أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية














المزيد.....

الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل مناهضة العولمة ، كحركة ضد تجديد آليات الهيمنة الرأسمالية العولمية ، على العالم ، مع مجموعة من الحركات الاجتماعية والأحزاب ذات الطبيعة اليسارية والعلمانية ، الديمقراطية بالضرورة ، الأساس المادي لبناء عولمة بديلة خارج زمن ِالهيمنة الرأسمالية العولمية..
هذه الهيمنة هي سبب بنيوي لتخلع البنية الاجتماعية العربية ، التي لم تستطع الدولة القطرية وقوها الطبقية التي شكلتها تجاوزها ، فراحت تواجه موضوعياً ونتيجة ذلك التخلع وتلك الهيمنة بقوى تقاوم الهيمنة ، ولكنها ذات بنى طائفية ، تشكل هي وأشكال الهيمنة في الأطراف مشروعاً متكاملاً بالمعنى الاقتصادي والاجتماعية والسياسي ، وإن بنحو متمايز يخترق البنية الاجتماعية العالمية ، تطويراً في المراكز وتخليفاً في الأطراف..
البنى ، الأحزاب الطائفية ، الحركات الأهلية الطائفية رغم دورها الفاعل في تلك المواجهة ، إلا أنها لا تحمل تهديداُ لتلك الهيمنة إلا في إطار البعد العسكري أو الديني ، وهو ما يعمق التأزم والتخلع ، ويضعف قدرة المقاومة ذات البنى العلمانية ومشروعها التاريخي التقدمي ، ولكنه كما يحصل في لبنان والعراق وفلسطين يضعف سيرورة تلك الهيمنة أو يعيق ويعرقل تقدمها..
العالم العربي ورغم مسحة التجريد هنا ، يفتقد للمشروع العلماني المناهض ، أو هو فيه قليل الفاعلية ، لذلك هو يتعرض لنتائج ذلك التخلع ويزداد تفتتاً واستقبالاً للتدمير والاستعمار ، وهو ما يرصد من خلال ما يسمى الصحوة الدينية السياسية كأبرز شكل للتخلع أو تبني الخيار الليبرالي الأمريكي وهذا ما يكمل دور الدولة القطرية في الإمعان باحتجاز التطور العام...
هذه الصحوة - الوجه الآخر للنظم العربية وهي نتيجة شكل سيطرتها- تناصرها أنواع من الحركات والشخصيات والسياسيين الليبرالية الحاقدين على الأنظمة العربية ،وهم بموقفهم هذا ، يضحون بمشاريعهم على شرف انتصار مشاريع التخلع ، مع فتاتٍ لن يعدموا إياها ، ما دام دخلوا ذلك الطريق المفضي إلى تعميق التخلع..
الهيمنة الرأسمالية المتجددة التي تقدم نفسها كامرأة عذراء تسعى نحو محاربة الإرهاب والسلام العالمي والديمقراطية وتظهر أحيانا كامرأة فاجرة عندما يتأزم مشروعها بدعم مطلق لدول الاعتدال لا تملك مشروعاً بديلاُ كمشروع مارشال أو أقل منه بكثير ، بل هي تمتلك مشروعاً كلياً لمافيات الشركات المتعددة الجنسيات وطبقة برجوازية تجارية عالمية وتحاول من أجل مشروعها الاقتصادي والسياسي والثقافي السيطرة على مستويات البنية الاجتماعية وإخضاعها بكل الأشكال بما فيه الشكل العسكري الأكثر استخداماً في السنوات الأخيرة..
الرد على الهيمنة الامبريالية يتطلب في الشرط العولمي الراهن مشروعاً بديلاً قادراً على خوض نضالا ته ، وهو ما لن يتحقق بغير تكوين رؤية فلسفية بديلة لعالم بديل ، تصاغ على شكل برامج تمثل تقدم البنية الاجتماعية وتخلصها من التأزم والتخلع والسيطرة البرجوازية..
هذا يعني أن العالم العربي بكونه موحداً في الرأسمالية ،في بنية واحدة ، داخلها وخارجها فيها، ولأنه كذلك فهو تابعاُ ومتخلفاً وملحقاً بهذه الهيمنة التي تزداد توحشاً وتوحيداً للعالم كلما تعملقت الشركات المتعددة الجنسيات وبرامج الليبرالية الجديدة..
وبالتالي التناقض الأساسي في عالمنا العربي هو بين هيمنة عولمية مع ملحقاتها من أنظمة التبعية والتخلع وبين العالم العربي كشعوب وأمة متضررة من هذه الهيمنة وملحقاتها وهو نفسه ما يجري في كل بقاع الأرض وأممها وشعوبها ..
وبالتالي تنخرط النظم السياسية العربية مع الطغم التجارية والمالية في سياسات العولمة الرأسمالية وتعتاش على نهب وتدمير الشعوب ومستقبلها ولهذا ليس من مصلحة للنظم مع هذه الطغم معاداة تلك الشركات ومصلحتها معاداة الشعوب ، وهو ما يؤدي أن تمثل هذه النظم مع شركائها مصالح تلك المافيات والدخول بهذه السوق العولمية إن قبلت بها تلك الشركات..
المتضرر الفعلي هو الطبقات الفقيرة ، التي ، وهنا المفارقة ، تقف في كثير من الأحيان ولأكثر من سبب ضد نفسها بتبنيها الوعي الأصولي أو الليبرالي أو الوطني المنفصل عن الديمقراطي أو الديمقراطي المنفصل عن الوطني ..
التخلص من هذا الضرر يعيدنا إلى طريق التحرر والاستقلال والتنمية المستدامة على جميع الصعد ولكافة الأجيال الحالية والمستقبلية ، وهذا لا يتحقق إلا بتبني استقلاليتها السياسية والتنظيمية وتكوين نقاباتها وبرامجها وخوضها نضالاتها المتعددة من أجل تجاوز الضرر والتخلف والتخلع والتبعية..
حركات اليسار والمناهضة للهيمنة الامبريالية معنيةُ بمواجهة حقيقة مشروعها ، وبشكل الصراع الذي ستخوضه ، وبالأرض التي تواجه عليها، وبالإجابة عن السؤال المركزي هل فقط ضد عولمة الليبرالية الجديدة أم هي ضد عولمة النظام الرأسمالي العالمي ، وهل هي تسعى لإصلاحات وعولمة بديلة انطلاقاً من وضع أوربا كمثال بعد الحرب العالمية الثانية كما يتوهم كذلك تيار اليسار الديمقراطي أم هي تسعى لنظام عالمي جديد تسوده قيم الاشتراكية وقيم الليبرالية الثقافية وقيم الإنسانية في التحرر والمساواة والعدالة ويعتمد على تاريخ النضالات العالمية والفلاحية التي هي حققت قيم الليبرالية الثقافية وأكملتها بالاشتراكية ، وبما يحقق تفتح طاقات الفرد الحر في إطار المجتمع المتحرر..
إن التحقق لهذه القيم كبرنامج أو كتعيين واقعي يتطلب إكمال الحركة الفكرية النقدية لتجارب الصراع ضد الامبريالية وضد الاشتراكية المحققة والقصور الموجود في حركات مناهضة العولمة والانتقال إلى العمل الجماعي ألممارسي ، وذلك عبر الانطلاق من فهم الواقع الملموس عبر التحليل الملموس ...



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية
- أمريكا وصدام والاقتتال الطائفي
- الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية
- بعض مشكلات سوريا في رأس السنة الجديدة
- الأزمة الهيكلية للرأسمالية وبدايات صعود الليبرالية الجديدة
- اليسار الإصلاحي ، المقاومة المعرِقلة ، اليسار الثوري ، هزيمة ...
- الحركات الاجتماعية وعلاقتها بإشكالية الديمقراطية
- دولتين ام دولة ديمقراطية علمانية واحدة
- العولمة والامبريالية
- سياسية التمويل مصالح وأخطار
- أهمية نداء القوى والشخصيات الماركسية في الوطن العربي
- مشكلات وأدوار المنظمات الأهلية
- سقوط التسوية في زمن المقاومة والديمقراطية
- علاقة الهيمنة الأمريكية بأزمة المعارضة العربية
- استبدادية الأنظمة وديمقراطية الشعوب
- الحرب الأمريكية على لبنان


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية