حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصبح من المعروف والمألوف ، بأن كل مستلزمات وترتيبات وقرارات وتوصيات إجتماع قمة الدول العربية تكون جاهزة سلفا بما فيها حتى البيان الختامي ، بحيث يكتب قبل إنعقاد إجتماع القمة العربية بأيام ، لأن نتائج الإجتماعات متشابهة وإن تغير الزمن والأحداث وتبدلت الأحوال وتقاطعت المسارات ، فتبقى نتائج إجتماعات القمم العربية واحدة وكأن العالم العربي وشعوبه بألف خير، ولا ينقصهما سوى مثل هذه الإجتماعات الروتينية .
ومنذ إنشاء جامعة الدول العربية وأول إجتماع لها والى يومنا هذا ، فهل أن هناك إجتماعا واحدا توقف عند هموم ومشاكل الشعوب العربية والتي لا تعد ولا تحصى ، ومنها تفشي الأمية وإزدياد البطالة والفقر والحرمان وإنعدام الحريات العامة للناس وحقوق المرأة والإهتمام بالطفولة ورعايتها ... والقائمة تطول ولا تنتهي ؟ .
وهل أن هذه الإجتماعات حلت مشكلة واحدة من المشاكل الكثيرة بين الدول العربية نفسها ، أو حررت أرضا عربية محتلة وإسترجعتها الى أصحابها الشرعيين ؟، بل إنها تكتفي بالتنديد والشجب فقط ، ولا تستطيع أن تفعل أكثر من هذا وأسباب ذلك معروفة للجميع .
وأن إجتماعات جامعة الدول العربية ، أصبحت كباقي المناسبات التي نحتفل فيها ، والتي تمرعلينا بين الحين والآخر من كل عام ، وأن كل محاضرها وملفات إجتماعاتها الروتينية تبقى فوق رفوف مقر الجامعة العربية وفي دهاليز إرشيفها التاريخي ، ولا يرجع إليها حتى الذين ساهموا في صياغتها وكتابتها .
لا أظن أن هناك فائدة من تكرار إجتماعات جامعة الدول العربية ، والشعوب العربية لا زالت تعاني من الفقر والجوع والأمية والإستبداد والدكتاتورية ، وعدم إحترام أبسط حقوق المواطنة ، وإتساع الفوضى والفلتان وإنتشار الفساد والجريمة والإرهاب ... إلخ .
لأن الشعوب العربية ملت وجزعت من الإجتماعات التي لا تعرف عنها شيئا ، إلا من خلال كلمات الإفتتاح لإجتماع القادة العرب والبيان الختامي لإجتماعهم ، الذي تنقله القنوات الفضائية من قاعة الإجتماع ، والذي عادة يظهر فيه القادة جالسين ومبتسمين ، وكأن إمة العرب موحدة وبأحسن الأحوال .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟