|
اتق شر المؤمنين
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 14:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما من مؤمن الا وحاول تجسيد ايمانه بالفعل اكثر من القول، متاسيا بقول منسوب الى النبي محمد من راى منكم منكرا فليغيره، فبيده فان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. لا ضير في ذلك لو كان المنكر عمل ضد الانسانية، ضد الحياة، ضد الحرية، ضد مصادرة ارادات الناس، ضد اجبارهم وقسرهم وحشرهم في قوالب صنعها سلف غابر لم يخلفوا لنا سوى اراء واحكام لا تصلح لزمانهم فكيف بالزمن الحاضر. لكن المنكر الذي يقاتلون في سبيل ازلاته هو الحياة نفسها، هو المنطق العصري العلمي، هو التطور، هو ما حققته شعوب الارض من خبرة علمية وثقافية واجتماعية وعقلية وفلسفية متراكمة. لو بقي الايمان مجرد اعتقاد، او ميل شخصي الى التصديق حتى لو بالخرافة او اللامعقول، لو بقي اضعفه، في القلب دون التجواز الى اليد، حتى لو بقي السان سليط حادا كالسكين لهان الامر. لكن مشكلة المؤمن هو محاولة تطبيق ايمانه على الحياة، على تصرف البشر ليصبح رقيبا حسيبا ناهيا امرا متحكما متسلطا يده تسبق عقله ولسانه، المشكلة هي ربط الايمان بالتطبيق. وعلى قاعدة ربط الايمان بالتطبيق استندت كافة الحركات الدموية التاريخية والمعاصرة. فقتل الانسان يصبح جهادا في سبيل الله، والمضايقة عليه وسوء معاملته يصبح واجب ديني واخلاقا يتحلى بها المؤمن، والبغض يصبح من الشمائل المحمودة، ابغض بالله تقول الوهابية، واحب بالله من يشاركك بغض الاخرين. المحصلة لهذا الارتباط هي عذابات الانسان ومظلامه ومأسيه. هل فاتنا رؤية قرآن صدام، ذلك الجزار السفاح الوقح، ترى ما الاية القرانية التي يركز عليها ويحفظها عن ظهر قلب.؟ ما الاية التي اتخذها شعارا في حياته بعد ان ان اصبح مؤمنا مقرنا اجرامه بايمانه.؟ كان الجزار يردد دائما، ""قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم وينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين"". هي نفس الاية التي يرددها ذباحون المقاومة العراقية الاسلامية العاهرة، هي نفس الاية التي رددها اوغاد القاعدة في غزواتهم البشعة في بلدان العالم، هي نفس الاية المفضلة عند بن لادن وصبيانه. لو كان الدين ينهي عن الاجرام، لو ان الايمان، لنقل يخفف من طغيان المتجبرين، لما راينا اغلب الدكتاتورين والسفاحين والطغاة واللصوص مؤمنين حتى لو كان ايمانهم ادعاء. الظواهري كان طبيبا، يقال طبيبا ناجحا مبدعا، لكن ما ان ركبه عفريت الايمان وتلبسه شيطانه حتى هجر الطب واعتمر العمامة وترك المشرح وتأبط سيفا وذهب الى افغانستان لتطبيق الايمان على اعضاء الانسان لكن سلخا وجلدا وذبحا. لو شككنا بايمان صدام، فماذا عن بن لادن.؟ حسنا لنقل مثل ما تقول السعودية انه خارجي، اي خارج عن طاعة ولي الامر، فماذا عن القرضاوي.؟ هل يشك احد بايمانه وموقعه ومنزلته بين المسلمين.؟ ماذا عن الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية والولي الفقيه.؟ الم يصدر امرا بالقتل ويخصص جائزة مقدارها مليون دولار لاي قاتل ماجور ياتيه برأس سلمان رشدي مسلما كان القاتل المأجور او غير مسلم.؟ ماذا عن مشايخ السعودية الذين يحرضون على قتل العراقيين بفتاويهم ويفتحون مطابخ الجنة لغداء دسم مع النبي ويهيئون الغرف لمضاجعة ملتهبة مع حور العين.؟ هل يشك احد بايمانهم بالله واليوم الاخر وبتعاليم السنة النبوية.؟ اليوم في محكمة الانفال، ادلى احدهم بشهادة لصالح متهم كان محافظ لنينوى حيث وجدت مقبرة الحضر الجماعية التي ضمت الاف مؤلفة من جثامين الاطفال والنساء والشيوخ والرجال الكورد الابرياء. قال هذا الشاهد محاولا تجميل صورة المتهم بان المتهم كان يقرا القرآن ويحفظ الاحاديث النبوية ،كان ايمانه مثل حد السيف ضد المنكر ولا تاخذه بالحق لومة لائم. لم يكذب الشاهد. فالمتهم مثله مثل سلطان هاشم وزير الدفاع السابق الذي برر سلوكه الاجرامي بكونه عسكريا ما عليه الا تنفيذ الاوامر، فما بالك باوامر من الله، باوامر من السلف الصالح، باتباع سنة القتل والغزو والترهيب.؟ عزة الدوري رائد التكيات الدينية وممولها ومسؤل تطبيق الخطة الايمانية وصديق ولي عهد السعودية ملكها اليوم لم يمنعه ايمانه وصلاته من اجرامه والاستمرار به. هؤلاء البهائم المنتحرة الذين يقتلون انفسهم وهم لم يتجاوزا الحلم بعد، هم مثل واضح للمؤمنين، بعظهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب، اغلبهم متخرجين من مدارس تحفيظ القرآن في السعودية التي تقف بها الحياة خمس مرات في اليوم في مواعيد الصلاة. صلاة وصيام وحج وقرب من بيت الله ومن مسجد النبي، فما هي محصلة ذلك كله.؟ ماذا انتجت لنا السعودية غير المجرمين المؤمنين.؟ 5000 انتحاري سعودي قتل او انتحر في العراق متبعا امر يقول ان رأيتم منكرا فغيروه بايدكم. عشرات غيرهم ان لم نقل المئات يقتلون الناس مؤمنين بمبدأ الولاء والبراء الاسلامي. ما يظمهره المؤمن بلقبه لا تجده يظهر على لسانه ابدا، مضمور بقلبه حقدا على امراة سافرة، وغلا على رجل علماني، متمنيا ان يرزقه الله الشهادة باي صورة، قاتلا مجرما او قتيلا منتحرا. مرحلة الايمان هي اعلى مرحلة من مراحل غياب الوعي والمنطق.
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانظمة العربية، الدين والمقاومة
-
ما هي شرعية رجال الدين
-
مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل
-
حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع
-
هل الخلف اكثر فهم من النبي محمد والسلف الصالح.؟
-
لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية
-
هلكوست اسلامي
-
دولة بلا دين هي الحل الامثل
-
ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
-
خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
-
مجتمعات النفاق الاسلامية
-
من اعطى لله وجها اخر.؟
-
تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
-
المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
-
احتجاج على الله
-
هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
-
الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
-
العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
-
في كردستان ليس لعلم البعث مكان
-
التقديس والتدنيس
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|