نثر في الشعر
غابت معك رحلة التاريخ
مهداة إلى روح الخال محمد عبدي غزاله
كم وجدتُ فيك ثَمرَةً تحمل حلاوة الربيع؟
كم كان قلبك كبيرا كعقلكَ عظيما بين ثناياك؟
ما كنتُ أحوجُ إلى تلك المحبة بين عزيزين ياأعز المعزين؟
وكمْ كانت رحمتك يانعة حتى في زمن عذاباتك في مرضك؟
أنت في القلب، وفي فؤادي يَِرنُّ صوت من أعالي البعدِ كالنغماتِ الباكية التي ترقصُ على شَفتَي، وتعيش مع آلامي وحسراتي برحيل أجمل ود عرفته الإنسانية.
لم أكن أعلم بأن الحنان شجرة مثمرة روتها الأمل في اعماق البعد السحيق، واحتضنتها براءة حياة الربيع ، فذهب الربيع مع ذهابك، وبكى الخريف، والقلب الجريح. الآن عرفت بأن دموعك قبل الرحيل كانت تغور أعماق شجرة حديقتنا، وهي تشتاق اليوم كما أنا إلى أنوارك بكل رونقها. اليوم أجدك في أعماقي، ولا أزال أنتظرك بعطفك. إني أراك بين أجفاني وقد فقدتُ كل شئ بالبعد عن حنانك الصافي، فلا أحد يُقبلني بين عينيَّ كقبلتك ، ولا إنسان يحمل حبك الأبوي لي كما أنت. رحلتْ البلابل من مدينتنا، وأنا هاجرتُ من فرط حزني أبحث عنك مع الطيور في غربتنا. فلا أمسيات السهر مع الأهل تداويني مع محبتنا. الكل غاب عن الدنيا، وغابت معك رحلة التاريخ.
ستكهولم 14 مايو 2001
_____________________ عراقي مقيم في السويد