أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر اسكيف - انعطافة أولى كمداراة لنظرتك المشجّعة














المزيد.....

انعطافة أولى كمداراة لنظرتك المشجّعة


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 03:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأعتبر نفسي مدعوّا ً إلى جلسة حوار .
ما أسعدني وأنا أوجّه الدعوة لنفسي !
وكي يكون حوارا ً مجديا ً , أي حوار لا يقصد الوصول إلى نتائج , كمسوّغ لوجوده , وجدتني أستدرج أدوات الحوار وعناصره إلى جلستي والتي هي , كما يعرف المحاورن الأشاوس , أصدقائي , كأس يتهيأ للإمامة ببياض ِ محتواه الفاتن , ووهمي الذي يمسك بطرف الحوار قبالتي , وهواء يكفي لملء الحيّز الفاصل بيننا . ووجدتني , على عادة كل داخل إلى تجربة , أجرّب ما توفر من عدّة , فأجدني لا أفعل شيئا ً سوى شدّ قبضتي , والتطويح بذراعي في الهواء .
ما أسعدني وأنا أفترض بأنك ِ دعوتني إلى حوار . ما أسعدني وأنا أتهيأ لجرعة الألم التي يقتضيها أنني سأحاور مجرّدا ً من كلّ الأدوات التي يستخدمها المحاورون الأشاوس , وحانثا ً بقسَمِهم .

* - انعطافة أولى كمداراة لنظرتك ِ المشجّعة :

أظننا أشرار أكثر مما ينبغي
وأن كلماتنا
لا تحتاج لكلّ تلك المعاطف ,
وأفكارنا
لكلّ هذه الأسرّة .

* - بمثابة اعتذار من أصابعك ِ التي بدأت بالارتعاش :

لاعبون َ مَهَرَة فيما يخصّ رمادا ً عزيزا ً .
عرّابو غصّات ٍ
ندعوها الأمل َ .
ومنافقون َ كثيرا ً
بخصوص ِ موتنا .
نحبّ الطقس َ العاصف َ
ونخجل من هرير ِ أعضائنا !
نهتف للتسكع ِ ,
وبقماش سراويلنا ,
نغلق’ كوى الهمس .
لاعبون مَهَرَة
في انتظار ِ النتائج ِ ,
ومبتدؤن سفلة في تعريف ِ
القبلة .

* - في معرض الأشغال اليدوية حيث اندسّت ( وفاء ) ولوحاتها في الجانب الذي لا يراه الداخل إلى قبو فندق ( بلازا) إلا عند خروجه :

عينان ناعستان
وشفتان تمطران وردا ً .
لا أظنها تكفي
كي ترفّ أجنحة الدهشة ِ
في هواء ِ الصالة ِ ,
ويتعثّر الخارج’ مسرعا ً
بهمسات ِ اللون .
لا أظنها تكفي
ليعرّش القلق’
على الجدار المثقل ِ باللوحات .

خطّ صغير .
رقيق في توضعه ِ على عجل ٍ .
خطأ فرشاة ٍ
في اصطدامها المؤثر ,
عن غير قصد ٍ ,
بانتحال ٍ للكمال .
خطّ صغير ,
بالكاد تمكن ملاحظته’ ,
أثر لابتسامة ٍ ,
أو طرف ٍ قصي لدمعة ٍ ,
ربّما نتفة من ارتعاشة ٍ ,
أحدثها خطّ آخر ,
مدروس ومعتنى به ,
يمكنها إغراق اللوحة ِ
في متاهة ِ الندى .
وهناك
حيث ما من نافذة ٍ إلى لون ٍ
ما من باب ٍ إلى أمان ٍ
تتجاور العناصر’
تمور’ ,
تتراقص’ ,
تتجاور’ ,
تتداخل ’ ,
تعوي ,
تتعاضض’ ,
وكما يفترض’ بغريزة ٍ ضاجّة ٍ
ينسحب الفراغ .

* - عودة إلى ما كنا قد بدأناه . أقصد أنني قد أنسحب في أية لحظة :

ما هو الوطن ؟ !
كان السؤال الذي طرحته في الثانية صباحا ً على صديقك ِ الوطني الذي أجاب : ما بك . هل حدث شيء ؟ !
من حق صديقك أن يكون السؤال هو جوابه . فالوطن الذي كان ليموت من أجله ِ ينتهي بانتهاء الدوام الرسمي . أي في الثالثة بعد الظهر. والوطن الذي تفتقدينه في الثانية صباحا ً , وتهتفين لأصدقائك ِ بحثا ً عنه , هو ما يعنيه الوطن فعلا ً . الآمان .
سريرك ومنضدتك ِ . ومثلك ِ لا يطرح ذات السؤال في العاشرة صباحا ً , أو الواحدة ظهرا ً . لأنه ببساطة يكون مزدحما ً بالأسئلة التي تنتهي إلى سؤال واحد : ما هو الذي ليس الوطن ؟ !
نعم . الوطن مفهوم بديهي كالكثير من المفاهيم التي توهمنا بأن كثرة ترددانا لها أعطاها صفة البديهية التي لا تحتاج في قبولها إلى برهان . ولكننا سرعان ما نكتشف بأن الأمر أشد تعقيدا ً من ذلك بكثير مجرّد أن نسائل تلك المفاهيم .
غير أن لمكان عيشنا , كي لا أقول بلدنا أو دولتنا أو .. الخ , خصوصية لا يعيش تحت ضغطها وعسفها وهمجيتها أولئك الذين يعيشون في أماكن أخرى . والسبب هو التمايز والانفصال بين مفهومي الدولة والوطن . ففي فرنسا على سبيل المثال لا تنقص حقوق المواطن الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي في حال فوز الحزب الديغولي بالسلطة كما لا تزيد حقوق المنتمي إلى هذا الأخير. أي أن السلطة السياسية لا تحتكر لنفسها وطنا ً . بينما في بلد ك( سوريا ) فقد تم احتكار الوطن كملكية حصرية للبعثيين طيلة أربعين عاما ً ويزيد حتى بات من هو غير بعثي يعيش بشعور المعتقل الدائم .
صغيرتي لا تعتبري أن هذا قليل في صياغة مفهوم الوطن كما استقرّ في تكويننا النفسي . فهذا الحيّز الذي ندعوه , تجاوزا ً , وطننا ليس لنا فيه أي حقّ .
يقول البعض : وطني حيث أكون . نعم لكن مساحة الاختيار غير المحدودة في الكون هنا أو هناك هي ما تعطي مثل هذا القول صوابه . وبالتالي ليس وطني أبدا ً المكان الذي أوجد فيه قسرا ً ولا أمتلك أية قدرة على استبداله .
ويقول البعض : وطني حيث أصيب رزقي . وهذا ليس انتماء اختياري بكل تأكيد .

إن ما يغيب عن أذهان الكثيرين في سؤالهم عن معنى الوطن هو معنى المواطنة أولا ً . أي سيادة القانون كشرط أولي ولازم , ومن ثم ممارسته على قاعدة التساوي في الحقوق والواجبات بالنسبة لجميع البشر الذين يحكمهم . في هذه الحالة فقط سيوجد من يشعر بأنه مواطن وسيتولد شعور جديد لديه يخصّ الوطن . شعور لن يدركه أبدا ً ولن يستطيع حتى تخيّله ما دام يعيش في حيّز جغرافي محكوم بقوانين وأخلاق السبي .
وأخيرا ً . كم أننا بحاجة إلى السعي من أجل أن يكون لنا وطنا ً .

جبلة – 9 - 3 – 2007




#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- / من غطاء للرأس الى حَجر على الارادة /الحجاب
- ثقب أسود
- العماء البهي
- بما فاض عن الأصابع والكأس
- حيث ما من عابر يمضي
- عويل / مقطع طولي في سرسر العاطفة
- بين بَيَاضَين
- صائد الغربان
- الجزء الذي يسقط سهوا ً عن قصد
- أب روحي جدّا ً
- زائدة’ ذاكرتي الدوديّة
- لا تحشو في جيبيك َ الريح
- يصير ذهبا ً
- فضيحة عينيّ
- الاغواء الذي أضحك السيّدة
- في ذلك الممر الضيّق
- حيث’ في طرطوس
- الشعر على نعش الانشاء - فرات اسبر في : خدعة الغامض
- ( الشعر اذ يقيم خارج النص - انتصار سليمان في( أبشرك َ بي
- (كعناق بين شارعين- سوزان عليوان في ( كراكيب الكلام


المزيد.....




- بعد سقوط مروحية لها بنهر هدسون.. إغلاق شركة سياحية -فورًا- إ ...
- خبير يوضح أسباب تراجع معدلات السكان في مصر: معدلات الخصوبة ا ...
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة آخرين أثناء إجراء مسح هندسي ...
- بعد 6 أشهر من الاعتقال... إسرائيل تُفرج عن 9 أسرى فلسطينيين ...
- إسقاط طائرة مسيّرة .. واقعة تشعل التوتر بين مالي والجزائر!
- مفاوضات غزة لم تحرز أي اختراق.. مصادر مصرية وفلسطينية تكشف ا ...
- سلوفاكيا.. عرض صور لملابس ودماء رئيس الوزراء بعد محاولة اغتي ...
- مدفيديف يصف المستشار الألماني المنتخب ميرتس بالنازي
- 7.5 مليار دولار والأزمة بين طهران وواشنطن.. السيسي وأمير قطر ...
- بيان رسمي بعد رفع محمد رمضان علم مصر وظهوره بـ-بدلة رقص-


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر اسكيف - انعطافة أولى كمداراة لنظرتك المشجّعة