح الأطباء الاختصاصيون بضرورة إقلال السادة الحكام من كمية البروتينات ولحوم الضأن المستوردة التي يتناولونها خاصة أولئك الحكام الذين تزيد أعمارهم على الأربعين الذين يزداد عندهم داء النسيان مثلما تزداد لديهم الروماتيزم والخلافات الزوجية التي تشجعهم على السفر" التعددي الأغراض " إلى خارج العراق ناسين واجباتهم السياسية " التعددية " داخل الوطن ..!
(5) الإكثار من تناول منتجات الألبان خاصة بالنسبة للسياسيين والحكام المصابين بالحساسية من التقلصات المعوية وتجعلهم ينسون دراسة 2000 ملف من ملفات المفوضية العليا للنزاهة حول قضايا الفساد الإداري والمالي التي لم يجر إحالتها للقضاء حتى الآن ..‍ !!
(6) تناول الكثير من مشروبات الكوكا والكولا والبيبسي وعصير الخوخ والعمبة قد ينهي أي نقاش مع الزوجة والأولاد لكنه يمنع السادة الحكام والناطقين الرسميين باسمهم وحتى مستشاريهم من النوم ليلا مما يجعل أداءهم ضعيفا في الفضائيات التلفزيونية وتجعلهم يخلطون بين " شيش " الطاولي مع " بيش " الدومينو وهم لا يعلمون ..!
(7) أخيرا لا بد من التأكيد على " السيدة الأولى " في كل بيت أو قصر في المنطقة الخضراء بضرورة مراجعة البيانات الغذائية بصورة دورية للمساعدة في ضبط سلوكيات وتصريحات ووعود السادة المسئولين لتجنيبهم كل حالات النسيان ..!
قال ابن عم أرسطو : قل لي ماذا تتذكر اقل لك من أنت ..‍ والله من وراء القصد وأمامه ..!!
************************
• مســّاكن الله بالخير جميعا يا نساء المنطقة الخضراء :
• أنا اعرف انه لا يوجد لديكن وقت وإذا ما توفر فليس مخصصا للقراءة ولا لتنظيم الأجندة فالوقت كله مكرس لأعظم ما اخترعه الإنسان لسعادته وهو السفر إلى خارج الوطن ..!!
********************
بصرة لاهاي في 2 – 4 – 2007

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات