أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - مؤتمر بغداد والنوايا الأمريكية السيئة















المزيد.....

مؤتمر بغداد والنوايا الأمريكية السيئة


محمد مصطفى علوش

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكاد المرء للوهلة الأولى يعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي تجر ذيول الخيبة والهزيمة في العراق وأفغانستان قد أقرت بالوضع الراهن واعترفت بعجزها عن ادارة الملف العراقي وراحت توصّل الحبال المنقطعة بينها وبين دول "محور الشر" سوريا وإيران للإستماع لهما وللإستعانة بهما في البحث عن حل جدي للوضع الأمني المتردي في العراق من خلال الدعوة لمؤتمر بغداد .

وعلى الرغم ممن يعتبره بعض المراقبين من ان مؤتمر بغداد الذي ترعاه الامم المتحدة وممثلو الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن والجامعة العربية وسوريا وإيران ومصر ودول الجوار الاقليمي هو اذعان لتوصيات بيكر-هاملتون ، فإني في الحقيقة أميل بأنه ليس إلا تكتيك سياسي جديد يتمثل في إعطاء شرعية إقليمية وإسلامية ودولية للتحرك الامريكي القادم في كل الملفات العراقية ، بدأً بالخطة الأمنية الأمريكية التي من المتوقع أن تأخذ منحى تصعيدياً مع استمرار أعمال المقاومة وانتهاء بتحقيق الأجندة الأمريكية الحقيقية التي من اجلها تم احتلال العراق.

وإذا كانت إيران التي حضرت المؤتمر والتي تعتبر من اكبر اللاعبين على الساحة العراقية شككت بأهداف المؤتمر ، على لسان رئيس مجلس صيانة الدستور الايراني "احمد جنتي" الذي اتهم "بعض دول المنطقة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي تسعى من خلال مشاركتها في مؤتمر بغداد الى سحب السلطة من ايدي الشعب العراقي وتقديمها الى جماعات امريكية او الى تلك التي ترتبط بها" فما هي الفائدة من تصريحات السفير الأمريكي لدى بغداد "زلماي خليل زاد" من استعداد بلاده لعقد محادثات ثنائية مع طهران إذا رأت أنها ستحقق فائدة.
توريط دول الجوار، بعد اقرار قانون النفط

وفي ظني فإن المؤتمر الذي استمر ليوم واحد واقتصر مستوى التمثيل فيه على السفراء ،إضافة لما قاله المبعوث الامريكية للمؤتمر بأنه تحضير لما سيعقبه من مؤتمر ثان على مستوى الوزراء يعقد في القاهرة في أبريل/نيسان المقبل يدل على ان المؤتمر ليس الهدف من ورائه معالجة الوضع العراقي بجدية بقدر ما هو تدويل للأزمة العراقية.
كما أن الإتهامات الأمريكية لكل من ايران بتزويد جماعات شيعية مسلحة داخل العراق بمعدات يتم استخدامها في الهجمات وسوريا بغض الطرف عن تسلل المقاتلين الأجانب عبر حدودها إلى العراق للانضمام إلى حركة التمرد ، ليس إلا محاولة من الولايات المتحدة الامريكية لتوريط البلدين مع غيرهما طبعا من دول الجوار امثال السعودية والأردن أكثر فأكثر في الوضع العراقي ، في الوقت الذي تنسحب هي تدريجيا من الملف الامني لتتركه كاملا للحكومة العراقية الهزيلة ومن ورائها للدول المجاورة.

فالأمريكيون يأملون بأن تقوم دول الجوار العراقي التي تخشى على كياناتها من تسرب العنف الى داخلها بالتدخل المباشر في الملف الأمني بحيث إذا تدهور الوضع أكثر تكون التبعة ملقاة على دول الجوار اكثر مما هي ملقاة على الامريكيين ، فضلا عن ان ذلك قد يعجل بسرعة في انشغال هذه البلدان ببعضها البعض على حصص النفوذ ، في الوقت الذي يتعهد فيه الجميع باحترام قانون "النفط العراقي" ،إضافة الى انسحاب القوات الامريكية الى البوارج التي سترابط في المحيط النهدي وبحر العرب حتى تكون في مأمن عن اي عمل عدائي .
ولا يخفى على أي متابع حرص الولايات المتحدة في توريط دول الجوار من خلال التصاريح التي ترشح عن مسئوليها فالمبعوث الأمريكي نوه بأهمية دول الجوار حين قال بأن للحكومة العراقية "احتياجات للحصول على المساعدة والدعم من دول الجوار فيما يتعلق بالأمن والمسار السياسي وكذلك المجال الاقتصادي".
سبب تحول السياسة الأمريكية
والسبب في هذا التحول في السياسة الأمريكية يعود لعجز الإدارة الامريكية عن حماية النفط التي جاءت من أجله من جانب ولتخوفها من أن تتحول الأراضي العراقية الى منطقة استقطاب للحركات المسلحة المعادية للولايات المتحدة ، على غرار أفغانستان في ظل نظام طالبان وفي هذا يؤكد جورج بوش ان "الانتصار في هذه الحرب ضروري لمنع أن يصبح العراق ملاذا للإرهابيين مثلما أصبحت أفغانستان في ظل حكم طالبان".

جل ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية الآن بعد سلسلة الهزات التي تتعرض لها الإدارة الأمريكية في الداخل والخارج، هو تمرير مشروع قانون النفط العراقي الجديد الذي قام بوضع مسودته شركة أستشارية أمريكية تدعى "بيرينجبوينت"، كانت قد استأجرتها السفارة الامريكية في بغداد للقيام بعدة أعمال لها في العراق. واطلعت عليه شركات النفط الأمريكية الكبرى وكذلك صندوق النقد الدولي قبل طرحه على الحكومة العراقية.

واذا كان الرئيس الأمريكي بوش قال ذات يوم ان وجود القوات الأمريكية في العراق يعود لسببين أساسين وهما النفط العراقي وحماية اسرائيل فإنه وفي ظل هذا القانون الجديد يستطيع السيطرة على هذا النفط من خلال الإمتيازات التي حصلت عليها شركات التنقيب الامريكية . وبحسب ما ذكرته صحيفة "ذا إندبندنت أون صنداي" البريطانية في 7/1/2007 فإن هذا القانون الذي سيعرض على البرلمان العراقي خلال أيام يمنح الشركات الاجنبية "فرصة لاستخراج النفط في العراق -ثالث أكبر احتياطي في العالم- لمدة 30 عامًا مقبلة، حيث يتيح القانون لتلك الشركات بتحقيق أرباح ضخمة على مدار فترة التعاقد تصل إلى 75% من الأرباح خلال السنوات الأولى، وهي ما تُعَدّ أوسع عملية لاستغلال للنفط العراقي منذ تأميمه عام 1972".

وبما ان مشكال عديدة حالت حتى الآن دون الإستفادة القصوى من النفط العراقي في ظل الأوضاع الحالية حيث تشير الوقائع الى:
• سيطرة الميلشيات الشيعية المدعومة من ايران على معظم الآبار النفطية جنوب العراق حيث النفوذ عبد العزيز الحكيم الموالي لإيران ، ففي محافظة البصرة حوالي 8 مواني غير شرعية يسيطر عليها ميلشيات شيعية حيث يتم من خلالها تهريب كميات من النفط وتقسم عائداته فيما بينها بحسب ما أشارت صحيفة الزمان العراقية.
• ما كشفت عنه صحيفة نيويرك تايمز من حصولها على تقرير سري يؤكد ان الجماعات المسلحة في العراق أصبحت تمول نفسها بنفسها من خلال تهريب النفط والحصول على فدى مقابل الإفراج عن الرهائن الأجانب المخطوفين لديها . ويوضح التقرير ان ما تحصل عليه هذه الجماعات سنويا هو ما بين 25مليون و100مليون دولار لتمويل عملياتها ضد القوات الأمريكية.
فإنه لا بد للويات المتحدة الجلوس الى باقي أطراف دول الجوار العراقي والتفاهم ، ما بعد ان أكد المفتش المستقل للحكومة الأمريكية بشأن مشاريع الإعمار بالعراق في سبتمبر الماضي ان العراق " فقد 16 مليار دولار من عائدات تصدير النفط خلال عامين تقريبًا، على تسوية ما تضمن تمرير قانون النفط العراقي الذي سيحقق للأمريكيين بالدبلوماسية ما عجزت عنه الآلة العسكرية، في الوقت الذي تظن دول الجوار أنها حققت انجازا تاريخيا بإبعاد الولايات المتحدة الامريكية عن أي تهديد لها ولنظامها!!



#محمد_مصطفى_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران وامريكا ومرحلة جديدة من الصراع
- رسائل أحمدي نجاد للسعوديين خلال القمة المشتركة
- مستقبل اسرائيل بعد عقدين
- الفلسطينيون في لبنان ..أي دور ينتظرهم؟
- هل لم يعد هناك مأمن حتى ل ديك تشيني في أفغانسان؟
- التفجيرات المتنقلة في لبنان ...أي رسالة تحمل؟
- لقاء مكة بين ضرورة الإتفاق وانعدام الثقة
- عملية إيلات من المستفيد من رسائلها؟
- بوش وسياسة الهروب الى الأمام
- الى أين تتجه الأزمة في لبنان
- المعارضة اللبنانية كيف تشكلت وما أجندتها؟
- لماذا تُقوض الديمقراطية في لبنان؟
- هل ستشهد المعارضة اللبنانية شرخاُ جديداً؟
- الحكومة والمعارضة والسباق المحموم نحو الإنفجار
- لبنان بعد الإغتيال
- البصمات الإسرائيلية والقرار 1706: تفتيت للسودان أم حماية لدا ...
- هل لبنان على طريق الفدرالية ؟
- إيران والولايات المتحدة..هل حان النزال بينهما؟
- هل وراء استقالة الوزراء الشيعة استحقاقات إقليمية
- هل سينفجر الوضع في لبنان وما نصيب المنطقة من ذلك؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مصطفى علوش - مؤتمر بغداد والنوايا الأمريكية السيئة