|
الحجاب -عقدة جنسية-
أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 11:49
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
الحجاب "عقدة جنسية" عندما تنحط أمة – أي أمة – فإنها تجتر ماضيها لتجد فيه العزاء والسلوى لحاضرها الأليم، ولا يختلف معي أحد في أن الأمة العربية والإسلامية الآن في الدرك الأسفل من التخلف والانحطاط،وأننا لا نشارك في صنع الحضارة، ونرفض ببلاهة الاستفادة من الحضارة العالمية التي رأت النور في الغرب، وانعكس هذا الانحطاط في معاملة المرأة، فبقدر تقدم الأمم وتحضرها تتحسن معاملة المرأة، وبقدر انحطاطها وسيادة الفكر البدوي الذكوري – كما هو حال البلاد العربية الإسلامية – تسؤ معاملتها، فمعاملة المرأة هي مؤشر رقي الأمم وتحضرها. وعلينا أن نعترف بأن غالبية المسلمين وكل المتأسلمين يعادون المرأة التي هي عندهم أقل من كلب أبيض، وهذا مترسب في وعينا ولا وعينا، ولماذا لا نكرهها وهي السبب في كل بلائنا، كما تقول أسطورة إخراج آدم من الجنة بسبب إغواء حواء له، ففي الجاهلية كان العرب الأقحاح يكرهون المرأة كرهاً شديداً، وكان "إذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسوداً وهو كظيم" كما شهد عليهم بذلك القرآن الكريم، وجاء الإسلام وخفف من حدة هذا العداء، واعتبر ما أعطاه لها من حقوق ثورة بمقياس عصره، لأنه لم يكن يستطع إنصافها كل الإنصاف، فاكتفي بإعطاها بعض حقوقها كخطوة أولي، فأعطاها نصف الميراث ونصف الشهادة، وعلينا اليوم أن نكمل ما جاء به الإسلام ونعطيها ما تبقي لها من حقوق لتتساوي بالمرأة الأوربية والتونسية والمغربية،وأسأل المتأسلمين : لماذا نساء العرب فقط دون باقي نساء العالم هن الـ "ناقصات عقل ودين" و باقي نساء العالم كاملات العقل كالرجال ومتساويات معهم، جولدامئير كانت أنجح رئيسة وزراء لإسرائيل، مارجريت تاتشر "المرأة الحديدية" كذلك في انجلترا، أنديرا غاندي في الهند، بناظير بوتو في باكستان ... والآن في فرنسا تترشح سيجولن رويال لرئاسة فرنسا، وبحديث مع صديق فرنسي قال لي: جربنا كثيراً الرجال في الحكم، فلماذا لا نجرب إمرأة قد تكون أفضل؟. وبنظرة على تاريخنا قبل الانحطاط، نجد أن كليوبترا حكمت مصر قبل الإسلام، وشجرة الدر حكمتها بعد الإسلام.لكن بعد أن سيطرة المتأسلمون على التعليم والإعلام روجوا لعداء المرأة على أوسع نطاق ، واستندوا إلى أحاديث موضوعة ، لو سمعها رسولنا صلي الله عليه وسلم لتبرأ منها ومن مروجيها، وهي تلك الأحاديث التي تحط من شأن المرأة، فهل يعقل أن يقول المبعوث رحمة للعالمين" أن صلاة المرء تفسد إذا مر أمامه كلب أو حمار أو امرأة" ؟؟!! في حين أن آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم كانت "أوصيكم بالنساء خيراً" و قوله" خيركم، خيركم لأهله"، وقوله "النساء شقائق الرجال" أي متساوون في الحقوق والواجبات. وهو ما أكدته الآية الكريمة "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" بمعني أن الولاية متبادلة ومتداولة بين النساء والرجال حسب إرادة الشعب في الانتخابات مثلاً.. المتأسلمون يمجدون الماضي ويشوهون الحاضر والمستقبل، فجعلوا من ماضينا شعلة نور، ومن مستقبلنا كتلة ظلام،و إ نني أدعو القراء لقراءة كتاب خليل عبد الكريم "شدو الربابة بمعرفة أحوال الصحابة" وهو كتاب من ثلاثة أجزاء، ليعرفوا كيف كانت أحوال الصحابة في مكة ويثرب،كان مجتمعاً كمجتمعاتنا اليوم مع الفارق، به الصالح والطالح، الخير والشر، وسنجد أن الصحابة كانوا بشراً مثلى ومثلك،لهم أطماعهم وأحقادهم وغيرتهم، كأي بشر، ولكن فقهاء الإرهاب والمهربون الدينيون ألقوا عليهم هالة القداسة، ونزهوهم عن الشر والضعف البشرى، وجعلوهم في مصاف الملائكة الذين لا يخطئون، ليعودا ليسحبوا هذه القداسة عليهم أنفسهم،ألم يحرم الثعلب التونسي المتأسلم "نقد العلماء"،أي هو نفسه والقرضاوي الذي كفر اخوتنا الشيعة،لأنهم فوق النقد؟!. نعرف أن الحجاب عادة من عادات المجتمع العربي الصحراوي ، وأن هذا الحجاب كانت تلبسه الحرائر ليتميزن به عن الإماء، وأنه ليس من قواعد الإسلام في شيء، أي أنه عادة وليس عباده،كما أثبت ذلك بالعقل والنقل الفقيهان الكبيران المستشار العشماوي وجمال البنا، ولكن المتأسلمون جعلوه ركناً سادساً من أركان الإسلام، والدليل على أنه "عادة" أن الراهبات المسيحيات يضعنه أيضاً، فهل هن مسلمات؟ وذكر شافعي مصر وهرمها الرابع صديقي المستشار محمد سعيد العشماوي في كتابه "حقيقة الحجاب وحجية الحديث" بحجج عقلية، تقنع الحجر ناهيك عن البشر، بأن كلمة "حجاب" التي وردت في القرآن تعني "الساتر"، وليس المقصود بها زياً معيناً. وأن ما يطلق عليه" آيات الحجاب" التي يتشدق بها المهربون الدينيون ومافيا الدين، هي آيات خاصة بنساء النبي فقط لقوله تعالي "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء"، في حين أنه قال عن رسولنا الكريم"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة". أما شيخ الإسلام المستنير، الأستاذ جمال البنا – أخو حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين – فقد ذكر في كتابه "الحجاب" أن الإسلام لم يفرض الحجاب على المرأة، بل فرض الفقهاء الحجاب على الإسلام". وفي حواري مع الكاتبة اللامعة الأستاذة فريده النقاش رئيسة تحرير جريدة "الأهالي" حاملة لواء الدين المستنير قالت:"إن المتأسلمين يريدون إخفاء المرأة وراء الحجاب وسجنها في المنزل لأنهم يخافون من طاقتها الجسدية والفكرية الجبارة". لماذا هذا الهوس بفرض كفن الحجاب على المرأة؟ لقد جعل المتأسلمون من "الحجاب" قضيتهم الأساسية لأنهم مكبوتين جنسياً، ويرغبون بقدر ما يخافون من رؤية جسد المرأة الذي يقض مضجعهم في صحوهم ومنامهم،وأن رؤية شعرها يذكرهم بشعرها في مكان العفة، إنهم يكرهونها حتى الرجم ويحبونها حتى الاغتصاب!! إنهم ضعفاء أمامها وأمام جسدها اللدن أشد الضعف،إن مجرد ظهور جسدها أمامهم يزلزل كيانهم ويشل تفكيرهم فيريدون إخفاء هذا الجسد الذي يثير شهوتهم البهيميه، إنهم يريدون إخفاؤه أولاً وراء حجاب، ثم حبسه ثانياً في المنزل، وزاد أحدهم بأن ألزمها بالحجاب حتى داخل المنزل حتى لا تراها الملائكة سافرة،وجعلوا لها خرجتين: واحدة من بيت أبيها إلى بيت زوجها، والثانية من بيت زوجها إلى القبر، وجعلوها قاصرة أبدية لا تبلغ سن الرشد، فمن المفروض أن لا تحرك المرأة غرائز أي مؤمن قوي الإيمان، ولكن حرصهم كل هذا الحرص على إخفاء جسدها لهو أكبر دليل على عقدتهم الجنسية وكبتهم الجنسي الذي يغلي كالبركان، لهذا كان أعضاء جبهة الترابي الإسلامية يغتصبون النساء والرجال في" بيوت الأشباح" وكان ثعلب تونس المتأسلم يمجد أبطال الاغتصاب هؤلاء "الذين يحملون رسالة حضارية إلى افريقيا الهمجية "!!! أحمد ياسين شيخ "حماس" دفعه كبته الجنسي للإفتاء بأن الشهيدة "وفاء إدريس" التي فجرت نفسها في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليست شهيدة لأنها" ذهبت لتنفيذ عمليتها دون محرم" ليحرسها من الزنا مع رجل !!! حتى وهي في الطريق للقاء ربها! ورددت عليه وقتها بمقالة عنوانها "وفاء إدريس شهيدة رغم أنف أحمد ياسين". علينا أن ننظر للمرأة كإنسانه لا فقط كا امرأة، كعقل قابل للنقاش لا فقط كجسد يصلح للفراش، فبقدر احترام المرأة يكون التحضر، فالمرأة هي ترمومتر التقدم وعنوان النهضة والحضارة، ولله در قول الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها / أعددت شعباً طيب الأعراق وتذكروا قوله تعالي "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" لتفقأوا بهذا القول الكريم عيون أعداء المرأة.
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الأقليات طابور خامس؟!
-
لماذا يهدد نصر الله بالفتنة الطائفية؟
-
شعر المرأة ليس عورة
-
انتفاضة المثقفين المصريين
-
نحن أكثر الشعوب هوساً بالجنس وفشلاً فيه
-
جريدة الإخوان المسلمين تحرض على اغتصاب السافرات !!!
-
انتفاضة القاهرة الاغتصابية: الحل الإسلامي في الاختلاط ونكاح
...
-
انتفاضة القاهرة الجنسية:الكبت الجنسي يورث الانفجار
-
هل هو الغزو الوهابي لمصر أم الغزو الإخواني للوهابية؟!
-
رسالة مفتوحة إلى السنيورة: اجعلوا المحكمة الدولية دولية
-
ثعلب تونس يكذب على العمير وجار الله
-
ثعلب تونسي يطارد د. رجاء بن سلامة
-
د. عبد الصبور شاهين عدو للمفكرين المصريين والعقل
-
أعداء المرأة ينفثون سمومهم
-
علي حرب: يفضح نصر الله قبل أن يفضح نفسه
-
بل تحريك العقول الجامدة
-
السيد حسن نصر الله يهدر دم معارضيه
-
نداء إلى جمعيات حقوق الإنسان: أدينوا جرائم حزب الله وحماس ضد
...
-
حسن نصر الله مجرم في حق شعبه؟
-
هل سيحقق حسن نصر الله مبتغاه ويشعل لبنان والشرق الأوسط؟!
المزيد.....
-
من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله
...
-
أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
-
مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا
...
-
أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق
...
-
هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
-
-يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا
...
-
كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
-
محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
-
-توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس
...
-
بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة
المزيد.....
-
اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
/ جهاد علاونه
المزيد.....
|