أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - رسائل على الماء














المزيد.....

رسائل على الماء


ليلى كوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 12:37
المحور: الادب والفن
    


ويأتي المساء ..

تحيةٌ مسائية ..
أكتبُ إليكَ في الظلام خوفا ً من أن تراني نفسي في المرآة ضعيفة أمام عناق المسافات.
أكتبُ إليكَ وفي الكتابةِ بعضٌ من فرار ٍ وعصيان ..

هل عاد بي الزمن الى الوراء كي ألغيَ احتفالات الأصوات عبر سماعة الهاتف، أم أن يديَّ قد اشتاقت لملامسة الأوراق ولخربشات قلم متناغمة مع حفيف الصفحات؟

أكتبُ إليك وفي رأسي ألف سؤال متعجب واعتراف :
الا زلتَ تهتف بعقم الآلهة وبالتعاويذ لا تؤمن؟
الا زالت "شجرة الحياة" معلقة ما بين صحوة كتبكَ العتيقة وتدفق أنهر وجعك على شعب مندثر؟
المطر و"الساحة الحمراء" وخريف موسكو .. هل غادروا أم أقسموا على الخلود في حدقة ذكرياتك؟
فتاتُكَ ! فتاتُكَ المعتلية تلك الكرة، هل سقطت في امتحان الاختيارات أم حَمَـلَت كرتَها وركضت إليكَ تلهث ُ؟
هل استقَرَّت روحُك في جسدها على أرض الوطن؟

في رأسي ايضا ً سربٌ من الاعترافات .. أكتبُها على قشعريرة المياه فعساها لا تصل صامتة.
أعترفُ لكَ أن غربتي المنهَكَة من منصات التمرد واللارجوع انتَشَلـَها سفرُك من الغياب..
عادت تعوم كالبجع على صفحة ِ بحيرة ٍ مغلقة ٍ في اسطوانة لن تعتزلَ الصياحَ ولا الدوران.

واني قد اقتنصتُ تنهيدة َ صمتكَ لبرهة ٍ على الهاتف هذا المساء.
رسمتُ وجهـَكَ بلمحة ٍ بين رفـَّـةِ رمش ٍ وومضةِ أمنية ٍ تستعصي الرحيلَ في انطواءات صوت ٍ مرتجف ٍ مع همسة "تصبحين على خير".


مونتريال-كندا
14 كانون الأول 2006

* * * * * * * * *


ويطلُّ صباحٌ ..


تحية صباحية مشرقة كشمس الجبال في الشمال..

رسالتكِ لم تصل مظلمة فالمرآة قد عكست ومضات طيفكِ في غربتي الجديدة.
لا تعجبي من كلمة "غربتي" التي أصبَحَت في وطني قارورة ً مختنقة في أنهر ٍ مرتحلة .. فالقبلات تسقط في المسافات القريبة قبل أن تفوح، والأرواح تتوق الى التحليق في مساحات الحرية حين يصبح الوطن سجناً كبيراً.

أستمع الى خربشات قلمكِ في وحشة الظلام .. هي نغمات تحادثُ وحدتي وحفيفُ أوراقِك ِ همسات تؤنس فراغ َ غرفتي الصامتة.

آه لو تدرين كم من مرة ٍ حاولتُ جمعَ أبطال روايتي التي لم أكتب نهايتها بعد .. إستحضرتُ كل ما آمن به الملايين من البشر:
.."الآلهة وتعاويذها"
أغنيات المطر على الساحة الحمراء وبساط الخريف المتألم تحت أقدام الغرباء والتجار، في موسكو...
وفكرتُ ..
كم يلزمنا من الوقت كي ننسى ونرتاد جزر الصمت ؟!
كم بقيَ لنا من الأناشيد قبل أن تهجرنا ترسبات الحنين ؟!
موسكو! يا صيحة مجنون واستغاثة غريق في زمن شحَّ فيه كل شيئ الا الدين.

تسألين عن فتاتي أم عن الكرة التي تدحرجت مثل قلبي في عري المدن وفوهات غدرها ؟!
فتاتي المستيقظة الحاضرة كالملاك في حلمي ..الهاربة دائماً .. راكضة ً محتضنة ً كرتها في ضجيج يقظتي، لم أُسقِطها في الإمتحان إنما فشلتُ أنا في الإختبار والإختيار..
وها اني اليوم أعتلي كرة تسبح في حمم بركان الرحيل أو اللارحيل من جديد.

كم أوهَمَـتني شجرة ُ التاريخ بالحياة ! أراها واقفة ً على حافة تلك البحيرة، تنده لحياتها التائهة بين صفقات اتفاقات شائكة واحتضارات الأحلام في خيبات "تسميات" شعبي المنتظر آلهة جديدة متمردة !
شجرتي .. لم تمت لكنها أصبحت خشباً عتيقاً في حانات تصحو وتغفو على "وشوشات" التاريخ.

نعم .. لا زال الماضي يتراقص مع الحاضر على "قشعريرة" مياهك غير الصامتة في فكري.. تمطرين وجوهاً، تستحمـّين بالصور وتراقصين مدني على رؤوس أصابعك قبل نضوج الفجر، فتنهرني الشمس لحبسي لها في حلمي وحلمكِ حتى الصباح.



#ليلى_كوركيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تكون تلك المرأة ؟!
- لأنني أنثى
- حملَت مفتاحَها ورَحَلَت - من أوراق حرب تموز 2006 في لبنان -
- جيسيكا
- صدقي أو لا تصدقي
- قيثارة ٌ في عين الشمس
- إنتماء
- التعددية .. في حواراتها المتمدنة
- مسيحيون .. في نعوش الديمقراطية
- من بشير الى بيار .. حكاية وطن موجوع
- بئس الخبر
- بيني وبينك
- غريبٌ .. قريبٌ جداً
- وسقَطَت يدي
- طريق العودة
- أطلالٌ عائمة
- الصمت
- ! س11 سبتمبر.. آهٌ لم توجع العالم كثيراً
- أريدُ حلاً بلا حدود
- ثلاثية شهرزاد


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - رسائل على الماء