سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 11:30
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
فـــــــي الصمت الموجع ، والنهارات الموحشة من أيام الغربة ، والليل الصاخب في روحي كقطارات محطة مهجورة . في كل هذا الخراب الذي يلف ُجسد وطني ، وطني الذي بات ينزفُ أحلامه ، وتستفيق الغربان على صراخ جراحه، في كل هذا الخراب هذا الذي يمتص رحيق حياتنا، ويوشك أن يحطم بقايا ألأمل المخبأ في دهاليز الروح، رغم كل هذا الخراب وهذه العتمة ، يظل عطر وردة الجوري يثير في ذاكرتي ،عطر طفولتي، أتذكر تلك الوردة الحمراء ، يوم علقتها بدبوس على الجهة اليسرى من صدر فستاني الليلكي ، وفي كل دقيقة أشم عطرها الفواح ،ذهبت حيث أبي ينتظرني في ممشى حديقة بيتنا ، وحين رآني أبتسم وقبلني ، هذه المرة الاولى التي أذهب بها مع أبي لوحدي ، تعودنا أن نذهب كعائلة إلى أية حفلة ، وخاصة حفلات الأعراس ، كنت أعتقد إننا سوف نذهب الى أحد النوادي ، لم يخبرني الى اين ، ولم نستقل أية واسطة نقل ، وإنما ذهبنا مشيا على الاقدام ، لم تكن المسافة بعيدة كثيرا عن بيتنا، وصلنا الى بيت بوابته الحديدية عريضة تفضي الى حديقة واسعة ، وبالطبع لم نقرع جرس الباب فقد كان هناك من ينتظر خلفه ، قادنا الى صالة واسعة، سلّم أبي على الجميع ، كان يصافحهم ويقبلهم ويتبادل معهم التهاني ،كانت جملة واحدة يرددها الجميع (كل عام وحزبنا بخير) ، بعد ذلك بدأ أحدهم بكلام عن الذين رحلوا وطلب من الجميع الوقوف دقيقة ، ثم بدأوا نشيدا لم اسمعه من الإذاعة من قبلْ، قرأ احدهم بورقة مكتوب عليها كلاما لا أفهمه، ثم بدأ الغناء، أغان ٍ لم اسمعها من قبلْ ، رأيت الجميع يرددها، وزعوا الجكليت، كان الجميع فرحا ً، مرت ثلاث ساعات ، انتهت الحفلة ، قال أبي نعود الى البيت ، سألت أبي أي عيد هو اليوم ، ولماذا لم يحتفل كل الناس ، قال لي ( بابا هذا اليوم 31 أذار عيد الحزب ).
كل نهاية شهر أذار تعودت أن أعلق على صدري وردة جوري حمراء أعتزازا بهذه الذكرى التي تأتي لي بأبي، كي يحتفل بها معي .
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟