مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 12:25
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مجتمعنا مازال مغلف بالعبودية وقد ورثها بشغف ويعشقها وتسري في دمه ويتمثلها في كل تصرفاته وحتى في أحلامه ابتداءً من العائلة من حيث رب الأسرة الآمر الناهي المسيطر المتعجرف والذي لا يقبل نقاشاً للحد من سلطته أو تقويمها ، وما زال يكرر تعاليمه علموهم ...واضربوهم ؟ اهجروهن في المخادع .... واضربوهن ؟ المقدس جامد لن ولن يتغير ولكن الواقع متغير ومتبدل وفقاً للمعطيات الزمانية والتقدم التكنولوجي الذي قلب كل شيء رأساً على عقب ماعدا الكرّاسات الدينية المصنوعة في قوالب قرون مضت من مفاهيم وتقاليد صارت في ذمة التاريخ وأهمها تجارة متدنية الأهداف والتي كانت مترّسخة في أصول المعاملات وقد مرّت عليها الأديان مرور الكرام ومنها الدين الإسلامي وهي مسألة العبودية واسترقاق الإنسان للإنسان والاتجار به واستمرّ العالم كلّه في ممارسة هذه التجارة البغيضة حتى وقّع الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن إعلان تحرير العبيد بتاريخ 2/1/1863وقد دفع الشعب الأمريكي ثمناً باهظاً لهذا الإعلان حيث اندلعت حرب أهلية مابين الشمال والجنوب خلّف آلاف القتلى من الطرفين ، وعندما كانت الإمبراطورية الإسلامية و في أوج ازدهارها لم تستطع خطو خطوة واحدة في هذا المجال بل استمروا في الغزوات والقتل والسلب والنهب واسترقاق الأسرى كعبيد في أسواق النخاسة وفي سوق الجواري ..
ولكن العالم المتحضر وبعد أن تخلصت أوروبا من نير السلطة الدينية أُلغي الرقّ من دساتيره ثم توّج هذا الإلغاء دولياً في أنظمة عصبة الأمم ثم في الأمم المتحدة .. وسارت الدول المنتسبة للمنظومة الدولية في إلغاء الرق والعبودية منها ماكان جاداً ومنها نفذ ولكن باستحياء وخجل .. ولما كانت المرأة هي العنصر الأضعف والتي كانت الأنظمة التاريخية والتي استمرت في الماضي بسلفيته، قد حجّمت دور المرأة في قيادة المجتمع وحتى منعها من قيادة سيارة في بعض الدول و تحاول المستحيل بالسر والعلانية انتقاص حقها وخاصة في إنشاء الجمعيات النسوية الخيرية وفي منظومة المجتمع المدني وحقوق الإنسان والتي تتعارض وأيديولوجية الإسلام السياسي ا لمستمرة في حجب المرأة شَعراً وعقلاً وتكبيل حريتها وإعادتها إلى حظيرة التاريخ كأمة وجارية وزوجة من بيت الزوجية إلى لحدها...كما حدث أخيراً في سورية حيث أصدرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل قراراً بحلّ جمعية مدنية أهلية ناشطة في حقوق المرأة بتاريخ 20/2/2007مع الإبقاء وتشجيع القبيسيات..؟ وقد اتهمت الكاتبة سمر يزبك والكاتب ياسين الحاج صالح من انّ وراء هذا الحل هو ضلوع رجال دين إسلاميين في حث الجهات السياسية والأمنية على اتخاذ إجراءات تقييدية بحق المعنيين وأكدت الكاتبة سمر ... المضايقات التي تعرضت لها نساء الجمعية ، كان عندما تدخل رجال الدين والشيوخ في دمشق ليوقفوا الجمعية عن العمل .. ولكن المرأة قد تثقفت و وعت رسالتها وتنظر بعين العقل إلى ما يخطط لها فيدهاليز الظلام ..وانها مصرّة على نيل حقوقها ودحض فرمانات محنّطة في أقبية الرقّ، ولما كان العالم بأغلبيته يناصر قضية المرأة فالعبودية في زوال وبحتمية تاريخية حضارية أيضاً ، والعالم يسير إلى الأمام والغلبة للإنسانية أولاً وأخيراً
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟