محاولات للتعالي عن أناها

نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:40
المحور: الادب والفن

1
جميلة أنت يا فيروز بالجينز الأبيض والثوب الأبيض الناصع.أتيت إلي كملاك من السماء بالرداء الأبيض.
هل هو تعال؟
هل هو تواضع؟
أهي روحك, تقمصت الهواء الذي لف جسدك؟

2

"الجسد هو آلة, والانا هو المحرك لهذه الآلة, فترفّعي يا حلوتي عن فسيفساء الامور والمسي الأنا الذي لا يُلمس"
هل وصلت إلى الأنا العالي المتعالي؟

3

يا حلوة الحلوات تتركين الجسد المسربل بالأبيض, والشعر المتناثر مع الريح وتلحقين بغير الملموس؟
تتعالين وتتنزهين وتتألهين ولا تعلمين انه في مكان ما, في زمن ما,الأجساد هي تلك التي حركت الأرواح.

4

لماذا توسعت عيونك اللوزية؟ تعاتبيني على مكان ما وزمن ما,أو انك أردت القول هذا الزمان وهذا المكان؟

5

تعالي, تنزهي, تألهي حاولي الوصل إلى اناك, غير الملموس وغير المحسوس, عودي من أرض النور إلى نورك أنت, فثمة أنا آخر ينتظر زيت عيونك الغير ملموس والغير محسوس على شواطئ البحر الميت,

6

تحدثيني عن الرجوع إلى الروح والى الروحانيات, وكم أجهل العودة من تعاليك وتألهك إلى الفسيفساء التي دسناها مرارا بينما كنا أنت وأنت وأنا نتسوق الملابس الفاخرة لحفلات الربيع, نتسوق طقوس الكذب, أتذكرين؟

7

هل تريدين القهوة الساخنة؟منذ فترة ونحن نثرثر دون قهوة ودون شوكولاطه,تعالي يا فيروز الثلج نحضر قهوتنا ونسكبها على الصينية أشكالا ونخترع طقوسا أخرى لقهوتنا طقوس نحبها أنت وأنت وأنا, طقوس متمردة على الأعراف, تعالي نصبغ بقهوتنا الحّارة الفسيفساء التي دسناها يوما ففي تلك الحرارة يسكن الأنا, والانا أنت,
أتشربين القهوة؟ بينما أنا ارتب صورنا التي التقطناها على أملاح البحر الميت المنخفض العالي المتعالي عن الحياة.

8

أما زال سرك بخير؟ يا أكبر واعنف الأسرار تلك التي تقطن عيونك اللوزية,هل ما زال أناك بخير, يا أحّر أنا, ذلك السابح في زيت عيونك,التي لا تقوى على شمس الشتاء, فماذا سيكون مع شمس آب وأنت من ثلج ونار.

9

تعالي لنخلع أحذيتنا وأريك كف قدمي قليلا, وآثار الفسيفساء المرسومة هناك, رغم جهلي بقراءة الخطوط, فأناي العالي في كّف قدمي فأذهبي إلى مجلدات الأرض وحاولي الحصول على تفسير.

10

لا تدعي عيونك تتسع أكثر لئلا يقطر زيتها على جينزك الأبيض وكنزتك البيضاء,
ألم أقل لك أن روحك تقمصت الهواء الذي حول جسدك, فأغمضي عيونك حبيبتي وابقي في تعال.

#نبال_شمس (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات