هذه ليست حماية لتشجيع الفساد ولكن !

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 06:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يوم 22-2-2007 ‘ وبعد ثلاثة اشهر من المشاورات توصلت ثلاثة احزاب في هولندا الى الاتفاق على تشكيل حكومة إئتلافية ‘ واحد من اليسار واثنين من اليمين ‘ وبعد يوم من اعلان تشكيل الحكومة ظهر كل الوزاء نساء ورجال ‘ الذين سيتركون وزاراتهم ‘ في لقاء من على القناة الاولى الهولندية ‘ يجلسون متراصين في صف على كراسي مرتفعة صغيرة من دون مساند ‘ وكانهم في مطعم شعبي للوجبات السريعة ‘ والجميع كان يبتسم ‘ واكثرهم مرحا كان وزير المالية ‘ زالم ‘ وهو الوحيد الذي خدم مع حكومتين ‘ يسارية ويمينية وهو من الحزب الليبرالي ‘
ولم توجه الى اي منهم اسالة عن مدى الفساد الذي استشرى في وزارته ‘ او عن المحسوبية ‘ او انه ترك عدد من افراد العائلة في الوزارة .والوزراء الجدد راحوا يتحدثون عن انجاز وتطوير مشاريع جديدة ‘ولم يتحدث احدهم عن المباشرة باصلاح الفساد والدمار الذي خلفه سلفه ‘ لانها تعتبر اهانة وادانة ‘ لحزبه ‘ لان الناس لم تقبله على اساس الطائفة او العرق او القبيلة ‘ بل على مدى دفاعه عن حقوقهم ‘ وسيقولون له اين كنت ‘ عندما حدث هذا الذي تريد اصلاحه ‘ وعندها سيزاح الى الخلف دون النظر الى القبيلة او الطائفة اوالعرق . ولهذا كان القادمون سعداء قريبين من الناس ‘ بما سيقدمون ‘ والراحلون ‘ يراجعون اخفاقتهم كي يكونوا مستعدين لمحاسبة الحكومة عند اول تعثر او تباطؤ والانتصار عليها في خطة عمل افضل منها .
هذا في هولندا اما في العراق الخارج من جحيم النظام الدكتاتوري البائد ‘ ليقع في وحول الارهاب والفساد القاتل ‘ منذ اربع سنوات وما زال نحو الاسفل ‘ ووسط كل هذه الاجساد المتناثرة وسط شوارعه ‘و كل حكومة تاتي تحدث الناس عن لملمت ما دمرته من سبقتها ‘ وبعد ايام ‘ يزداد البؤس ويسارع الناس لترديد ( بنيان العام هواية احسن ‘ ضاع ابو علوي ومسحاته ‘ بطلنا انريد الوجبة وشوية نفط لللالة ).
ووسط كل هذا الدمار ظهر قبل يومين عدد من وزاء المحاصصة ‘ للتبشير بالرفاه الذي سيتحقق بعد ان يكتمل اقرار قانون الاستثمار ‘ اي( النفط وتبيض المليارات المنهوبه )‘ فقال وزير التخطيط ان العام الماضي لم يتحقق فيه شيئ فها نحن ‘ لا ماء لاكهرباء ‘ لانفط ‘ فالدمار ازداد بدل ان يقل في العام الماضي ‘ وفي هذا العام الجديد وبعد اقرار قانون الاستثمار نحن جادون في القضاء على كل هذه المشاكل !‘
الفساد لايقل عن الارهاب المتوحش الذي يقتل الناس جرما وبشاعة ‘ ولابد من محاربته ؟ ولكن يجب يجب ‘ ان لاتتحول محاربة الفساد لاخافة الموظفين (برهم صالح نائب رئيس الوزاء )
ولان الصحفين لم يعد يسمح لغير الموالين منهم بالدخول الى هذه المؤتمرات ‘ فلم يساله احد ان كان هناك من يخاف القانون غير المخالفين ؟ ام هذه دعوة لحماية الفساد ‘ هو اجاب على هذه الاخيرة ( لاتظنوا هذه لحماية الفساد ) ‘ ومن ثم جاء رد رئيس لجنة النزاهة في البرلمان الساعدي ‘ ليتهم راضي الراضي رئيس لجنة النزاهة ‘ بانه قد اخاف المستثمرين وعطل المشاريع بعد ان كشف في العام الماضي ان هناك اكثر من مائتين موظف من مدير عام فما فوق مطلوبين للقضاء بتهمة اهدار وسرقة المال العام واليوم عاد ليقول ان ثمانية مليارات ضاعت وهناك والمتهمون الذي صدر بحقهم القاء القبض وعممت اسمائهم للانتربول الدولي ‘ ومثل هذا الحديث يجعل الدول المانحة والمستثمرين يتخوفون ان اموالهم تسرق ولاتذهب لاعادة الاعمار ؟. وبهذا ممثل البرلمان يساند ما قاله الوزاء ‘ اي يجب ان لايشعر بالخوف من يسرقون اموال الشعب ‘ ولامن سينهبون ثروته الاهم اي النفط ‘ ليظل الملايين جياع ومشردين ‘ وإلا ‘ سيزداد ‘ وختمها وزير المالية ‘ ( على المحافظات التي لاتصرف مخصصاتها سنسترجعها ) .‘ ونسال السيد الوزير اذا كان مجرد الحديث عن السرقات ممنوع لانه سيخيف الموظفين والمستثمرين حسب ما قاله الوزاء وممثل الشعب ‘ فهل توجد قوة تستطيع ان تسترجع او حتى تسال حكام المقاطعات المعينين من قبل اقطاب المحاصصة ؟ وعلى سبيل المثال وليس الحصر‘في النجف واربيل ؟ .
لم تعد المطالبة بالتوقف عن السرقة بل فقط استثمروا اموال السرقات داخل العراق ‘ كي لايزداد الفقر والتشرد ‘ ولابد ان تعرفوا ان العالم كله يعرف اكثر منكم بحجم الاموال المهدورة وكيف سرقت وتسرق ‘ لان الولايات المتحدة هناك جيش واعلام ‘ يبحثون ويسجلون حتى الكلمات البسيطة ‘ ولون الملابس والنظارات التي يرتديها المسؤولين ‘ ومذكرات بريمر والمقالات اليومية المترجمة ‘ تنشر الغسيل ‘ سواء خاف الموظف او لم يخاف تكلمت ‘ لجنة النزاهة او لم تتكلم فالكل عراة امام الناس والتاريخ .

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات