أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر قريط - لمن لا يهمه الأمر














المزيد.....

لمن لا يهمه الأمر


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألني، إن كنت أعرف الكاتب والقانوني العراقي عبد الحسين شعبان ..أضاف : لقد شاهدته في حوار متلفز..وهو يجهش بالبكاء ودموعه تسيل على وجنتيه، حزنا وألما على العراق..أخبرته بأني أعرفه من وسائل الإعلام...وتذكرت أني رميت كتابه (القانون العراقي) جانبا ولم أقرأه!! فما قيمة كتب القانون، في زمن تعبث فيه شريعة الغاب الإمبريالي وشريعة التصحر الديني...

الرجل الذي اتصل بي، هو يهودي اشكينازي، من (عشيرة) ليبرمان، توطدت معرفتي به، منذ زمن، وأصبحت من مقلديّ سماحته..وتجنبا للوقوع في المحظور، وخشية أن ترفق هذه المقالة في إضبارتي، وكي لا أذهب إلى ( بيت خالتي ) أقسم بأغلظ الأيمان، أن الرجل يساري ماركسي، قضى عمره يقارع الإمبريالية ( عندما كانت نمرا ورق ) وبعد أن أصبحت دولة السوفيت ورقا في أرشيف روسيا..استمر صاحبي في المقارعة والنضال على طريقته، فإرتدى اليشماخ الفلسطيني والحذاء ( حتى في نومه، ليكون جاهزا لأية مظاهرة أو اعتصام)، وللتأكيد فإنه لم يتوان، حتى عن إحراق دواليب السيارات، والعلم الإسرائيلي والهتاف بحياة عبدالله أوجلان، أو رفع قبضته ( كما يفعل مصلو جامعة طهران ) والصراخ بموت أمريكا ( الشيطان الأكبر).. ولعلي بهذه المقدمة أشفع لنفسي وأطمئن كلّ من في قلبه زيغ، وأتقي نائبات الدهر وغضب الفرع 235 ويوم ( لاينفع مال ولا بنون)!! وأطمئن السيد عمرو موسى، بأني لم أشرخ الأمن القومي العربي..فكل ما سربته لليهود من أسرار لايتعدى، ثرثرة بريئة، عن صناعة الفلافل والحمص بطحينة، والفول ..إلا إذا كانت الجامعة العربية تخطط لإستخدام الغازات الناتجة عن هضمها، في أسلحة الدمار الشامل المستقبلية.
عودة إلى صديقي اليهودي، الذي لم يكتف بإرتداء اليشماخ والجلابية ..بل ارتدى قضايا العرب، وتحزم بمصائبهم، وعشق تراثهم، وزار مدنهم، وتعلم لغتهم، واستمتع بأكل كبتهم وتبولتهم، وكسكسهم وفسنجونهم، وتيّم بآثارهم ومعابدهم (وفسي فسائهم)...والأدهى أنه أصبح يتابع مسلسلاتهم التلفزية، ويلتقط الحوارات الدائرة، ويعرف فيصل القاسم، والمفكر الإستراتيجي سمير عبيد!!...

قبل مدة التقيته في بيتي، ودار بيننا حوار طويل ..كان محبطا، بلا رأي، (على غير عادته) كأنه يعاني من ترهل فكري وبلادة، وانسداد في المسالك الرؤيوية..وعندما أخبرته بانطباعاتي، أجاب:
معك حق..ربما بسبب إدماني على المحطات التلفزية العربية، وهروبي من عالم الكتب والثقافة الجديّة..تخيّل ..أجلس لساعات أتنقل بين المحطات ..أسمع الظواهري على الجزيرة، ثم أنتقل إلى قناة الزوراء وأشاهد صيد الهمرات وصواريخ الجبوري البدائية ، ثم استريح بعدها على ربوة المستقلة للهاشمي فأرى، نموذجا لإعلام ديمقراطي وهابي طبيعي (بيو)، خالي من الإضافات الكيميائية (ومن المذيعين)..وعندما يدخلني الملل أذهب إلى قناة أهل البيت، فأتابع ندبا على الحسين باللغة الباكستانية، وبما أني لا أفهم اللغة، أكتفي برؤية هزات رأس الداعية، وسماع العويل أو كلمات من قبيل: كربلاء..عجل الله فرجه..أبو الفضل العباس....(وآل بيته الأتهار)....وعندما يطفح الكيل، أغلق التلفزيون، وأبحر فوق أمواج الإنترنت، وأفتح بريدي الإلكتروني، وأهزّ بدني برسائل طالب الرماحي ومركز العراق الجديد لدراسات (الكراهية المذهبية)!! والطريف أني أقرأ بين الفينة والأخرى بعض رسائله( قبل أن أفقس عينها بواسطة الفأرة)؟؟ هل تريد أن تعرف سبب بلادتي الفكرية وسبب ترهلي الثقافي ..أنتم سبب مصيبتي!! يامن تغنّون في الطاحون، ولا أحد يسمعكم .... أنتم يامن تمارسون استمناء فكريا، وتتلذذون في زواريب الثقافة ..انظر إلى حال ليبراليتكم العربية، التي تدّعي التنوير، (دون أن تملك أمبير واحد من المعرفة أو فولت من الإنسانية )، إنها أشد عتمة من الظلام نفسه ؟؟أصولية جديدة، لا تقلّ بلادة عن قرينتها في قندهار، همومها لاتتجاوز قصة أم قرفة (التي أمر محمد بقتلها، عقابا على هجائها له)، أو قصة زواج محمد من عائشة، أو قصص طواها الزمن منذ قرون، متناسين نكاح أمريكا للأمم الفقيرة ... إنهم منشغلون بالبراغيث..ولايعنيهم دويّ طائرات الإف 16التي تحيل المدن إلى ركام!! فأي بؤس أكثر من هذا البؤس؟؟قاطعته قائلا: هؤلاء ليسوا من الليبرالية بشيئ، هم حفنة لاتملأ حافلة لنقل الركاب؟؟ حفنة تتباهى بفضائل أمريكا، فينطبق عليها وصف أبي حيّان التوحيدي القائل: من يتباهى بفضائل غيّره، كخصيّ يتباهى بطول أيّر مولاه ..
ختاما أقول: كم فرحت لدموعك يا عبدالحسين شعبان ..فقد ذكّرتني بشاعر المهجر إلياس فرحات الذي كتب:
الخد يعلم مافي الدمع من حرق وليس تعلم مافيه المناديل
إن البكاء على قدر الشعور فكم تبكي الرجال ولا تبكي التماثيل



#نادر_قريط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياصابرين ...للصبر حدود
- ظاهرة اللسان الداشر
- ( أمة إقرأ ) عليها السلام
- العراق وكوميديا اللغة
- اللغة واللغو
- وفاء سلطان..مطرقة من خشب
- الصورة وإعدام الكلمات
- المطأطئون وذهب رغد
- رسالة إلى حسن نصرالله..إعدام صدام مصيدة
- وداعا صدام!!
- هرطقات أبو سفيان 2
- هرطقات أبو سفيان
- أسئلة في لوح بابلي؟


المزيد.....




- في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة ...
- وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا ...
- كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج ...
- بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد ...
- إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش ...
- ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
- إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار ...
- مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
- جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر قريط - لمن لا يهمه الأمر