|
لنتحدى الكوارث التي تنزلها قوات الاحتلال بشعبنا لتمرير قانون النفط بدون مقاومة
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لنتحدى الكوارث التي تنزلها قوات الاحتلال وادواتها بشعبنا لتمرير قانون النفط بدون مقاومة يشكل قانونه النفط الذي تتعجل الادارة الامريكية تشريعه في البرلمان العراقي في مطلع دورته الحالية، الذي يضمن هيمنتها على ثرواتنا النفطية لعقود مقبلة ، الهدف الاستراتيجي الرئيس من حربها واحتلالها العراق. ولذلك عمدت منذ اليوم الاول لاحتلالها على احتلال وزارة النفط وجميع المرافق والمنشأت النفطية وحمتها من جميع اشكال النهب والتخريب التي عمت جميع الوزارات والمواقع الاساسية الثقافية والاقتصادية والتاريخية و..الخ . ولكنها فشلت حتى اليوم عن تشريع هيمنتها على جميع ثرواتنا النفطية بكل احتياطتها الهائلة وكل مراحل عملياتها و احتكار بيعها الذي يتيح لها احكام هيمنتها على العالم. وازاء ادراك البشرية لخطر هذه الهيمنة بما فيها الاقطاب الراسمالية الاخرى مثل فرنسا والمانيا ، اللتان عارضتا الحرب، والاحتلال . وعبرت كل من بريطانيا وايطاليا واسبانية واليابان عن طموحها باالمشاركة بحصة من ثروات العراق النفطية من خلال مساهمتها بشكل فعال كما فعلت بريطانيا او رمزي كما فعلت اسبانية وايطالية ودول اخرى، كل وفقا للحصص والعهود الامريكية. ومع تصاعد مقاومة الشعب العراقي للاحتلال وتصاعد النضالات العالمية ضد الحرب والمطالبة بسحب القوات الامريكية من العراق وضغط شعوب معظم البلدان التي ساهمت بدعم قوات الاحتلال بسحب قواتها من العراق، ورغم الدور التابع للهيمنة الامريكية للمنظات الدولية بما في ذلك هيئة الامم المتحدة ومجلس امنها، اضطرت الادارة الامريكية الى العمل على تشريع هيمنتها على الثروة النفطية العراقية باسرع وقت. وبدأت اول محاولة من قبل حاكمها العسكري بريمر من خلال اجبار مجلس الحكم على تشريع قانون الاستثمار على ان يشمل جميع مرافق الحياة وكل ما على ارض العراق وباطنها. ولكنه فشل في اجبار حتى مجلس الحكم على اقرار شمول الثروة النفطية بالاستثمار الاجنبي ، و تحمل عبء اكبر جريمة تاريخية بحق شعبنا وتضحياته، لانه يعني الغاء تأميم ثرواتنا النفطية . فقد تذرعوا بانهم غير منتخبين. واستمرت محاولات الادارة الامريكية مع جميع الحكومات التالية وصولا الى اليوم ، حيث بلغت خسائرها المادية والمعنوية على الصعيد الداخلي والعالمي اقصى ما بلغته اية امبراطورية قبل انهيارها، ورغم اكتمال العملية السياسية وفقا لما هو مخطط لها بوجود حكومة منتخبة تابعة وبرلمان منتخب، ورغم موافقة الحكومة التابعة تحت التهديد باستبدالها بحكومة انقاذ وطني او بحكم امريكي مباشر من جهة، و رعبها من غضب الجماهير وحكم التاريخ، من جهة اخرى، عملت قوات الاحتلال الى تطمين قواتها والحكومة واعضاء البرلمان التابعين والمترددين على نشر 85 الف عسكري عراقي وامريكي في بغداد بحجة حماية الامن ، وصعدت بنفس الوقت من اعمال جميع ادواتها الارهابية والمليشيات الطائفية وفرق الموت . ورغم تواجد كل هذه القوات واقتحامها للشوارع والبيوت وقتلها واعتقالها للالاف وتحديدها لتحركات الجماهير ، فلم تتوقف بل تزايدات جميع اعمال الابادة لابناء شعبنا تحت لافتات طائفية لتصعيد الرعب واليأس من جهة ولاشغال الجماهير بحرب طائفية لاتبقي ولاتذر، كجزء من مخطط استكمال الفصل الطائفي الممهد لتجزئة العراق وانهائه كبلد. فجاءت احداث الحلة الاخيرة بجسامتها وجسامة ضحاياها افضع كل الجرائم الطائفية بعد تهديم المرقدين في سامراء، الذي اعلن الانطلاق لبدء الحرب الاهلية. فهل سينجح المخطط الامريكي لاشغالنا بالحرب الطائفية وقتل بعضنا بعضا، عن تمريرها قانون النفط ، الذي سيكبلنا لعشرات السنين، ويحكم علينا بالفقر والجهل والمرض؟؟ وجاء تفجير شارع المتنبي استكمالا لكل جرائمها ضد مرافقنا الحضارية التاريخية والمعاصرة ، وقتلها للعلم والعلماء وتفجيرها للجامعات وقتل الطلبة ، لتحرمنا من مرفق بقي وسيبقى مصدر اشعاع للنور والمعرفة ، ومقر تحدي ناشريه لجميع الانظمة الدكتاتورية واجراءاتها في تحريم الكتب الثورية . فكم صوروا واستنسخوا وباعوا سرا من الكتب الممنوعة رغم ادراكهم لعظم المخاطر التي تنتظرهم. و بذلك يأمل المحتلون قتل مصادر المعرفة في العراق وهذا مستحيل فشعبنا اول من طور معارف البشر وحضارتهم، ومن المستحيل قتل تحديهم لكل الصعوبات وايجاد المخارج من الازمات . فالمجد والخلود لجميع ضحايا شارع المتنبي. ومن المستحيل قتل أي شارع تاريخي او جسر او معلم تاريخي ، فلكل منها تاريخه في مقارعة الظلم والظلام وفي مجال التحدي والتطور وليس الصمود فقط. لم تخفي قوات الاحتلال حقدها على هذا الشارع منذ بدء الاحتلال ولم تر مبررا لاغلاقه او قدرة على اثارة أي حقد عليه فكان حرمان جماهير شعبنا من التمتع بافضل ايام اسبوعه، في شارعه المفضل ، يوم الجمعة فاعلنه يوما لمنع التجول. حيث كان الشارع يشهد اكبر تحشد جماهيري والكل يتطلع بكل شوق وشغف الى الكتب المصفوفة على طول الشارع بعرض ثلاث امتار تاركة للمارة مثلها ، نساء ورجال واطفال وشيوخ من جميع مكونات الشعب العراقي ، متحدين كل ما يعانونه من ضيق ذات اليد والحرمان ، ومن الشعور باي خوف او خطر ليعيشوا كليا في عالم البحث عن المعرفة . كانت ايام الجمعة للكثير من العراقيين اعياد تمتعت بها اربع مرات خلال زياراتي الاربع لبغداد التي هي مسقط راسي واتمنى ان تكون مسقط مثواي . ولاشك كانت وستبقى مصدر اشعاع وتنوير لشعبنا وللبشرية عموما. ان في تحدي شعبنا لجميع وسائل الاحتلال وكوارثه لاشغالنا عن معركتنا الرئيسية اليوم: منع تشريع قانون النفط وليس من اجل مناقشته او تعديله ، لان مجرد قبول أي قانون جديد لاستثمار النفط سيعني الغاء التأميم وتسليم ثرواتنا للمحتلين وشركاتهم الاحتكارية. فالخسائر والضحايا هي خسائر عموم شعبنا وضحاياه. وتعبيرا عن تقديرنا للخسائر وتمجيدا للضحايا ، يجب تعزيز وحدة شعبنا بكل مكوناته واطلاق طاقاته بمختلف اشكال النضال الجماهيري وتطوير جميع اشكال المقاومة ، لمنع تشريع هذا القانون. وبذلك نبني القاعدة الجماهيرية، فضلا عن القاعدة الاقتصادية والسياسية لتحرير شعبنا ووطننا واعادة بناء كل امجادنا وتحقيق كل اهداف ضحايانا، وضمان مستقبل اجيالنا. 7/3/2007
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارادة الشعب العراقي وعبقريته عرت عجز القطب الاكبر للعولمة ال
...
-
حوّل الاحتلال كل ايامنا الى اياما عالمية للرعب والتركيع، فال
...
-
لا لتشريع قانون استثمار النفط: قانون نهب ثرواتنا النفطية
-
رفع الوعي الوطني والاممي ضمان لوحدة الجماهير الشعبية وليس ال
...
-
الادارة الامريكية تعد مسرحية بيعة لقوات احتلالها على غرار مه
...
-
3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر ال
...
-
2- التضليل بشعار جدولة الانسحاب
-
خل ستسحب امريكا قواتها من العراق ومتى ؟ -1
-
الاحتفال بيوم المرأة العالمي في العراق
-
الى اين يسير العراق
-
هل القرن الواحد والعشرين ، قرن امريكي بدون منازع
-
الف تحية لاتحاد نقابات عمال النفط في تصديهم للهدف الرئيس من
...
-
نعم لكل ازمة اسباب عديدة والمهم تحديد السبب الرئيس اوالحلقة
...
-
احصائيات عالمية ودولية تفضح مسؤولية قوات الاحتلال عن جميع جر
...
-
3-الاهمية العالمية لمقاومة الشعب العراقي للاحتلال تتطلب منه
...
-
2 - مقاومة الشعب العراقي للاحتلال عامل هام في تطوير العولمة
...
-
- احتلال العراق والعولمة . 1 -احتلال العراق اسلوب امبريالي ت
...
-
، رسالة مفتوحة الى جميع المنظمات النسوية العراقية في لندن وف
...
-
رسالة مفتوحة الى الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي بمناسبة
...
-
يا طلبة العالم وشبيبته
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|