أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عالية بايزيد اسماعيل - ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق















المزيد.....



ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بحث ودراسة
عالية بايزيد إسماعيل


أهمية الدين في المجتمع :

ورث العراق عبر حلقات تطوره التاريخي خصوصيات متنوعة منها عرقية ودينية وأثنيه ومذهبية ولغوية وثقافية حتى اصبح لكل واحدة منها مجتمعها الخاص بها فهناك مجتمع عربي وآخر كردي وتركماني وآشوري ، ومجتمع إسلامي سني وشيعي ومجتمع مسيحي كلداني وسرياني وآشوري وأرمني ومجتمع يزيدي وآخر صابئي إضافة إلى بعض المجتمعات الصغيرة ذات الخصوصية الدينية أو القومية المستقلة كالشبك والكاكائية والدروزيةوغيرهم ،يتطلع كل منهم إلى الحرية في إثبات وجوده وممارسة حقوقه والذي يمتد هذا التنوع إلى ما قبل آلاف السنين بحكم القدم الحضاري لوادي الرافدين . ويعد الدين في المجتمعات البدائية منها والمتحضرة على السواء من أهم النظم الأساسية المكونة للنظام الاجتماعي العام لان الدين يهتم دونا عن بقية النظم الأخرى بعلاقة الإنسان بخالقه وبالتالي فانه يؤثر بشكل عميق في السلوك الاجتماعي وينظم المعايير الأخلاقية والسلوكية والاجتماعية من خلال اهتمامه بأمور الحلال والحرام الخير والشر الثواب والعقاب ، كما له تأثير مباشر على الحياة السياسية ويكون مصدرا للسلطة في الدولة التي تعتمد الدين أساسا في نظامها الدستوري حين تكون الوظائف الحكومية مرتبطة بالنظام الديني كما كان الحال في أوربا في القرون الوسطى وفي العالم الإسلامي عندما كان الحكم مرتبطا بالشريعة الإسلامية حيث كان إسباغ الدين على التاريخ مرحلة من مراحل التاريخ لابد منها ، فهناك ميراث مشترك بين جميع الأديان السماوية منها وغير السماوية منها قضية خلق آدم والجنة والنار وقصص الأنبياء من آدم إلى نوح إلى أيوب إلى إبراهيم الخليل عليهم السلام وهناك تجانس بين جميع الأديان لان الواحدة منها تكمل بعضها الآخر حتى اصبح لا يمكن فهم أي دين دون العودة إلى بقية الأديان الأخرى بحكم التأثير المتبادل فيما بينها مع اختلاف الطقوس والفرائض والشعائر لأنها في تراكيبها ذات روحانية وعبادة واحدة ، كما إن أيديولوجية الأديان تحمل في حقيقتها مبادئ وأيديولوجيات سياسية بحسب مفهوم المرحلة التي نشأت فيها وحسب ذهنية الإنسان في تلك المرحلة لهذا السبب وبحكم التعددية الزمنية للمسيرة الإنسانية تعددت الديانات والمذاهب الروحية وان كانت تشترك في محصلتها النهائية في معرفة الله وعمل الخير وترك المعاصي وان اختلفت في طقوسها في التقرب من الله .




التطور التاريخي للأديان :

إن اصعب مهمة تواجه الباحث عند البحث في تاريخ أية أمة هو البحث في تاريخ فكرها ونشوئها وتاريخ دينها ومعتقداتها وما لحقها من تغييرات وتعديلات لان الفكرة أو المعتقد ،بعكس المسائل المادية والعلمية التي يكون البحث فيهما واضحا ومنظورا ،فلا تكون واضحة وليس هناك أي مظهر يستدل على كيفية نشوئها فقد تتولد الفكرة أو المعتقد نتيجة ظروف غير متوقعة وغير واضحة أو أن الباعث على نشوئها هو غير ما ظهر من دعوتها فقد يكون الباعث فيها سياسيا لكنها تتخفى تحت تعاليم دينية واجتماعية لجذب اكبر قدر ممكن من المؤيدين فتظهر غير ما تخفي ، أو أن الفكرة أو المعتقد يتعرض للتغيير والتبديل والتشويه فتختلف عن نهجها الأساسي التي ابتدأت بها ، هذه الأمور مع انعدام المصادر الموثقة تجعل الباحث أمام مفترق طرق حائرا في سلوك الاتجاه اليقين ولابد حينذاك من استنباط الأفكار ممن سبقوه من الباحثين والاعتماد على آرائهم ،مع ما لهذه الطريقة من محاذير لان قضايا كل عصر تخالف ما قبلها فالمؤرخون الأوائل اعتمدوا منهج النقل والسماع في كتابة الحوادث التاريخية وما في ذلك من تشويش وعدم الدقة لان المؤرخ الذي يسجل لحادثة معينة وقعت في عهود ما قبل التاريخ أو في القرن الهجري الأول وهو يعيش في القرن الرابع أو الخامس فكيف يمكن أن نطمئن إلى دقة التفاصيل وبأمانة علمية والفاصل الزمني للحادثة يتجاوز الأربعة أو الخمسة قرون ؟مما قد يؤثر سلبا في دقة الحوادث التاريخية إضافة إلى أن التاريخ يكتبه الأقوياء وتصطبخ بطابع الفترة التي كتبت فيها إن كان سلبا أو إيجابا ، ومن هذا المنطلق وبحسب ما تيسر من المصادر يمكن أن نقول أن أول ظهور لفكرة الأديان كانت في ال700 ق.م (اسوالد اشبنغلر/تدهور الحضارة الغربية /ج3 )وان أول فكرة عبادة الإله كانت في وادي الرافدين ووادي النيل ، فقد سبقت حضارة سومر العراقية وحضارة مصر الفرعونية جميع الأمم في ذلك وعنهما أخذتها الأمم المجاورة كالفارسية واليونانية والرومانية والصينية القديمة ، فكانت البابلية والكلدانية والفارسية واليهودية هي القاعدة الأساس للحضارات اللاحقة ، وسادت في القرن الرابع عشر ق. م بين هذه الشعوب عقيدة تأليه (أهورا مزدا ) وسمي بإله الخير أما اله الشر فسمي (أهر يمن ) وساد الاعتقاد بوجود ألهين ، كما سادت عقيدة عبادة الشمس والأجرام السماوية والقوى الطبيعية الأخرى بتأثير الحضارة السومرية وهيمنتها على بقية الحضارات فكانت بابل عاصمة العالم التي جذبت إليها الشعوب السامية من شبه الجزيرة العربية كالكنعانيين والعموريين والشعوب الآرية إليها ،كما أوجدت الميثولوجيا السومرية الأسس الدينية الأولى كقصة خلق آدم من الطين وطرده من الجنة وقصة الطوفان التي أول ما وجدت في الملاحم البابلية الأولى والتي تناقلتها الكتب الدينية المقدسة كافة إلى جانب ملحمة كلكامش وقصة الحياة ما بعد الموت وتأثير بابل على نبي الله إبراهيم الخليل وثورته في تحطيم الأصنام وغضب النبي موسى على عبدة العجل الذهبي في مصر ،أما الديانة الزرادشتية فكان لها الأثر الكبير في تطور الفلسفة الشرقية الهندية والصينية في القرن العاشر ق .م لما قام به زرا دشت من إصلاحات في نظام العقيدة الآرية مثلما طور النبي إبراهيم العقيدة السامية ،كما لعب كونفوشيوس في الصين نفس الدور الذي لعبه بوذا في النظام الكهني الهندي في القرن السادس والخامس ق.م وفي الحضارة الإغريقية كان لسقراط وهوميروس في إلياذته نفس الأهمية . فالأديان تعتمد على مفهوم الإله الخالق الذي يسمى تشوب عند الحيثيين وبعل عند الفينيقيين ويهوا عند العبرانيين وبراهما عند الهنود وأهورا مزدا عند الإيرانيين وزيوس عند الأغريقين .

تاريخ الأديان في العراق :

سكن العراق عدة سلالات منها الأكدية والعمورية والآشورية والآرامية الكنعانية ويذكر د.توفيق اليوزبكي في تاريخ أهل الذمة في العراق إن أعظم سلالة حكمت العراق هي السلالة العمورية (سلالة بابل الأولى )التي أسست الإمبراطورية البابلية أما الآشوريون فقد أسسوا أعظم إمبراطورية التي شملت معظم أنحاء الشرق الأدنى القديم ، وأسس الآراميون الإمبراطورية الكلدانية التي أستمرت حتى الغزو الفارسي الأخميني للعراق الذي أدى إلى انتشار وزيادة عدد الإيرانيين في العراق خاصة في عهد سيطرة الفرثيين والساسانيين وما أدى إلى استخدام اللغة الفارسية إلى جانب اللغة الآرامية التي كانت سائدة في العراق القديم ، وازدادت الهجرات العربية من الجزيرة العربية إلى العراق وبلاد الشام بسبب الحروب والجدب وأغلب القبائل التي تركت الجزيرة كانت طي وتميم وغسان وكلب (جرجي زيدان /تاريخ آداب اللغة العربية /المجلد الأول )وسكنوا في حيرة العراق واعتنقوا المسيحية حتى غلبوا الفرس بعددهم إلى جانب اليهود الذين هم بقايا الغزو البابلي الذي قام به نبوخذ نصر لليهود عندما هاجم أورشليم وسبى أهلها وأخذهم أسرى إلى بابل والقسم الآخر من اليهود هم الذين جاءوا من الحجاز من الجزيرة العربية ،وعندما انتشرت المسيحية في العراق لاقت مقاومة عنيفة من الفرس ويذكر ( سي جي أدموندز في كرد ترك عرب )أن أول اضطهاد للمسيحيين كان في عهد الملك البارثي كسرى الذي نكل بالمسيحيين وأباد منهم الكثير وعهد الملك الساساني أردشير بابك وبقيت العلاقة بين العرب والمسيحيين والفرس قبل الإسلام تأخذ شكل العداء تارة والصداقة تارة حتى سقوط الإمبراطورية الفارسية على يد القائد البيزنطي هرقل فلقى أتباع الكنيسة البيزنطية و اليهود اضطهادا عنيفا خاصة في عهد سابور ذي الأكتاف الذي كان ينزع أكتاف رؤساء القبائل ويقتلهم ومن هنا جاءت تسميته بذي الاكتاف كما استمر الاضطهاد في عهد يزد جرد الأول ويزد جرد الثاني خوفا من انتشار الأديان الجديدة أما اقدم الديانات التي كانت موجودة في العراق فكانت الديانات المجوسية وأوسعها انتشارا كانت الزرادشتية ثم المثرائية والمانوية حيث انتشرت مجموعة الأديان المجوسية قبل الإسلام بثلاث اتجاهات حيث شكلت الكنيسة المازدية في الشرق في عهد الاخمينيين والمانوية التي ظهرت في عهد سابور الأول فكانت مزيجا من الكلدانية والمجوسية والمسيحية أما المثرائية التي انتشرت في العراق فكانت مزيجا من المجوسية وعباة الشمس القديمة التي صهرت الشمس الكلداني مع المذهب المجوسي (سي جي أدموندز/كرد ترك عرب) .وكانت الزرادشتية هي الأوسع انتشارا حتى ظهور الأديان السماوية .
اليهودية :

وهي من أقدم الأديان السماوية واليهود من الأقوام السامية التي هاجرت من الجزيرة العربية إلى العراق وعاشت جنبا مع الأقوام السومرية والاكدية والبابلية والكلدانية ، وانتشر اليهود في فلسطين وكانوا أتباع النبي إبراهيم الخليل وهم (العبرانيون )الذين عبروا نهر الفرات ، وتسمية اليهود جاءت من هاد أي رجع وتاب وذلك لقول النبي موسى لربه انا هدنا إليك (د.توفيق اليوزبكي /تاريخ أهل الذمة )وكان اليهود في زمن النبي حزقيال يسجدون للشمس الذي كان يتصدر هيكلهم في أورشليم ،وهم يؤمنون بالوصايا العشرة في التوراة وعقيدتهم تؤمن بالتناسخ والتشبيه والرجعة لأنهم يؤمنون بأن النبي موسى لم يمت وبأنه سيظهر في آخر الزمان (الشهرستاني /الملل والنحل /ج2 /ص219 )واغلبهم لا يعترف بنبوة النبي إبراهيم الخليل وولده إسماعيل ومن جاء من بعدهم لأن النبوة عندهم تنحصر في بني إسرائيل فقط،واشهر فرقهم هي السامرية والكنعانية والعيسوية والربانية .
المسيحية :

نشأت في فلسطين حيث بث السيد المسيح دعوته هناك وأستقطب من حوله عدد من الحواريين والاتباع فخاف اليهود من انتشار دعوته لانه يخالف دعوتهم الدينية فتآمروا عليه حتى قتلوه وصلبوه ، ولفظة المسيح كلمة عبرية الأصل تعني الرجل المختار ،وقد انتشرت المسيحية في العراق في السنوات المائة الأولى للميلاد حيث أطلقوا على أنفسهم السريان (د.توفيق اليوزبكي /تاريخ أهل الذمة )وتقوم العقيدة المسيحية على التثليث وهي آلوهية الله وآلوهية المسيح وآلوهية الروح القدس وهي ما يعبر عنه بالأقانيم الثلاثة ، ويؤمن المسيحيون بأن النبي عيسى جسد خلق من كلمة الله في رحم أمه فكان مجموع الكلمة والجسد هو السيد المسيح (ابن حزم / الفصل في الملل والنحل /ج2 ص6 ) . وقد أسبغت كل من إنجيل متي وانجيل لوقا الصفة البشرية للسيد المسيح ووصفته بأنه رسولا من البشر مرسل من الله تعالى لهداية الناس ، أما إنجيل مرقص وانجيل يوحنا فأنهما ينسبان للسيد المسيح الصفة الإلهية (د. توفيق اليوزبكي / تاريخ أهل الذمة /ص89 ). والمسيحيون يؤمنون بالحياة الآخرة وبالبعث بعد الموت (القيامة )وأهم طقوسهم هي التعميد وهي من الفرائض المقدسة التي تطهر النفس من كل خطيئة ،والتعميد كان موجودا قبل المسيحية فقد كان زكريا بن يحيى يعمد الناس في نهر الأردن لذلك سمي بيوحنا المعمدان وهو الذي عمد السيد المسيح بنفسه، وهناك العشاء الرباني وهو العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلامذته ، ومن طقوسهم أيضا تقديس الصليب وحمله . والمسيحيون في العراق هم قسمين المتوطنون وهم الكلدان والسريان ،والمهاجرون وهم الآثورين النساطرة والأرمن .
الصابئة :

أو ( المغتسلة )كما سماهم العقاد في كتابه (أبو الأنبياء/ص112 )وذلك لكثرة الاغتسال في شعائرهم وملازمتهم لشواطئ الأنهار لأجل ذلك ، وقيل عنهم أنهم قوم خليط من اليهود والمجوس وقيل أنهم عبدة الملائكة ويقرءون الزبور وأنهم يشبهون المسيحيين في أغلب طقوسهم (الشهرستاني /الملل والنحل /ج2 /ص5 )وهم على دين النبي نوح وقيل أنهم أتباع صابئ بن شيت بن آدم في حين يذهب آخرون إلى أنهم بقايا ديانة بابل وآشور التي هي من أقدم الديانات الوثنية التي أساسها عبادة النجوم وقيل أنهم خليط من الأديان يأخذون محاسن كل دين وهم منعزلون عن الديانات الأخرى (د. توفيق اليوزبكي / تاريخ أهل الذمة/ص200 ) وقد كانوا يسكنون إقليم خوزستان من إيران وجنوب العراق وعربستان ،وصابئة العراق يسمون بالمندائيين وقد جاءتهم هذه التسمية من الأقوام التي وجدت حولهم من آراميين وغيرهم وهم أتباع يحيى بن زكريا فسموا بالصابئة أو( المغتسلة )بالآرامية . والصابئة أمة قديمة وجدت قبل اليهودية والمسيحية وكانت حران مركز تواجدهم قبل السيد المسيح وكانوا يقدسون الكواكب السبعة والبروج الأثني عشر ويصدرونها في هياكلهم وفي عبادتهم ،وأشهر فرقهم هي صابئة حران الذين ينسبون إلى حران بن قرح أخو النبي إبراهيم الخليل المعروفين بعبادتهم للكواكب ، وصابئة العراق أو المندائيين والذين هم بالأصل سكان فلسطين الذين هاجروا إلى حران بسبب اضطهاد اليهود لهم وتأثروا هناك بعقائد الحرانيين ثم هاجروا ثانية إلى العراق . وهم يؤمنون بالتناسخ والحلول وأشهر فرقهم هي مذهب الروحانيات ، أصحاب الهياكل ،واصحاب الأشخاص ،وأصحاب الحيلولة (د.توفيق اليوزبكي /المصدر السابق /ص211 ) .

اليزيدية :
والتي صورت على غير حقيقتها وكتب عنها بما لا يرضي الحقيقة حتى حمل عليها الكثير و أسيء فهمها وأوجد لها الكثير من الأعداء المتعصبين من الأديان الأخرى ،لأن أغلب ما كتب عنهم كانت تفسده النزعة الطائفية المتعصبة وهذا ما يحدث كثيرا حين يتعرض غير المختصون لمثل هذا ويبنون أحكامهم على معلومات سطحية أو دراسات خاطئة وناقصة تحمل الكثير من السخط والعداء عليها ،ولا تختلف العقيدة اليزيدية في وحدانيتها لله تعالى وتقديسها للملائكة والأنبياء عن غيرها من العقائد الدينية الأخرى كما أن قصة الخليقة فيها تشابه ما موجود في الأديان السماوية الأخرى من أن
الله تعالى خلق ملائكته من النور وطلبه منهم أن لا يسجدوا لغيره وخلق آدم من الطين ثم أمر ملائكته بالسجود لآدم فسجدوا كلهم إلا عزازيل (طاووس ملك )ورئيس ملائكته الذي لم يسجد لآدم تنفيذا لمشيئة ربه الأولى بعدم السجود لغير الله تعالى وحده ،وفي هذا تخالف اليزيدية بقية الأديان في تفسير سبب ونتيجة عدم السجود هذه ، فالأديان الأخرى تنسب عدم السجود إلى تكبر رئيس الملائكة وعصيانه لأمر ربه ومن ثم غضب رب العالمين عليه وطرده من الجنة عقابا له ، أما عند العقيدة اليزيدية فأن عدم السجود لآدم كان تنفيذا للمشيئة اللآلهية بعدم السجود لغير الله تعالى قبل خلق آدم وبذلك فأن طاووس ملك ورئيس ملائكة الرحمن هو أول الموحدين الذي لم ينسى مشيئة ربه ولم يسجد لغير الله تعالى وحده واثبت إخلاصه وطاعته وتفانيه لرب العالمين ويكون بذلك قد اجتاز الاختبار الإلهي له بكل إخلاص فكانت مكافأة رب العالمين له بأن جعله سيد الكون وسلم له مقاليد الكون والخلق وهذه المسألة هي نقطة خلاف العقيدة اليزيدية عن غيرها من العقائد الدينية الأخرى . أما أهم طقوس اليزيدية فهي الأيمان بالله تعالى وبطاووس ملك وتقديس الملائكة والشيخ عدي(آدي) وأوليائه المقربين وجميع الأنبياء والرسل ، كما يؤمنون بالتناسخ والحلول وبالجنة والنار، ويلزم على كل يزيدي ويزيدية أن يكون لهما شيخ وبير ومربي وأخ أو أخت الآخرة ليكون لهما عونا في إرشادهم الفرائض الدينية من حلال وحرام وهناك طقس التعميد بماء زمزم ، ولليزيدية ثلاث مراتب دينية رئيسية هي طبقة الشيوخ وطبقة البيرة وطبقة المريدين يمنع التزاوج فيما بينها لابل حتى إن الزواج داخل الطبقة الواحدة محرم وذلك للحفاظ على الوظيفة الدينية لكل سلالة وضمان نقاء سلالتها من الاختلاط الذي أنشأه الشيخ عدي بن مسافر في حينه التي كانت تقتضيه ظروف وأسباب معقدة تداخلت فيها نزاعات ومصالح متناقضة ومتشابكة والتي حرف وزيد عليه الكثير حتى أخذت وضعها الحالي وضاع أغلبها خلال مراحل التاريخ المتطورة بسبب الاضطهادات والانتهاكات المستمرة خلال فترة حكم سلاطين الدولة العثمانية وبالتحديد آخر الخلفاء الأربعة عبد المجيد وعبد العزيز ولدي السلطان محمود الثاني ومراد الخامس وعبد الحميد الثاني ولدي السلطان عبد المجيد حيث شنت اعنف حملات التنكيل ضدهم أشهرها حملة عمر وهبي باشا في عهد الوالي عثمان باشا (سليمان الصائغ/تاريخ الموصل/ح1 ) إلى جانب حملات المناطق المجاورة من أمراء العمادية وراوندوز والتي اشهرها حملة محمد كورى باشا ، وكانت تلك الحملات تشن عليهم لإجبارهم على ترك دينهم ومعتقدهم واعتناق الإسلام خلافا لقاعدة (لا إكراه في الدين ).

يطلق على أصحاب هذه الديانات من غير المسلمين بأهل الذمة والذمة في اللغة تعني العهد والامان أما في الفقه الإسلامي فهو العهد الذي يعطى للذين لم يدخلوا في الإسلام مقابل ضمان حرية عبادتهم واموالهم وانفسهم ، أما أهل الكتاب فهم أصحاب الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم وزبور داود عند الحنفية أما عند الشافعية فان أهل الكتاب هم النصارى واليهود حصرا .
بالإضافة إلى هذه الأديان في العراق هنالك بعض المعتقدات المذهبية ذات الخصوصية المنفردة كالكاكائية والتي هي في الأصل طريقة صوفية درويشية من حيث تنظيمها ومنشأها وهي عقيدة مذهبية مزيجة من مختلف المذاهب واصحابها يؤلهون الأمام علي وأولاده وهم في العراق يميلون إلى مذهب السنة اكثر من مذهب الشيعة و يرجعون بأصلهم إلى القومية الفارسية أما تواجدهم فيتمركز في اربيل والموصل (سي جي ادموندز/كرد ترك عرب ) . وهناك طائفة الدروز التي تعتبر من الفرق الباطنية وهم منذ ما يقارب الألف سنة في دور الستر لا يكشفون أمور عقائدهم للغير يؤمنون بتناسخ الأرواح وبالتقمص ولايومنون بالجنة والنار ويؤلهون الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله واكثر عقائدهم مأخوذة عن الإسماعيلية وهم ينتسبون إلى نشتكين الدرزي وهم لا يقبلون أحدا في دينهم كما لا يسمحون لاحد بالخروج منه ويتمركز تواجدهم في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان وعدد قليل منهم في المنطقة المناطق الشمالية من العراق .
الإسلام :

يشكل الدين الإسلامي الدين الرئيسي والرسمي في العراق بمذهبيه السني والشيعي وتفرعاتهما وتستند الشريعة الإسلامية على القرآن والسنة منهجا في تنظيم أمور العبادات والفرائض الدينية وطقوسها إضافة إلى تنظيمها لأمور المعاملات الحياتية اليومية ، وكان الإسلام في أول أمره بمثابة ثورة كبرى على المعتقدات السائدة وعلى القبائل العربية وعلى الأخص على قريش لذلك جابهت قريش الإسلام وأتباعه وأعلنت عليهم حربا وأضطهدت أتباعه اضطهادا قاسيا لأنها حاربت آلهة قريش وسفهتها حيث كانت مكة قبل الإسلام محجا لجميع القبائل العربية وكانت قريش راعية ذلك المحج وسادنة الكعبة وراعية أسواقها الأدبية والتجارية ،لذلك عندما تم فتح مكة حطم النبي محمد جميع أوثان الكعبة ومنذ ذلك التاريخ بدأ عهد جديد في نشر الدعوة الإسلامية .

بدابة ظهور الدولة الإسلامية :
أن أول دولة إسلامية نشأت كانت بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة حيث أسس النبي محمد واصحابه إدارة وحكومة سياسية ودولة دينية (ثيوقراطية) وفق تعاليم الإسلام بدل الأعراف والتقاليد القبلية التي كانت سائدة،وأصحاب هذا الرأي يرون أن الإسلام دين دولة يعالج قضايا العبادات والمعاملات اليومية بينما يرى آخرون أن الإسلام دينا فقط ولاشأن له بالسياسة والسلطة وان ولاية الرسول هي زعامة دينية روحية ودنيوية أما الرأي الثالث فيقف موقفا وسط ويرى أن الإسلام ينظم المعاملات والمجتمع ويتولى إدارة وتوجيه الدولة إلى جانب قضايا العبادات دون تكوين سلطة من رجال الدين لأن الشريعة لاتسمح بقيام سلطة دينية .
وقد ظهرت بعد وفاة الرسول حركة الارتداد عن الدين والتي وقف بوجهها الخليفة أبو بكر الصديق ثم كانت مؤامرة اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب التي دبرها المجوس وقيام عبد الله بن سبأ بتشيعه للخليفة علي بن ابي طالب وآل البيت وبإدعاء الألوهية للأمام علي والتحريض لقتل الخليفة عثمان بن عفان وبذلك اصبح عبد الله بن سبأ رائدا لكل الفرق الأخرى التي ظهرت فيما بعد والتي شجعت ميمون القداح الفارسي الذي بايع الأمام جعفر الصادق وتشيع له فاستطاع وبمساعدة ابنه عبد الله أن يبثوا أفكارهم الإلحادية في نفس الأمام محمد بن إسماعيل حفيد جعفر الصادق فكان أن ظهرت الباطنية الإسماعيلية على يد ميمون القداح وابنه عبد الله والتي قسمت هذه الفرقة إلى تسعة مراتب يترقى الداخل بها حتى يتحلل بذلك من أي التزام أو فريضة دينية وما جر ذلك من ادعاء عبد الله بن ميمون من انه من نسل آل البيت والذي استطاع بهذا الادعاء أن يؤسس أحفاده الدولة العبيدية في المغرب في عام 358هجرية وهي شيعية المذهب انفصلت عن الخلافة العباسية في بغداد التي هي سنية المذهب والنزاع بينهما سياسي ادخلوا فيه الدين وسيلة لتأييد دعواهم والتي كانت في حقيقتها تدعو إلى محاربة الإسلام تحت ستار التشيع لآل البيت والدولة الفاطمية هي أول دولة شيعية سمت ملوكها بالخلفاء والتي عاصرتها دولة شيعية أخرى في العراق وفارس وهي الدولة البويهية التي كانت تابعة للخلافة العباسية أما الدولة الفاطمية والتي تقوى بها القرامطة فقد استطاعوا فتح مصر على يد جوهر الصقلي فأصبحت مصر مركزا لهذه الدولة حتى تولى الحاكم بأمر الله في 386 هجرية الذي ادعى الألوهية وكان الأساس لنشوء طائفة الدروز .
أما أهم الأدوار التي مرت بها الدولة العربية الإسلامية فهي :
1. عهد الرسول والخلفاء الراشدين 600ـ661م
2. عهد الأمويون 41ـ132هجرية/661ـ750م
3. العباسيون 132ـ656هجرية/750ـ1258م حكم منهم 37 خليفة أولهم أبو العباس السفاح وآخر هم المستعصم وقد مرت بخمسة أدوار :
 الدور العباسي الأول 132ـ232هجرية وحكم فيه تسعة خلفاء من السفاح إلى الواثق وفيه أسس المنصور مدينة بغداد في 145هجرية والمعتصم مدينة سامراء 221هجرية ويمتاز بأنه عصر فارسي وسيطرة آل برمك وآل الفضل على الحكم .
 الدور الثاني 223ـ333هجرية وفيه تعاظم نفوذ القواد الأتراك وظهرت فيه حركة القرامطة وحركة الزنج . ويبدأ بخلافة المتوكل وينتهي بظهور الدولة البويهية ويسمى بالعصر التركي لتسلط الأتراك الذين أول من استقدمهم المعتصم وقد اتفق المنتصر ابن المتوكل مع الأتراك على قتل أبيه وكان ذلك أول جرأتهم على الخلفاء فولوا المنتصر الذي لم يدم حكمه اكثر من بضعة اشهر تولى بعده المستعين بالله ثم المعتز بالله الذي قتله الأتراك كما حبسوا المستكفي ثم قتلوه وكان القاهر بالله قد مات فقيرا وانقضى هذا الدور بدخول ألد يلم بغداد أيام المستكفي .
 الدور الثالث333ـ447هجرية وفيه تسلط البويهيين من الديلم على الحكم ومن ثم طردهم من قبل الأتراك السلاجقة والحمدانيون في الموصل وتكريت .وامتاز هذا العصر باستقرار الدولة البويهية وينتهي هذا العصر بدخول السلاجقة كما امتاز هذا العصر بتعدد الدول التي اقتسمت السلطة مع الخلفاء العباسيين وهي الدولة الأموية في الأندلس والدولة السامانية فيما وراء النهر النهر والزيارية في جرجان والحمدانية في الموصل وحلب والبويهية في بغداد وبلاد فارس والغزنوية في أفغانستان والفاطمية في مصر وبلاد المغرب العربي .
 الدور الرابع447ـ547 هجرية وفيه تسلط السلاجقة الحكم واستيلاء طغرل بك على بغداد،وفيه ابتدأت الحروب الصليبية في 466هجرية واستيلاء الاتابكة الحكم في الموصل على يد عماد الدين زنكي أحد قواد ملكشاه السلجوقي .
 الدور الخامس 530ـ656هجرية وفيه سقطت بغداد على يد المغول بقيادة هولاكو وهو آخر العصور العباسي ويبدأ بظهور جنكيز خان القائد المغولي الذي خرب المدن ومن نسله هولاكو الذي فتح بغداد وقتل خليفتها المستعصم بالله وفر من نجا من العباسيين إلى مصر فانتقلت الخلافة إلى هناك . أما في الأندلس فقد انحلت الدولة الأندلسية وانقسمت إلى دويلات وامارات حكمها البربر والموالي عرفت بملوك الطوائف فاغتنم الإفرنج هذا الضعف واسترجعوا بلادهم إمارة إمارة حتى اخرجوا المسلمين كافة من إسبانيا .
أما أهم السلالات المغولية والتركمانية والفارسية التي حكمت العراق فهي :
1. الايلخانيون 656ـ738 هجرية/1258ـ1338م
2. الجلائريون738ـ814هجرية/1338ـ1411م
3. القره قوينلو 914 ـ974هجرية /1411ـ1468م دولة الخروف الأسود بقيادة شاه محمد بن قره يوسف .
4. الآق قوينلو874ـ914 هجرية/1469ـ1508م .بقيادة حسن الطويل أوزون .
5. الصفويون 914ـ930هجرية/1508ـ1523م وحكم فيها الشاه إسماعيل الصفوي والشاه طهماسب . ثم حكم الصفويون مرة أخرى من 936ـ941هجرية/1529ـ1534م .
6 . الأتراك العثمانيون 1534ـ1917م .


النظام السياسي للدولة الدينية الإسلامية :
كانت الدولة الإسلامي دولة واحدة تخضع لخليفة واحد وان تباعدت أماكنها ونظمها فكانت الجزيرة العربية هي مقر الخلافة الراشدية ودمشق مقر الخلافة الأموية وبغداد مقر الخلافة العباسية ، وكان نظام الشورى هو السائد في عهد الصحابة ثم تحول إلى النظام الوراثي الذي أوجده معاوية بن أبي سفيان واستمر إلى الخلافة العباسية و من بعده إلى الخلافة العثمانية و الذي أدى إلى تسلط السيف والقوة والى تعدد المذاهب والفرق والطوائف الأخرى وكان العراق منبعا لتلك الفرق المختلفة .وقد شهد العصر الأموي فصلا بين أمور الدين وشؤون الدولة حين كانت دعائم الدولة راسخة ثابتة في الشام التي تؤيدها القبائل العربية بينما انصرف رجال الدين والفقه إلى نشر التعاليم الدينية الفقهية بين عامة الناس وبهذا كان الدين والدولة يسيران باتجاهين متعاكسين ،ثم جاء العباسيون إلى الحكم وهم يدعون انهم يريدون إحياء السنة التي تركها بني أمية وإعادة ربط الدين بالدولة وهي مسألة فيها الكثير من الصعوبات لان الدولة تقوم أساسا على التسلط والهيمنة الضرورية لبسط الاستقرار أما الدين فانه يقوم على أساس التسامح والرحمة والعدل والمساواة ،لذا حاول العباسيون أن يلائموا بين أمور الدين وشؤون الدولة فلم يوفقوا في ذلك لذلك قرب الخلفاء العباسيون الفقهاء وأهل العلم والفقه منهم لكنهم فشلوا في التوفيق بين الأمرين فقامت ضدهم الحركات والثورات خاصة الفارسية منها وذلك بما لهم من فضل في قيام الدولة العباسية التي لم تكن تنجح لولا دعم الفرس لهم فقد طبق أبو مسلم الخرساني وكيل الإمام إبراهيم وقائد الدولة العباسية سياسة القتل والبطش بالأبرياء واتبع المنصور نفس سياسة أخيه إبراهيم الإمام فقرب الموالي منه ومن شؤون الدولة كذلك فعل الرشيد وقضى على حركة البرامكة التي هددت الدولة العباسية وكان المأمون شديد الولع بمذهب المعتزلة القائم على أساس العقل والتفكير فسعى المأمون إلى نشر مذهب المعتزلة بين الناس الذي أدى إلى امتعاض رجال الدين لان الدين يقوم على أساس اليقين الذي لاشك فيه وفي عهد المتوكل بدأ رد الفعل ضد المعتزلة والذي كان المتوكل فيه متعصبا للدين وكان شديدا على مخالفيه في المذهب فسلك سياسة الشدة مع أهل الذمة والفرق الإسلامية الأخرى لاسيما الشيعة والمعتزلة وقد أمر بهدم قبر الحسين وهدم ما حوله من المنازل ومنع الناس من الاقتراب من موضعه كما كان كثير النقمة على الإمام علي حتى انه كان يجالس من اشتهر ببغضه للعلويين (احمد أمين /ضحى السلام / ج2 ). وظهر في هذه الفترة مصطلح (أهل السنة والجماعة ) واعتبر مذهب الاعتزال مذهب البدعة واصبح كل من يدعو إلى التجديد في الدين يسمى مبتدعا فسد باب الاجتهاد والجدل الفكري في الإسلام لان الجدل يتضمن الشك وان الأيمان يناقض الشك وبذلك افتتح المتوكل عهدا جديدا اصبح فيه الدين والدولة نظاما واحدا . إن اختلاف الفرق وكثرتها تعود أساسا حول قضية إمامة الأمام علي وهل هو أولى بالخلافة من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وهل أن الرسول أوصى بإمامته من بعده وهل كفر الصحابة باختيارهم الخلفاء الراشدين وكان الروافض هم الذين أثاروا هذا الإشكال وانقسموا إلى ثلاث فرق هي الزيدية والكيسانية والامامية وهناك غلاة الروافض وهم الخوارج الذين كفروا الإمام علي نفسه لتركه قتال الصحابة أما الشيعة فهم الذين شايعوا الإمام علي وقالوا بإمامته وخلافته وتعددت فرقهم بشكل واسع ومذهل أما السنة فهم الذين قبلوا بالنظام الاجتماعي والديني وفق الشريعة وبخلافة الراشدين وخرج منهم أربعة مذاهب دينية سميت بأسماء واضعيها وهي المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي،وان أبو حنيفة وانس بن مالك كانا من تلامذة الإمام جعفر الصادق أحد الأئمة الاثني عشر الشيعية والذي أسس المذهب الجعفري الذي يعد أحد المذاهب السنية المذهب الخامس رغم انه مذهب شيعي إلا إن الخلافات اتسعت فيما بعد بين المذهب الجعفري وبقية المذاهب السنية بعد تولي الشاه إسماعيل الصفوي الحكم في إيران وفرضه الذهب الشيعي مذهبا رسميا للدولة واضطهد المذاهب السنية نكاية بالسلاطين العثمانيين الذين تسلموا الخلافة .







ظهور المذاهب الإسلامية :

قد يؤدي اختلاف الآراء إلى التنازع والفوضى وتبعثر القوى الاجتماعية إلا انه في نفس الوقت يؤدي إلى التجديد والتغيير (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحمة ربك ولذلك خلقهم ) ، وكلما زادت مظاهر الفساد المتردي في البلد زادت تبعا لذلك الأزمات السياسية والاقتصادية فان الحركات الدينية تنشط للخروج من هذه الأوضاع المتردية والتراث العربي حافل بمثل هذه الحركات لذلك نشأ أصحاب المنطق وأرباب العلم والفقه والفلسفة وقد شهد العصر العباسي تنامي الحركات الدينية التي عدها المؤرخون حركات الحادية غايتها إحياء المجوسية لان اغلبها كانت عبارة عن حركات قام بها الموالي هدفها الانتقام من العرب والقضاء على دولتهم مما أدى إلى انتشار الشعوبية والزندقة انتقاما من سياسة الأمويين في اعتمادها على العرب فقط ،ويذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان إن بلدانا كثيرة خربت نتيجة اختلاف الآراء في المذاهب الدينية المختلفة ،و أهمها الخلاف بين السنة والشيعة ،فقد كان الفرس في بداية الدولة العباسية من أهل السنة وأهل العراق من الشيعة واتخذ الصراع الطائفي بين السنة والشيعة شكلا صارخا أثناء التنافس بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية على العراق فصار التشيع منذ عهد الصفويين بدل السنة مذهبا قوميا للفرس ، لذلك انتشرت الزندقة في العصر العباسي بسبب انتمائهم الديني بقوة للدين المجوسي والتي كانت لهم فيه عادات وتقاليد من الخلف إلى السلف لكنهم لم يستطيعوا تولي المناصب الرفيعة ألا إذا اسلموا فاتخذوا الإسلام دينا ظاهرا وهم يؤمنون بدينهم المجوسي عقلا وباطنا (احمد أمين / ضحى الإسلام /ج1) , وقد قام القرامطة بعدة ثورات ضد العباسيين حتى نجحوا بتأسيس الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا كما ظهرت فرق السبئية والاسماعيلية بأسماء وأشكال مختلفة .
وقد كثرت المذاهب والنحل في العصر العباسي وانتشرت إلى الحد الذي وصفهم المأمون بالقول" وطائفة قد اتخذ كل رجل منهم مجلسا اعتقد به رئاسة لعله يدعو إلى ضرب من البدعة ثم لعل كل رجل منهم يعادي من يخالفه الأمر الذي عقد به رئاسة بدعة وهو قد خالفه من أمر الدين بما هو اعظم من ذلك " (احمد أمين / ضحى الإسلام /ج1 )، وتوالت ظهور الفرق والمذاهب المتعددة والتي ظهرت بدافع الحاجة إلى التطور مع الوقائع الحياتية المستجدة , ولو استعرضنا أسماء الفرق والمذاهب في كتاب الملل والنحل للشهرستاني لدهشنا من كثرتها واختلافها .
إن الخلاف بين السنة والشيعة ، وهما أبرز المذاهب الإسلامية ،يعود إلى اختلافهم في النظر إلى مسألة الخلافة وهي مسألة سياسية ذات صبغة دينية ، فالشيعة يرون أن الأمام علي بن ابي طالب وأولاده من بعده هم أحق بخلافة الرسول من غيرهم وان خلافة الراشدين والأمويين والعباسيين هي خلافة باطلة ، كما يرى الشيعة أن الخلافة ملازمة للدين الإسلامي وان اختيار الخليفة في معظم المراحل التاريخية لم يكن شرعيا الذي اصبح وراثيا بعد أن كان اختيار الخليفة في عهد الخلافة الراشدية يتم عن طريق المبايعة من أهل العقد والحل ، وهذا الخلاف سبب الكثير من الفتن والاضطرابات وان بلادا كثيرة خربت بسبب هذا الخلاف وتعصب كل لمذهبه وهذا الخلاف إن كان مقبولا في العهود القديمة فالغريب أن يستمر ويبقى متأججا إلى هذا اليوم.

الحركات الإصلاحية الحديثة :
إن صراع الثقافات التي يشهدها العالم الان ليست بالشيء الجديد فهي امتداد للحروب الصليبية حيث نشطت خلالها الحركات الدينية والثورات الإصلاحية الحديثة و التي هي امتداد لتيار المعتزلة في تأكيدهم على العقل والغزالي الذي كان يشبه ديكارت في منهجه ولأبن رشد والجاحظ أما في العصر الحديث فان حركة الإصلاح الديني وكتابات المفكرين مهدت للأفكار الاشتراكية والديمقراطية والعلمانية منها الإصلاحات التي نادى بها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة وعبد الرحمن الكواكبي وعبد الرزاق السنهوري في تحديث القوانين العربية وإعطاؤها طابعا علمانيا بغطاء ديني حيث ادخل الإصلاح التشريعي وفق أسس علمانية للنهوض من جديد لمواجهة الاستعمار والاحتلال والتيارات الخارجية ، وعندما استولى مصطفى كمال على الحكم في تركيا بعد انهيار الدولة العثمانية باسم العلمانية أدى ذلك إلى تطرف سلفي في اغلب البلدان الإسلامية لمواجهة التغريب على اعتبار أن الفعل يولد رد الفعل والتطرف العلماني يؤدي إلى تطرف سلفي ، فكثرت الحركات الجهادية وانتشرت ومنها حركة الأخوان المسلمين في مصر منذ الأربعينات والحركة الوهابية والجهاد الإسلامي في سوريا ولبنان والجزائر والسودان واليمن والعراق وفلسطين التي خاضت عدة حركات من اجل التحرير ومن خلال هذا الوضع النفسي والاجتماعي والديني تكونت جماعات التكفير وجماعات الجهاد التي كان رائدها التعصب الديني ورفض النموذج الغربي في العالم الإسلامي باسم العلمانية ، وانتصرت تلك الحركات الجهادية منذ الإصلاح الديني الذي خرجت منه معظم حركات التحرر الوطني والتي قويت بصورة اشد منذ اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية باعتبار إن الجهاد جزء من التراث الإسلامي وواجب فرض ضد العدو وبات مفهوم الجهاد بالنفس في سبيل الله يبرز بشكل ملحوظ في السبعينيات من القرن الماضي ونجحت في أفغانستان ضد الغزو السوفيتي ثم تحولت إلى البوسنة والهرسك وكسوفا والشيشان وكشمير ومنها انتقل إلى العراق بعد أن انتشر العداء ضد الأمريكان بعد حوادث 11/أيلول/2001 في نيويورك وواشنطن وأصبحت الولايات الأمريكية المتحدة هي المتفردة والقيمة على العالم مما أدى إلى تعميم القول بأن العنف التي تقوم بها تلك الحركات الجهادية ما هي الانماذج لحضارة إرهابية متعصبة والذي اصبح فبه العراق بالنسبة للمتطرفين ميدان تدريب اكثر فاعلية من أفغانستان لمواجهة الغزو الأمريكي مما أدى بأمريكا إلى أن تطلق مفهوم الإرهاب وتطلق معناه دون تمييز بين ما هو إرهاب وعنف وما هو مقاومة مشروعة للاحتلال التي تكفلها جميع المواثيق الدولية والشرائع السماوية .

الدستور بين الدين والعلمانية :
يحتد الجدل حول الدين وعلاقته بالدولة فهناك اكثر من تيار يبدي تخوفه من سيطرة الدين على المؤسسات والمرافق العامة للدولة ، إن أهم الدوافع لوضع النصوص الدينية في بعض الدساتير العربية هو مسايرة لمشاعر المواطنين المتدينين ولامتصاص الضغوط التي تمارسها بعض الحركات الدينية لذلك وجد النص في الدساتير على أن يكون الإسلام دين الدولة وان تكون الشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا من مصادر التشريع ، وقد اعتمدت الدساتير العراقية الدين الإسلامي هوية للدولة العراقية لكن أن يفرض بكونه مصدرا أساسيا للتشريع فهي مسالة قد تثير القلق لأن العراق غير ملائم لأن يكون دولة دينية وذلك لتعدد الأديان والمذاهب فيه لذلك لابد من وجود فاصل بين الدين والدولة بدلا من فرض دين واحد في الدستور ما دام إن الله واحد والشرائع مختلفة وان الإيمان له عدة صور ، ومع إن اغلب الدساتير العربية تؤكد على إن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة فان أنظمتها تنتهج الأسلوب العلماني بما يحقق مبادئ حقوق الإنسان والحق الطبيعي وقواعد الديمقراطية لأن العلمانية تدعو إلى فصل الدين عن الدولة وان تكون الدولة محايدة تجاه جميع الأديان والمذاهب بما يضمن حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر دون تمييز لأي سبب كان وان تصبح ممارسة الطقوس الدينية والأيمان عملا حرا إراديا وطوعا ما دام كان نابعا من وجدان الشخص وقناعته الذاتية وليس مسايرة أو إكراه لقوانين وضغوط خارجية ، إلا إن الوقائع اليومية والاقتتال الطائفي إضافة إلى تصريحات بعض الحركات الدينية وتهديداتها تثير الكثير من المخاوف لغير المسلمين الذين قد لا يشعرون بالأمان على حياتهم ولا على ممتلكاتهم وهو ما لمسناه على الساحة العراقية في الآونة الأخيرة مما أدى إلى هجرة غير المسلمين مراكز المدن والمحافظات إلى القرى والنواحي تاركين أعمالهم ومصالحهم طلبا للأمان بعد كثرة التهديدات بالخطف والقتل من بعض الجماعات المتطرفة.
إن العلمانية المعتدلة هي الحل الأمثل لأي معضلة طائفية طالما تعددت المذاهب التي بدورها تبين مدى الصعوبات التي يمكن أن تواجهها الدولة الدينية لان تعدد المذاهب يعني إن هناك اختلافات واجتهادات وتفسيرات متباينة في فهم الشريعة وأسلوب تطبيقها ،لذا يجب عدم توظيف الدين في الخلافات السياسية في داخل الدولة ولتجنب نشوب الصراعات الاثنية والطائفية لان سيطرة التيارات الدينية سيبرر القمع حينذاك ضد الأقلية التي تؤمن بدين قد تخالف الأغلبية من دين آخر ، فينبغي أن يكون هناك احترام متبادل لمشاعر الاغلبيةوالاقلية لأن ثمة حقوق أساسية يجب عدم المساس بها في حدها الأدنى ويتمثل ذلك بمبادئ حقوق الإنسان بالتعبير المعاصر وضمان حرية الاعتقاد وتحقيق المساواة .
إن الكثير من رجال الدين لم يستوعب حقيقة التغيرات ومستجدات العصر التي عصفت بالعالم خلال القرن العشرين المنصرمة لذلك لم تستطع الثقافات الدينية أن تتحرر من تصورات نمطية شائعة تضفي عليها صفة الجمود خاصة ما يتعلق بمسائل أساسية كالمرأة والأسرة ومبادئ الديمقراطية والحرية ،
إن المواطنة الحقة لن تتحقق إلا في ظل نظام ديمقراطي برلماني دستوري تأخذ بالتعددية وبمبدأ تداول السلطة سلميا وتحترم القيم الدينية وتمنح الأديان والطوائف الدينية حقوقها المشروعة واستيعاب خصوصيات التنوع والتعدد ضمن إطار هوية الانتماء للوطن كما هو الحال في الدول المتقدمة التي تحترم القيم الإنسانية والتحولات الديمقراطية بما يعزز دور المواطن بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي والاثني بينما المواطن في بلدنا حرم من أبسط حقوقه التي تقررها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية الأمر الذي يجعله يفقد الإيمان بانتمائه مادام هو مسلوب الإرادة و مادام لم تتجسد لحد ألان ولم تترسخ الفكرة التي تجسد الدولة باعتبارها حامية للوطن والممثلة له بشكل حقيقي الأمر الذي جعل العراقيين (غير المسلمين منهم خاصة ) في مسعى مستمر للبحث عن هوية انتماء لحسم الإجابة على العديد من التساؤلات المماثلة في تفاصيل حياتنا وهي هل نحن عرب أم عراقيون هل نحن أكراد أم عراقيون هل نحن سنة وشيعة أم عراقيون وهل نحن مسيحيون ويزيديون وصابئة أم عراقيون، في الواقع سيكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل بناء فكرة الانتماء للوطن وتحديد مقومات وأركان المواطنة من دون بلورة هوية وطنية عراقية يتمتع جميع المواطنين بموجبها بكافة حقوقهم المشروعة

الهوية الوطنية أولا :
إن مما يبعث الألم ويحز في النفس هو انه عندما يتم الحديث عن الشعب العراقي فانه يبدو وكأنه عبارة عن مجموعة أعراق ومذاهب وكيانات وكأن اللحمة للشعب الواحد لاوجود له وان المواطنة التي تجمع الشعب لاوجود لها فالمسلمون مذاهب والمسيحيون طوائف والأديان متعددة والأمة شعوب وأجناس وملل وأعراق تتقاتل فيما بينها لاتعرف الحوار كل فريق يخاصم الآخر ويستبعده , والهوية الوطنية تتمزق بشكل متصاعد والتنافس غير المشروع على السلطة على أشده منذ انتهاء الحرب ولحد ألان مما قد تشكل هذه المرحلة عائقا كبيرا أمام تبلور الهوية الوطنية للعراقيين ، والملاحظ أن الكثير من الجماعات الإسلامية أخذت تتمسك بهويتها القومية على حساب هويتها الإسلامية والوطنية كأكراد تركيا العلمانية وفي العراق وفي إيران الإسلامية ، كما حصل في الجزائر التي يسعى فيها البربر إلى جعل لغتهم الامازيغية رسمية على حساب اللغة العربية إضافة إلى دعوات الانفصال في دارفور السودان وسكان الصحراء المغربية وهذا كله بسبب النظم التي استغلت الإسلام في ممارسات سياسية عنصرية قمعية تصادر من خلالها حقوق الإنسان باسم الوطن تارة وباسم الدين تارة أخرى ، وما ينتج عن ذلك من تفتيت البلد وتعاظم الصراعات الطائفية والمذهبية .وبقدر تعلق الأمر باليزيديين فإننا نود أن نعيد إلى الأذهان ما أسلفنا عن دورهم في المحاولة للاشتراك في العملية السياسية الذي يتطلب إلى تفهم القيادات السياسية لهذا الدور وتقديرها الصائب لأهميته بعكس الحكومات السابقة التي أهملته وان إشراكهم في المعادلة السياسية لاسيما في المواضيع التي تمس قضيتهم تعتبر أمرا طبيعيا وحقا ثابتا لانقاش فيه لانه من غير الطبيعي تغييب طرفا من الأطراف ضمن الإطار المؤهل التي تحافظ على خصوصية الديانة اليزيدية .

الخاتمة :
خلصنا إلى أن المجتمع العراقي كما رأينا متلون بمختلف الأعراق والأديان والمذاهب وان الموروثان الطائفية والعشائرية هما العنصرين الأكثر إرثا حتى اصبح ولاء الفرد العراقي إلى طائفته والى دينه والى عرقه أقوى من ولائه لعراقيته وهذا ما شجعته قوات الاحتلال الأمريكية منذ دخولها العراق من تكريس لمفهوم المحاصصة الطائفية والتقسيم الطائفي حيث كان مجلس الحكم السابق واختيار الحكومة الانتقالية التي تلته قائمة على أساس طائفي على حساب الوحدة الوطنية كما أن أعضاء الجمعية الوطنية السابقة كانت قد اعتمدت نفس الأسلوب في اختيار أعضائها بحيث أن كل عضو كان ممثلا لطائفة أو قومية أو ديانة معينة وهو الأسلوب الذي تم فيه اختيار أعضاء مجلس النواب الحالي ، الأمر الذي قد يؤثر على المواطنة الحقة ولن تقوم للعراق دولة يعيش فيها العراقي آمنا بغض النظر عن كونه عربيا أو كرديا سنيا أو شيعيا يزيديا أو صابئيا ، نحن لا ننكر إن هناك مكونات مختلفة للشعب العراقي لكن هناك أساس متين للتعايش المشترك والولاء المشترك للهوية العراقية ولوحدة المصير فكلنا اشتركنا في دفع ضريبة الحصار القاسي وكلنا عانينا من ويلات الحروب ونتائجها المدمرة التي لم تفرق بين مسلم أو مسيحي يزيدي أو صابئي كردي أو عربي ،لذا فان مجتمعنا بحاجة إلى ثقافة التعددية القائمة على قبول الآخرين في الرأي والسلطة على قدم المساواة لتأسيس قاعدة وطنية صلبة ، أما المراهنة على الدولة الدينية فإنها تبدو ضعيفة للتحكم في مسار الأحداث .وعلينا أن نسعى لعراق مسقل بدون احتلال ، لعراق المواهب لاعراق المذاهب لعراق يوفر فرص العمل والأمل لكل القوميات والاديان لعرق التسامح بدلا من الإقصاء لعراق التعددية السياسية والتنوع والاتحاد الاختياري لا عراق الصهر القمعي والإرهاب والخوف .
المصادر :
1. سي جي أدموندز / كرد ترك عرب /ترجمة جرجيس فتح الله .
2. اسوالد اشبنغلر / تدهور الحضارة الغربية /ج3 .
3. جرجي زيدان / تاريخ آداب اللغة العربية / المجلد الأول .
4. د. توفيق اليوزبكي /تاريخ أهل الذمة في العراق .
5. شبلي العيسمي /العلمانية والدولة الدينية .
6. الشهرستاني /الملل والنحل / ج1و2 /وملحقه الفصل في الملل والنحل /لأبن حزم .
7. سليمان الصائغ / تاريخ الموصل /ج1 .
8. احمد أمين / ضحى الإسلام / ج1و2 .
9. د. حسن حنفي / الإسلام والغرب تحديات الذات ولآخر /مجلة ألف ياء /المجلد الأول العدد الثاني لعام 2002 .
فؤاد جرجيس /الأمريكيون والإسلام السياسي /مجلة المستقبل العربي عدد217



#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع الم ...
- في يوم المرأة العالمي .. اثر التيارات الدينية على واقع المرأ ...
- عن اي ديمقراطية يتحدثون
- رئيس تحرير منتدى انا حرة في حوار مع الامين العام لحركة الاصل ...


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عالية بايزيد اسماعيل - ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق