كوابيس الحب في بيت الارملة صبيحة

حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 563 - 2003 / 8 / 14 - 04:59
المحور: الادب والفن
    

يذبحها بقبلة / تفيق / يحب انفاسها / هي مرآه / يعود ويذبجها
تصعد اسماء الابطال وتختفي
نشيد البلاد الوطني
وشه ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

في هذ الحي على الاقل والحي المجاور ، ﻻ يمكن العثور الا على منزل واحد نظيف٠ هو بيت الارملة صبيحة٠ والسبب في ذلك هو جمالها الغير مدروس ٠فهي ببساطة صدفة برية٠ المصيبة انها بصراوية٠ وهذا يعني شمس معجونة بعسل التمر٠ هو مذاقها يكفي جيش باسل من الفقراء ٠ وهي ليست مجرد حكاية جنوبية ، كأغنية مرصعة بالحزن والاصالة٠ مع انها الاخرى بخمس ولادات زائدة تغفو اللحظة من حولها كاجراس ساكنة٠ واحد صغير تعلق بنهدها العجيب وهي تطفا التلفزيون٠ التفتت الى الباب الخارجي وكأنها ارادت ان تقول له٠ لم يكن الصمت قد اذن له بعد٠ او ليت صغيرها يصيح قبل ان يتكاتف دفأ البيت الموحش كنخلة مبتورة٠ مرة تكاتف كشط يلوك وحدته ، فاظطرت هي للصراخ٠ والباب قرش٠ باب في بلاد الابواب المعمدة بالمصائب واللطم٠ غطت بقية ثمارها الغافية وراحت تطمأن على صورة جدها في اعلى الباب٠ كان علي بن ابي طالب مازال يجلس في صورته مع سيفه واسده المخنث ( يا اشباه الرجال وﻻ رجال حلوم الاطفال وربات الحجال ) تمتم بقرف علي البليغ هذا من صورته٠وعاد لينام٠

: تصبح على خير يا جدي
آخر مصباح وتندس صبيحة في فراشها العائم في النار
ذئب ما يبدأ من نجمة بعيدة
ومع انها ارملة فاتنة٠ تحلم بعد منتصف كل ليلة بذلك الصباح الذي اخذت فيه قذيفة مشروطة ، الخباز وعجوز قديمة ونشال محبوب٠ غير انها ﻻ٠ فتذكرت في حلمها انها جسد محروس بالشياطين والحب٠ وابتسمت في نومها لأنها تذكرته ايضا ، حين اصطاد من فتحة ثوبها وهي تنحني في السوق لالتقاط سمكة والنهار عيد من الالتماعات المتعرقة٠ اخبرها بعد سنوات وهو يشرب منهما ، انه لم يكن على يقين مما رآه٠ هي كذلك لما اعادوه لها كومة مفزعة من اللحم النبيل٠ قالت لقبره٠وبالف عاشق حلمت الارملة صبيحة، راتهم يتفحمون في الخنادق والبارات، وكلهم يشبهونه٠وانها رأت يا سيدي ومولاي ان الله اغمض قدرته المبجلة عن ارض سيد شباب الجنة ، وسمائه خطوط ملاحة للخفافيش الالكترونية ٠ وان الجلاد يشرب من نهر الكوثر مادام الرحمان اخرس ٠
فتصحو وكأن العباس قد صاح بها٠٠٠
: صباح الخير ياجدي٠٠ دخيلك مولاي٠٠

الحرية / اشلاء / الحرية / رصاص / الحرية / جحيم
فيلم السهرة الجديد
تصعد اسماء الابطال وتختفي
النشيد٠٠٠٠٠٠٠
البلاد وشة شاهقة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

في هذا البيت المحروس ستحلم صبيحة وتستغيث٠٠٠٠
وواحد محنط في صورة
والاخر اخرس
وهي بلاد٠٠٠٠٠٠٠٠

 

حسن بلاسم
[email protected]

#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات