حينما ابتعد عنك
احس نفسي قطارا اضاع منه ذاكرته
فانا اقطع المسافات
وعرباتي مملؤ بالبراكين والحب ورحيق الأحلام ،
بدونك احس نفسي نهرا مريض بالسل
فأنا فصل جديد احمل هوية كتب عليها :
ولد في زمن المذابح والآزهار المحروقة
شهيقه يبتلع السموات
وزفيره يشبهه الرعد والظلام الداكن في عمق الغابات
يشتهي ابتلاع البنايات والسجون
ويزرع الرموش في وعورة الطرق
في زمن يتساقط فيه الأوراق الذابلة للشهامة
في الشوارع المكبوتة لمدينة
يرفرف على تماثيله وكنائسه الجشع والرايات المخذله ،
بدونك احس نفسي كتابا كتب بلغة ما قبل مجيء الغيوم واقدام التاريخ
فانا من اللحظة التي تركت فيها المدينة
تحول ذهني الى سرب من النوارس الحزينة
حطموا نوافذ الطائرة وعادوا
عادوا وتركوني وحيدا
مع ضحكات ادمي ما
كان يزرع بذور الزجاجات المكسورة على جبيني
فهو يمتلك الخبث لحرق الأعشاش
وانا املك رسالة خضراء من بني البشر
كلماتي تشبهه ذكريات الشمس
وصمتي يرنو الى خيال الخبز والنخل ،
حين رأيت سهول روحك الممتدة بين الصدق وحب الغد
تمنيت ان اكون شربة ماء بين يديك
فانا ابن لبحر مالح
كبرت في أزقة الجوع والأبواب المكبلة
وشربت من ثدي زهرة كانت تعاني الما في روحها
فانا أخ لشاعر طعن في ذروة الحب
وكتب انشودة موته بانامله المتمردة في شتاء ما
ومازال ذاك الشتاء يمطر دما على صدري ،
غدا يا حبيبتي غدا
سيعود سرب النوارس الى ذهني
غدا سألملم الأغنيات المتناثره للأفق في الشوارع
وسأقرأ بيان : حلم المسافات البعيدة
في وسط المظاهرات العارمة للنوارس والينابيع
لأغسل وجه هذا العالم
من عار مقابر الكتب
لأغسل وجه هذا العالم
من عار الحدود المرسومة والبعيدة
بين قلبي وقلبك وبين مدينة ومدينة !!