أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - خطايا الرأسمالية














المزيد.....

خطايا الرأسمالية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1862 - 2007 / 3 / 22 - 12:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


معظم او غالبية الذين يؤمنون بنظرية التطور الداروينية يعتبرونها في اغلب جوانبها غير اخلاقية ولا تتناسب مع طروحات المجتمع المدني الحديث اما الذين يؤمنون بها فأنهم غالبا ما يستغلونها لصالح تحقيق رغباتهم غير الأنسانية ويلجؤون اليها كي تبرر جشعهم .
ومثال ذلك استفادة الهتلرية والجنس الآري منها كثيرا بنفس الوقت الذي استطاعت ان تبيد بواسطتها اليهود والجنس السامي وكذلك الفاشية .

واليوم يظهر جشع المجتمع الرأس مالي مبررا طغمته المالية على اساس انهم هم الأقوياء وعلى الضعفاء ان يتبعوهم ويرضخوا للأسعار التي ارتفعت في اسواقهم بشكل ملحوظ وكانت النتيجة ان اكبر نسبة تراكم لرأس المال ظهرت هذا العام في المجتمع الأمريكي واكبر نسبة فقر مدقع كانت من نصيب الشرق الأوسط الذي يصح ان نطلق عليه مجتمع الغلابة.
وان الجانب غير الأخلاقي لنظرية صراع البقاء وبقاء الأفضل قد طغى على نظرية -اسبنسر - الذي لم تسمح له أخلاقياته من ان يبيد الفقراء , وكل امة او كل حضارة تحمل بذرة فنائها في جيبها واذا استمر المجتمع الرأسمالي في توسيع قاعدته فلن تجد في المستقبل نيرانه ما تأكله وسينتهي الوضع كقول الشاعر العربي :
النار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
وان اكبرنسبة غلاء في المعيشة قد كانت هذا العام وان عمليات الأغاثة للفقراء ان لم تتوسع سوف تجد الحكومات الرأسمالية نفسها في وضع مكافحة الفقر بجانب مكافحة الأرهاب وكما قال الشاعر العربي مظفر النواب :
انا في صف الجوع الكافر مادام الصف الآخر يتمايل من ثقل الأوزار.

وقد كتب العقاد مقالا قبل وفاته تحدث به عن الفقراء وألأغنياء وقال :
ان قتل الفقراء لا يحل مسألة الفقر .
وهنا اشار العقاد الى الجانب غير الأخلاقي لنظرية صراع البقاء وبقاء الأفضل , وهنا أراد ان يوضح لنا ان ابادة الضعفاء بحجة انهم ضعفاء لا يعني زوال الضعفاء من خارطة الوجود الأنساني فأذا ما قتلنا الضعفاء وابيقينا على الأقوياء فأن خللا كبيرا سوف يحدث في الكون وهو ان الأقوياء سوف يستمرون في تصفية بعضهم بعضا حتى يفنى الكون عن بكرة ابيه.
وقد انتبهت الأديان السماوية الى هذه الظاهرة وحاولت اليهودية المبكرة ان تعالج الموضوع عبر اطلاق التسامح بين اليهود وضعفائهم في كل عيد يوبيل ذهبي ومن وراء ذلك حكمة مستفادة وهي :
تحرير رأس المال من عبء القيود الداخلية واطلاق حريته من جديد من خلال المسامحة بالديون الداخلية وذلك حتى تتمكن الناس من الأنتاج من جديد .

في هذه اللحظة يجب على الدول المتقدمة ان تقوم بشطب المديونية عن الدول الضعيفة واطلاق حرية رأس المال من جديد ويجب عليها ان تقوم بتوسيع قاعدة المشاركة بينها وبين باق الأطراف ويجب عليها ان تعمل على توفير اكبر فرص المشاركة مع الشركات المحتكرة للسلع فأنه من الجنون ان يملك افراد ما تملكه دولة بكاملها وأحيانا عشرة دول وانه من غير المعقول ان تحتكر شركات كبرى اضعاف ما يحتاجه الناس الجياع .
واذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن يجد المجتمع الرأسمالي طبقة وسطى فقد بدأت مظاهر الطبقة الوسطى بألأنحدار تدريجيا بسبب زيادة نسبة الفقراء والمعدمون وهنا يجب ان ننتبه الى اهمية الطبقة الوسطى لأنها هي حلقة الوصل والربط بين الطبقة العليا وبين الطبقة الأكثر فقرا فاذا تلاشت هذه الطبقة فمعناه فقدان السيطرة على قاعدة الأنتاج .

وللتوضيح اكثر : الطبقة الرأسمالية العليا تنتج السلع والطبقة الوسطى تعمل على شراء السلع منهم والطبقة الأكثر فقرا تقوم بأستهلاك ما تصدره لها الطبقة العليا بواسطة تجار من الطبقة الوسطى



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبس الجلباب ولبس البنطال
- ملحمة جلجامش وفلم باب الحديد والكبت العاطفي
- هل كان حافظ ابراهيم شاعرا شعبيا ؟
- انا لست حاقدا على صدام ...ولكن هذه هي الحقيقة العلمية
- (لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1
- نوال السعداوي
- اين تزدهر الثقافة
- ألمرأة وألفن وألدعارة الفكرية
- الفن والدين الرعوي
- الدورة الشهرية للمرأة والأدب الديني
- المرأة القديسة والمرأة الكديشة والقديشة والبهيمة؟
- نقد المجتمع العربي المعاصر
- طغيان رجال الدين
- تعريف النسوية والنسونجية
- مصطفى امين في سجنه
- تعريف المرأة والرجل
- الدورة الشهرية للمرأة والعطلة الأسبوعية
- تعريف الثقافة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور دراسة عن سلامه موسى والعقاد ...
- المراة الشرقبة بين ثقافتين رعوية وزراعية


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - خطايا الرأسمالية