أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - ......والوقتُ كان رملاً














المزيد.....


......والوقتُ كان رملاً


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 12:14
المحور: الادب والفن
    


كانت السماء تذرف رملاً، والأشجار مثقلة بثمار الرمل، في العيون أقرأ سيرة الرمل الذاتية، ومن رمل كان القفص الصدري للمكان، وطناً كان أو منفى.
كنت أفرك راحتي برداً أو شوقاً أو حيرةً، لم أكن أحظى بغير الرمل.
الخوف الذي يهز قلبي كزلزال، كان رملا أيضاً.
الليل النهار الدروب النجوم الحروف الانتظار الحقائب القبلات النبضات البشر..رمال في رمال في رمال...
***
لم أكن أسمع سوى الرمل ولم أر أو أذق أو ألمس أو أشم سوى الرمل.
في كوكب الرمل كنت إنسانا من رمل ، وكانت الغربة هي الألفة.
***
بغتة في ساحة غبراء حيث لم يعد من أمل في خلية ولا حياة في أمل ، لمعت ياقوتة بين الرمال، كلما حثثت الخطى نحوها كانت الريح تحملني كورقة خريف، تقطرني كحافلة صدئة نحو ذلك البريق، كلما دنوت أكثر كان الكون يتغير،كنت أقرأ سفرا جديدا للتكوين.
***
إنها المرأة التي لم أكن بها أحلم ، لكن حلمي الذي أدركته بعد عقود هو الذي كان يحلم بأطرافها الحرير ووجهها المضيء كشمس في أول أيام العام الجديد.
كان العام 1984 وجورج أورويل الذي كان في أوج لمعانه في ممالك الرمل العتيدة، راح يذبل ويختفي.
ذلك الزمن الذي كان في نظرنا هو الأسوأ في جميع العصور،كم كنا حمقى آنذاك.
***
تلك الياقوتة كانت امرأة من لحم ضئيل وضياء مديد.
كانت هي سين المستقبل ولم يكن للمستقبل بعد أو حرف أو أي من أشكال الحضور أو الوجود.
كان المستقبل كغيره في الواقع رملاً يابسا أو رملاً متخيلا في أحسن الأحوال،مشتقا من هذا الرمل الكوني أو الكون الرمل لا فرق، كان كل شيء لا يتعدى لعبة لفظية لزجة تتوزع تفاهتها في ثنائيات هشة كالرماد، تتفرق في السطح وتتحد في القاع.
***
كانت سلمى البداية،ثم صارت الحكاية.
في زمن الكبت والإرهاب والرعب والتشابه، كغيرها اتخذت الحبيبة اسما آخر من قاموس الرموز وإشارة من هيكل الإيماءات.
مرة ربّة من ربات الشعر العربي،ومرة سلوى من عوالم الجنان والخيال،
***
من ذلك الزمن نجت بعض أوراقي،تصفحت اليوم منها، نصا طويلا كمعلقة، يحمل عنوانا بطول قصيدة:" خذوني إليها ...من الرمل إلى الورد" ضحكت من نفسي، وكانت ضحكتي أكثر من هذه الدموع ..هذه الكلمات بعضها، لكني أثبت هنا بعض المقاطع بحرفيتها (المضحكة أو المبكية لا فرق) كما وردت في تلك الأوراق المؤرخة بحقبة تخيلها جورج أورويل، وكانت أفظع وأدهى.

خذني إليها أيها الأثير
زمان من حجر بيني وبينها
دروب من رصاص
ضد الكتب والعيون
سجون ودماء
في الوحل والرمل
يرمون جثة اللقاء
***
س البداية
س الحكاية
هي الرياح والجناح والفضاء والمساء والصباح
هي الاشتعال والتحول والانتقال
هي فصل انحسار الرمل الأخير وانطفاء النزيف
هي انسياب الورد والحرف والخيال.
هي البداية والحكاية وخاتم الأحلام.
***
اليوم وبعد نحو ثلاثة عقود من عمري أو ألفيتين من عمر العالم أقول بلا تحفظ:
إلى الجحيم كل الخطط والبرامج والمباحثات والأنظمة والمعارضات
لا دواء إلا الحب حتى يزهر الرماد.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة طارئة
- ثقب أسود
- منافٍ متشوّفة
- بين ظلامين
- لمعة تعريف
- أرجوحة السعادة
- ترافقين روحي كمصباح
- قنديل يديكِ
- الشرفة العالية كالرعشة
- جذور كآبتي
- بحر الشفقة المجنون
- بين رعشة واختلاجة
- كذبة الحياة والموت
- لم أجد مكانا لقلبي
- كتاب الخواء
- كنت أمشي على رأسي
- وردة تستقبل الغروب
- بين فراغين
- القناع
- لا إلاّكِ


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - ......والوقتُ كان رملاً