|
ما هي شرعية رجال الدين
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما هي الشرعية التي تعطي الحق للبعض التحكم بالناس باسم الرب و تاسيس احزاب وقطعان اسلامية كل ما تفعله ان تكون رقيبا وحسيبا على فروج وافواه الناس.؟ انها شرعية افتراضية تقول بحكم الاله ووجوب طاعته من خلال الخضوع الى رجال يدعون التدين والعمل من اجل اعلاء كلمة الله. واين هي كلمة الله.؟ هم حتى لم يعطوا لله وقتا لكي يقول كلمته، فقد حرفوها وزوروها بتفسيراتهم، وفتاويهم، فان كان الله يعرف الماضي والحاضر والمستقبل وقال كلمته الواحدة، فان ما تركه ولم يقله، ترك للانسان نفسه حرية التصرف فيها وفق شروط عصرة ومدارك زمنه ومتطلبات حياته، ولم يتركها لرجال معينين ورثوا الله وكانه قد مات، فوزعوا اختصاصاته بينهم واحتلوا منصبه وجلسوا على عرشه واحتكروا جناته وجهنمه. رجال لا يجدون ما يفعلونه وما يشغلون عقولهم به الا التضيق على حريات الناس والحجر على رغباتهم وقنونة تصرفاتهم بفتاوى واحكام وشرائع تتعارض حتى ما جاء في الكتب المقدسة التي يفسرونها وفق ما يشتهون وحسب ما يرغبون. لم نسمع منهم الا الانهيال باللوم والتجريح واللسان القبيح على شعوب باكملها، يتهمونها بالسقوط وانعدام الاخلاق ودنائة الضمير والميل الى فعل القبائح، لم يسلم من لسانهم الطويل الذي يشبه لسان الافاعي لا شعب ولا ملة ولا دين ولا مذهب ولا رجل ولا امرأة، لا شاعر ولا كاتب ولا فنان ولا عالم بل حتى انهم كذبوا رواد الفضاء الذين وصلوا الى القمر . كان هذا هو عملهم وفعلهم الازلي منذ ان تواجدوا وامتهنوا الدين واتخذوا منه تجارة مربحة.فكلما زاد الجهل والتخلف والفقر، كلما زاد ربح تجارتهم وعلى مقامهم وعظمت هيبتهم، لذلك فهم اكثر حرصا على الجهل والتخلف. ان نظرت الى وجوههم سوف لن تجد فيهم شيئا غير مالوف، ليس من قداسة تلفهم بهالتها ولا اسلوب يسحر ببيانه ولا تصرف يبهر بابداعه، وجوه واشكال متشابهه، توائم في الاجترار ونسخ من التكرار العقلي الذي بقي كما هو عليه ان لم يزد سوء منذ قرون ، تنابل في الاتكال، ينتظرون الله ان يهبهم من رزقه باستغفال الناس والاستيلاء على اموالهم ومدخراتهم بالنصب والاحتيال ، ينهون عن الربا وعن البنوك غير الاسلامية ويودعون اموالهم في اكبر بنوك الدول الغربية. ح جلابيب وعمائم ولحى وكروش واياديي ناعمة لم تعرف العمل ولا خشونة الحياة.. ليس لهم مؤلفات في الفسلفة والادب وليس من مساهمة في العلم والعمل ولا افكار مستمدة من واقع الانسان القاسي. هم حفاظ لنصوص وحكايات تشبه حكاوي القهاوي لكنها غير ممتعة، لا تثير الفضول ولا تولد الاسئلة. لم ينتخبهم احد ولم يرسلهم الله الى عبادة ولم يهبط عليهم ملاك ولم يتلبسهم الوحي، لربما تلبسهم ابليس فاخذوا يحرمون ويحللون ويدخلون الناس في الجنة او النار وكانهم يملكون اقفال الفردوس ومفاتيح جهنم. كلما كثروا في مجتمع ما، زادت العدواة والبغضاء بين طبقاته وشرائحه، هم مثل حفار القبور الذي تزدهر مهنته عند انتشار وباء، او مثل تجار الاسلحة الذين يشعلون الحروب لبيع بضاعتهم. فرجال الدين يفرحون ويطربون وتنبسط اساريرهم وتشتد عزائمهم ان كثرت المشاكل، وان غابت فسيعملون ما في استطاعتهم لخلقها. في كل جيل تجد رجل الدين يتحدث عن العصر الذي سبق كحديث العاشق الولهان الذي يصف حبيته التي هجرته وكان العالم خلا من سواها. ففي عصر النبي محمد كان الحديث عن رجال عصر موسى وعيسى والقديسين، وفي عصر الصحابة كان الحديث عن عصر النبوة وعن اخلاق رجاله والنحي بالائمة على عصرهم ورجالهم ونسائهم ، وهكذا في العصر الاموي او العباسي او العثماني، واليوم، وكان كل العصور التي خلت افضل من عصرنا الحالي. بينما كان الفسق والمجون والاستهتار والمجازفة بحياة الناس هي المعلم الرئيس للحكم الاسلامي. وعندما كانت الدكتاتوريات الاسلامية المتعاقبة المؤسسة على مبدأ اطيعوا الله والرسول وأولي الامر منكم، تتلاعب بارواح ومصائر الناس حسب هوى ونزوات الخليفة او امير المؤمنين، لم ينطق السلف الصالح بحرف واحد اعتراضا، بل دعموا اعمال الخلفاء وزوروا الاحاديث والايات القرانية ليبرروا اعمال البطش والتنكيل التي يمارسها امير المؤمنين الموجب الطاعة حسب النص القرآني المزور ضد الشغيلة والفلاحين والكسبة. اذا نظرنا الى المجتمع الاسلامي فهل نرى غير الحروب المذهبية والطائفية والتكفيرية والشقاق والنفاق والطعن بشرف هذا وذاك .؟ هل نرى غير لوم الدوائر الدينية الناس على الحالة الرثة التي يحيونها لانهم لم يتبعوا الدين القيم الذي يعني بالطبع تعليمات وارشادات رجال الدين الكبار المجترة والمكررة، المعادة من سلف لم يبقى منه سوى العظام النخرة والتعليمات الرمادية المتناقضة مع شجرة الحياة الخضراء النظرة.؟ من بعث واسس لهذا الاحتراب المذهبي والطائفي غير رجال الدين واحزابهم الاسلامية التي لا تجد ما تفعله سوى دعوة النساء الى الالتزام الكامل في الحجاب الشرعي وعدم مغادرة البيت من دون محرم، وتحريم كل متعة لان كل ما يشغل عن عبادة الله فهو حرام، وبذل كافة الجهود للاستيلاء على السلطة واعادة عقارب الساعة الى الوراء واحياء السنة والشريعة الهمجية التي لا تجد وسيلة اخرى للاصلاح المزعوم غير السيف والحجارة لانهاء الحياة!! من حلل اراقة الدم العراقي غير رجال الدين.؟ من حكم بكفر المسيحين والصابئة واليزيدين واليهود واعتبارهم على ظلال وعمى وطيش كبيرين غير رجال الدين؟ من اصدر فتاوى القتل بحق الادباء والمفكريين غير رجال الدين.؟ من يمنع الكتب العلمية والفلسفية والادبية والفنية غير رجال الدين.؟ هل تعتمد الحكومات العربية والاسلامية المستهترة بحياة الناس وحقوقهم على اجهزة اخرى غير اجهزة العسكر والاستخبارت والامن ورجال الدين.؟ لم يكن بامكان رجال الدين ان يعيشوا في البحبوحة التي يعيشون فيها في زمن العهر الاعلامي الفضائي الذي حول التلفزيون من وسيلة للترفيه الى الة لبث التخلف والانحطاط، ان لم يتخذ رجال الدين على عاتقهم تحميل الشعوب سبب التخلف والتدهور المعيشي والاقتصادي والاجتماعي وتوليد عقدة نفسية لدى المحكومين بان الناس هي المقصرة لانها لم تخضع لولي الامر ولم تطبق شرائعها الدينية، واعفاء حكومات الدينوصارت العربية من مسؤليتها ومن دورها في هذا التخلف المريع التي تشهده المنطقة. لكن الكلام يبقى حبر على ورق ان لم تشن حملات ليس فيها اي مجاملة، حملات صريحة ضد دور رجال الدين المؤذي للمجتمعات، ضد الدول التي تعتمد على هؤلاء الطفيليين لارجاعهم الى بيوت يقولون عنها انها بيوت الله واذا بها اوكار للارهاب وبث الحقد والفتنة والاحتراب بين الناس. فاذا كان رجل الدين لا يجد حرجا في نعت المخالف بالفاسق والمتحلل والكافر والزنديق والشاذ ومستحل الحرمات، فلماذا مجاملتهم ومهادنتهم وتلقيبهم بسماحة فلان وقداسة علان، بينما هم لا يوزنون كلماتهم ولا يراعون الاداب العامة عند تحدثهم ويثيرون ويجندون السفاحين و الاغبياء لمحاربة وقتل كل من لا يرضون عنه.؟ السن بالسن والعين بالعين والبادي اظلم...وهم الظالمون
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل
-
حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع
-
هل الخلف اكثر فهم من النبي محمد والسلف الصالح.؟
-
لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية
-
هلكوست اسلامي
-
دولة بلا دين هي الحل الامثل
-
ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
-
خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
-
مجتمعات النفاق الاسلامية
-
من اعطى لله وجها اخر.؟
-
تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
-
المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
-
احتجاج على الله
-
هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
-
الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
-
العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
-
في كردستان ليس لعلم البعث مكان
-
التقديس والتدنيس
-
حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
-
سقوط الاسلام السياسي في العراق
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|