1298مغص وزارة الثقافة يسبب صداعا حتى للأطفال.... مسامير

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 11:30
المحور: كتابات ساخرة
    

قيل لي يوم أمس 1- نيسان 2007 في رسالة وردت لي من بغداد أن وزارة الداخلية العراقية ألقت القبض على رجل ذي لحية حمراء مجدور الوجه متدين من الدرجة الأولى لكنه أنيق الملبس وادعى انه ليس زوجا للمدعوة صابرين الجنابي بل هو عشيقا لها فصدقت ُ الخبر في الحال ..!
رسالة أخرى من البصرة اخبرني فيها مرسلها أن شرطة البصرة ألقت القبض على وحش رهيب في وجهه غدة درقية بحجم صهريج نفط وهو يمشي على ساقين خشبيتين وبيده سبحة سوداء عدد حباتها 101 وقد ادعى انه شخصية دينية مرموقة من شخصيات مقاومة الاحتلال وصدقتُ محتوى الرسالة أيضا ..!
لكن اتضح لي أن الخبرين عاريان عن الصحة لأن يوم أمس كان يوم الكذبة البيضاء : كذبة نيسان .. فاتت عليّ ..!!
ثمرة كذبة نيسان كانت في العراق يوم أمس هي توأم ضحك الناس أو ابتساماتهم وهم يعانون هزاز الأرض بسبب التفجيرات ، فهنيئا لكل من سبح في فضاء المقالب والنكات والأكاذيب النيسانية متحديا الإرهاب بالضحك على الإرهابيين وفتاواهم وأكاذيبهم المستمرة سبعة أيام في الأسبوع طيلة 365 يوما في السنة ..!!
اليوم الاثنين هو الثاني من نيسان وهو يوم تتوقف فيه الأكاذيب والابتسامات ليعود فيه الاكتئاب إلى البغداديين كافة وخاصة إلى المثقفين منهم وبالأخص كتــّاب ثقافة الأطفال . لكن اليوم هو أطول يوم بالعالم بالنسبة لسعادة الأطفال والكبار فيه الكثير من ساعات الجد واللذة في كل المؤسسات الثقافية العالمية .. هو يوم عالمي يبزغ كل عام في الثاني من نيسان بالصدق في كل جهات العالم إلا في العراق حيث يمر بلا أية ذكرى أو ذاكرة في مبنى وزارة الثقافة العراقية بينما هي ــ حفظها الله ــ شاغلة منصب رعاية ثقافة الأطفال عبر ما يسمى بــ " دار ثقافة الأطفال " وهي مديرية عامة يقودها إلى العطالة والبطالة صاحب المعالي بمنصب مدير عام ..! أنا لا أعرفه ولا أعرف أسمه ولا اعرف إلى أية صفحة طائفية ينتمي ــ والله العظيم ــ فمن الصعب علينا ان نعرف او نسمع بفعاليات قادة المؤسسات الثقافية رغم أنه من السهولة علي وعلى غيري معرفة محتوى الإلياذة والأوديسة شعرا ونثرا ومعرفة أسباب حروب طروادة غير انه من الصعب علي وعلى غيري أن نعرف ماذا يجري في دهاليز وزارة الثقافة العراقية..!
رغم أن اسم " مديرية ثقافة الأطفال " هو اسم هائل الضخامة لكنني متأكد تمام التأكيد أن يوم الثاني من نيسان 2007 سيمر عليها مرور الكرام من دون أن تعرف ان هذا اليوم هو مناسبة عملاقة بالنسبة لأطفال العالم لان اسمه وعنوانه هو : ( اليوم العالمي لكتاب الأطفال ) وهو مناسبة يحتفل العالم بها منذ عام 1967 بهدف تشجيع الأطفال علي القراءة والاهتمام بالكتب والتواصل الثقافي بين أطفال العالم وتوسيع مدارك الطفل وحثه علي التعليم وإدراك أن التعلم عملية مستمرة لا تنتهي بانقطاع التيار الكهربائي .. تنتهي فقط بالموت‏ بعد عمر طويل .‏..!!
لعلم السادة في وزارة الثقافة انه في كل عام تختار " المؤسسة الدولية لكتاب الطفل " إحدى الدول الأعضاء لرعاية الاحتفالية وتقرير شعار الاحتفالية‏ ، كما تدعو أهم كتــّاب الدولة الراعية للاحتفالية لأن يرسلوا رسالة لأطفال العالم‏ ، بالإضافة إلي بوستر ــ على الأقل ــ يستوحى عادة من التيمات المتكررة في أعمال الكاتب صاحب الرسالة‏.‏
وقد جاء شعار هذا العام معبرا عن رسالة وقناعات السيدة " مارجريت ماهي‏ " ‏ وهي كاتبة أدب الأطفال ، نيوزيلندية الجنسية ، قالت فيها ما ملخصه بالسؤال التالي : ( أليست قراءة الكتب مثيرة وممتعة ومحفزة لخيال الأطفال ..؟ ) ..!
هذا السؤال أوجهه بدوري إلى أصحاب المعالي في وزارة الثقافة ــ وهم كثر ــ ابتداء من السيد الوزير وانتهاء بمعالي المستشارين الكسلانين مرورا بمعالي الموظفين العاطلين والفراشين الغافلين ..!! و أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أطفالنا من صداع قد يأتي من مغص مزمن تشكو منه وزارة الثقافة العراقية ..!
***************************
• مساكم الله بالخير يا قادة أدب الأطفال :
• الطائفية الثقافية تذكرنا دائما بقابيل وأخاه هابيل وتنسينا كل ثقافة الأطفال ومكوناتها في العصر الحديث ..!!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات