حوّل الاحتلال كل ايامنا الى اياما عالمية للرعب والتركيع، فالنعمل على جعلها اياما عالمية للكفاح والتحرر,

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حوّل الاحتلال كل ايامنا الى اياما عالمية للرعب والتركيع
فالنعمل على جعلها الى اياما عالمية للكفاح والتحرر
تصبح البشرية وتمسي يوميا على اخبار ومشاهد جرائم الاحتلال وادواته في العراق ، اخبار ومشاهد ترعب الرجال والاطفال وتزلزل كيان النساء في جميع انحاء العالم . ويختلف رد فعل الجماهير في جميع انحاء العالم، نتيجة لتكريس العولمة الراسمالية بقيادة الامبريالية الامريكية وكل ادواتها السياسية من انظمة حكم واحزاب سياسية ومعاهد ايديولوجية ووسائل اعلام جبارة للتأثير على فكر وسايكولوجية البشر. ففي الوقت الذي تفجر هذه الاخبار والمشاهد مكامن كل ما يميز الانسان من اخوة وكرامة ، ومن تعاطف ووحدة مصير، والاستعداد للكفاح من اجل انقاذ الشعب العراقي والبشرية من هذا المصير الذي اتخذت الامبريالية الامريكية العراق مثالا له ، فان فئات بشرية اخرى بما فيهم الكثير من العراقيين داخل الوطن وخارجه يستسلم للحزن واليأس و يغلق بعضهم التلفزيون ويسكت المذياع ويكف عن قراءة الصحف، وحضور النقاشات والتجمعات العراقية والعالمية التي لا يمكن ان تغيب عنها احداث العراق بكل جوانبها المظلمة والمشرقة على قلتها، مجردا نفسه من كل ما يميز البشر . فقد عملت قوات الاحتلال بمختلف السبل على تشويه جوانبها المشرقة واغراقها في سيل من الجوانب المظلمة. فقد اغرقت اعمال المقاومة العراقية الباسلة بسيل من الاعمال الارهابية لتشويهها. وقابلت كل محاولة للمقاومة السلمية بمنتهى العنف : القتل المباشر والاغتيال والاختطاف والاغتصاب. واغلقت كل وسائل الاعلام عن ذكر أي نشاط جماهيري تحت تهديد القتل والاغلاق . فقد قتلت المئات من الصحفيين واغلقت العديد من الصحف ومن قنوات التلفزيون، وروضت البقية.
نعم لقد حول الاحتلال كل يوم من ايام الشعب العراقي عموما ، والمرأة العراقية خصوصا، يوما عالميا. فمنذ الولاده حمل نسبة كبيرة من ابنائه الكثير من العاهات والتشوهات نتيجة الاشعاعات التي تعج بها البيئة العراقية يوميا. الا يستحق كل يوم من ايام هذه الاجيال القادمة يوما عالميا، وان يتبوأ شعبنا صاحب هذه الاجيال في طليعة البشرية لانقاذ اجياله واجيال البشرية؟؟ وحمل الاحتلال الملايين من اطفال العراق اليتم وحرم معظمهم من التعلم بل ومن التمتع بكل ما يتمتع به اطفال العالم بحياة الطفولة من لعب ومرح وعرضهم للتشرد والقتل والاغتصاب. الا يستحق كل يوم من ايام الطفولة العراقية ان يكون يوما عالميا؟ وان يكون كفاح الشعب العراقي بنسائه ورجاله في طليعة البشرية من اجل انقاذ الطفولة العراقية والعالمية؟ وكم افجع الشبيبة بقتل الاخوة و الاحباب ، وحرموا من فرص التعلم والعمل وتاه بعضهم في بحور الظلام التي تحيط قوات الاحتلال بها الشبيبة من التطوع في فرق الارهاب والمليشيات وفرق الموت فضلا عن المخدرات والفساد، الا يستحق كل يوم من ايام الشبيبة العراقية ان يتحول الى يوم عالمي وان يكون كفاح شعبنا ولاسيما شبيبته، في مقدمة البشرية ، يوما كفاحيا لانقاذ شبيبة العراق والعالم؟ وتحول معظم نساء العراق ورجاله الى ارامل او ثكالى وساوى بينهم حتى في اجهزة الحكم التابعة : الوزارة والبرلمان بالطاعة العمياء ورفع الايدي ، ولم يترك عائلة دون كوارث. الا يستحق كل يوم من معاناة شعبنا ان يكون يوما عالميا وكفاح شعبنا ان يكون في طليعة كفاح شعوب العالم من اجل تحرره من الاحتلال وتحرير البشرية من العولمة الراسمالية؟؟.
وتبقى معاناة المرأة العراقية هي الاشد والاظلم. فقد حملها الاحتلال بالاضافة الى كل ما يتحمله كل فرد من افراد الشعب العراقي ، باثقل قيود كل ما ابتكرته عصور العبودية والتخلف، من حجب الجسد والعقل والحرمان من الدراسة والعمل والمشاركة في أي نشاط اجتماعي وجردها من كل الحقوق والحريات التي نالتها بنضالاتها ونضالات شعبها وتضحياتهم ليحكم بذلك شل نصف المجتمع عن الكفاح وتعطيل النصف الاخر.
ولا يمكن لشعبنا بنسائه ورجاله ان يستمر في تقديم كل هذه التضحيات ويستسلم لكل هذه القيود ويتحمل كل هذه الحرمانات دون كفاح . ولابد ان يدرك بان الاستسلام واليأس والحزن والبكاء، لايمكن ان يحميه من جرائم الاحتلال وادواته ، والانتظار السلبي لايقرب يوم الخلاص ، بل ويعطي المجال للاحتلال وادواته لابتكار المزيد من وسائل القتل ، والقيود والحرمان، وليس هنالك من منقذ خارجي او منتظر يحرره من دون نهوضه هو بكل فئاته المظلومة وبوحدته نساء ورجالا . فالموت في ساحة الكفاح اشرف من الموت الذي ينتظره في كل لحظة في نومه ويقظته في البيت او الشارع ، في العمل او الدراسة. وان في كفاحه فقط يكمن تحرره ومساهمته في تحرير شعبه والبشرية .
واليك حبيبتي المرأة العراقية، والى جميع نساء العالم ادعو ان تحولن ايام البشرية كلها ايام عالمية للكفاح من اجل انقاذ البشرية من القتل والدمار الذي تقدم الامبريالية نموذجا له في العراق. فانتن امهات كل شعب وامهات البشرية ، وانتن بمساهمتكن بكل اشكال الكفاح ومقاومة اعداء البشرية تطبعن كفاح الشعوب ومقاومتها بل ومستقبلها بطابعها الانساني وافقها المشرق لعموم كل شعب ولعموم البشرية.
لقد نسي الاحتلال وجميع ادواته ان استعباد الشعوب وتحميلها كل هذه القيود وتجريدها من كل هذه الحقوق يدفعها الى النضال مهما كان عظم التضحيات فهي لا تخسر في كفاحها سوى قيودها وتكسب من وراء كفاحها عالما حرا سعيدا
5/3/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات