|
على حافة الحزن
جميل سالم
الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 02:08
المحور:
الادب والفن
أيها الليلُ ، يا مرفأ الحزن ِ ، خذني بعينيك ، ليس سواك َيدثرني بابتساماته ِ،ليس سواك َيلفُ كياني بأرجوحة ِالحب ِ، كم مرة ًكنت َعانقتني ، ولكنني يا صديقيَ أغفلت ُكل تفاؤل ِعينيك َ، كنت ُأضنكَ تخدعُني ، وساومتُ روحي بحبك َ، يا ليلي المتقرن َمثل نجوم ِ المساء الكليل ِ، وأغفلت ُأنك َموطن َحزني ، تشبعتُ بالندى المتألق في مقلتيك ، وأذعنت ُ للأمر ِهذا المساءْ ، أحببتُ فيك الصراحة َ، وأحببتُ فيك جنوني ، وسامرتُ فيك بقايا الندامةِ حتى ظننت ُبأنك تهملني ، وفعلا توجست ُفيك بقايا التنازل ِعن وحشتي ، وأسعدني أنك ألان تطوي همومَ الصفحات ِالأليمةِ ، كنت ُ أظنك تمضي بعاصفة ِالبحر دون شراع ٍ، وتعصف ُ بالريح حين تحاول ُأن تثني عزمكَ، ولكنني أيها الليلُ يا سيدي ، أفرغت ُأحشائي على عتباتِ جنونكَ هذا المساءْ ، وأيقنتُ أنكَ لازلت َ ذاك الغلامُ المعبأ بالسذاجة ، والمعبأ بالحزن مثلي ، ترسمُ خطوط بياناتك في خرائط من نحاس ، وتغمضُ عينيك كي لا تراها ، لأنها توجع فيك ابتسامة َعينيك ، أيها الليلُ دعني أحاولُ ترتيبَ أمري وأمركَ ، كلانا سيهرب ُمن ناصية ِالحب، أنت تهربُ من دمعة ِالحب ِفي مقلتيَّ ،وأنا أهرب ُمن فرحة ِالحزن ِبين أضلاعك َالموهنات ْ، هل لنا أن نتصارحَ يا صاحبي ؟؟ إذنْ لأقلْ أنكَ أهملتني منذ يوم تعرفتُ فيك على وهن ِالحزنِ ، وخلتُ بأن راودك الشرُ يوما لتقتلني ، وأصدقك القول ُ إني جفلتُ وخفت ُ وكدتُ أ ُفارق ُروحك لولا ارتباطي بدائرة الحب ، أصدقكَ القول حاولتُ أن أقنعَ الروح أنكَ توهمها أو أنك كنتَ تجربها ، ولكنَّ أرضية َألاقتناع تجاوزها موهن ُالحزن بين الأصابع ، حتى بدا للجميع جذام المنية ، لأنكَ يا صاحبي لا تجيدَ رسم َعناوين أرصفة َالحزن في بقايا جنون محبيك ، أنت َأهملتهم ومضيت َتصافحُ بعضَ العناوين في دفتر التلفون ،وقارنت َأي ألأسماء تصافح ُحزنك َفي هذي اللحظة ، فاخترتَ ألأسوأ منها ، ومضيت تلونُ حزنكَ يا صاحبي حسب المقاسات ، في البدء كنت ظننتكَ تلهو بنا مثلما كنت من قبلْ، وأيقنت أنك لم تتغير يا صاحبي ، فمازلت َ ذاك الصبي الغرير ، ليس يلائم روحك غير الرضوخ وقول النعم ، ولم تكن ْ غير أرجوحة للتجاوز وامتهان الذليل . أيها الليل يا صاحبي المتكلس بالحزن ، كم كنتُ يوما ،ًأتمنى الندى المتجمعَ في مقلتيكَ يصابحني بابتسامته، ثم يمضي بأرجوحة ِالحب ِفي وهج ِالفجر ِ، يزرعنا مثل ورد َالبنفسج في حديقة ِأحلامه ِ، ثم يمضي إلى غاية ٍمن ترانيم صدق ِالطفولة ِوانتماء ِالشباب ، أنت يا صاحبي تـُمعنُ في حوافي التجاوز ، ثم لا تستسيغُ حواشي الخروج عن القاعدة ، لهذا ترى كل أغصانكِ المورقةِ ، ليس أكثر من هالة ٍللنزوح ِعن بعض ماضيك أيها الليلُ ، يا صاحبي المتكلس ببعض غباء النجوم ، تريث قليلا ً ولا تدع الأرضَ تحت أقدام عاشقيك تمور ، أنت علمتَ كل الندى أن يكون أليفا ً، لماذا ترى كل هذا الجنون ؟؟ أيها ألليلُ يا صاحبي المتكلس بالـ لا سماع ، إياك أن تفرط بمن لا يعرفك غيرك ، أحترس مرة ً واحدة ً، ودع غبائك جانبا ً ، فليس هناك أحبُ إليك من أصدقائك الأوفياء ْ.
#جميل_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ينابيع العراق ودفء الذكريات
المزيد.....
-
-منتدى أصيلة- يحتفي بـ-شغف وإرادة- محمد برادة
-
ماضي الهيمنة والاستعمار.. هل تتغلب الفرنكوفونية على انحسارها
...
-
نعي رسامة تشكيلية فلسطينية استشهدت رافضة النزوح من شمال غزة
...
-
الإعلان 2.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 168 مترجمة على فيديو لا
...
-
مسلسل الدم الفاسد الحلقة 10 مترجمة قصة عشق
-
محاسن الخطيب: فنانة تشكيلية من غزة تنبأت بمقتلها في الحرب -و
...
-
قناديل: يانصيب لنوبل الأدب
-
خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن
-
ولدت بإيران ودرست التصوف وكتبت عن صدام الثقافات.. طريق دوريس
...
-
-نحن نحترق-.. آخر أعمال الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب قبل
...
المزيد.....
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|