أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ملاك عبد الحسين عطوي - لبنان قاتل الأحلام














المزيد.....

لبنان قاتل الأحلام


ملاك عبد الحسين عطوي

الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 15:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في زمنٍ أصبحت فيه ظروف الحياة قاسية لا تشبه أفكار اللبنانيين، بات حلم المواطن أن يمرّ يومه "على خير" دون أن يحدث "مصيبة ما".
يستيقظ اللبناني وكله خوف من المجهول الذي ينتظره في الخارج، مع العلم أنّ الأمان أصبح في لا مكان ولا زمان. يتوجّه إلى عمله وحالة القلق ترافقه أينما ذهب. توقظ الأم أولادها كي يستعدّوا للذهاب إلى المدرسة، وهي لا تعلم إن كان صوت أحد الإنفجارات سيرعبهم أم أنّ ضجيجهم وصراخ الأساتذة سيُنسيهم إلى حدّ ما ألحان المسيرّات البعيدة عن السلّم الموسيقي.
يعيش اللبناني كلّ يوم بيومه، دون الإكتراث أو حتى التفكير بغد وما بعده.لا أحلام ولا مخططات يحملها الأب ولا الأم ولا حتى أبناء جيل المستقبل. وقد أصبح مرور يوم دون سماع أدوات الحرب هو يوم "رايق" وغريب أو غير معتاد.
أمّا أحاديث السمر فتتشابه بين الساهرين في جميع الأماكن.ناهيك عن قراءة الأخبار المزعجة المهوّلة، التي تحوّل جلسة الراحة والإسترخاء بعد نهار شاقّ إلى حلقة بائسة من مسلسل القلق الليلي.
هل يكتفي الشعب اللبناني وخاصة الجنوبي بالبقاء على قيد الحياة لأنّه يحب الحياة إذا ما استطاع إليها سبيلاً؟ أم يجمّد أحلامه التي لم تكُمل شهورها التسعة حتى يأتي مخاضٌ مبكر ويجهض ما يحمله؟
أيام وشهور صعاب يعيشها المواطن اللبناني، دون أن يعي ما ينتظره. يؤجّل تفاصيل حياته البسيطة،منتظراً حصول معجزة ربانيّة تنقذ البلاد من الغيوم السوداء المتراكمة منذ سنوات. يؤجّل أحلامه التي باتت على شفير الإنتظار ريثما "يروق الوضع". يقنع أولاده، حتى لو كان ابنه وحيداً، بالسفر والعمل خارج لبنان، لأن لبنان قاتل الأحلام.
وعن الوضع النفسي الذي يراود الشعب اللبناني، فقد أصبح لبنان ضمن لائحة الدول المتفوقة في نسبة القلق والإكتئاب. وصار الصغير والكبير يعاني من اضطرابات نفسية جرّاء ما تعرّض ويتعرّض له من خوف وتوتر دائم.
ثم يأتي الوضع الإقتصادي الصعب ليزيد الطين بلّة. فيُجبر بعض الأمهات العاملات على إيجاد مصدر رزق ثانٍ، كي يستطعن تغطية فواتير اشتراك الكهرباء والبنزين والإنترنت والهواتف الخليوية. لأنّ مداخيل أزواجهنّ لا تكفي لدفع المستحقّات الأخرى من إيجارات وطعام وأدوية...
ورغم هذا الوضع المشحون تتجّه العديد من النساء إلى عيادات أطباء التجميل ، وتدفعن مبالغ تفوق رواتب بعض العاملين في القطاع العام.معتبرات أنّ التجميل والإهتمام بمظهرهنّ الخارجي ضروري حتى في حالة الحرب. دون الإكتراث لما يواجهه أزواجهنّ في أعمالهم كي يكسبوا المال.
في هذا البلد " الغريب العجيب" يمكنك أن ترى التناقضات التي تسكن نفوس المواطنين. فبدل اللجوء إلى التكاتف والتعاون تجد الكره والحقد الذي تغلغل بين أبناء شعب واحد هو سيد الموقف. فوسائل التواصل الإجتماعي أصبحت ساحة لمعارك وراء الشاشة مع بخّ السم والفتن التي يمكن أن تتحوّل إلى صراع ميداني إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة بحزم من قبل الجهات المعنية.
وفي خضمّ الأزمات العديدة التي يواجهها الشعب اللبناني ، يحافظ على روح الدّعابة والمرح فيأخذ من المأساة منحىً مضحكاً، ويبدأ بنشر التعابير المضحكة والصور، علّه بهذه الطريقة ينسى همومه الفائضة كي يكمل بقية أيام الأسبوع متجاهلاً ثقل الأعباء الدائمة.

.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد مقتل زميلته وإصابته بطلقة في الرأس.. ماذا حلّ بعنصر الحر ...
- مسؤول إيراني يعلن احتجاز ناقلة أجنبية تحمل وقودا وطاقمها في ...
- غزة تتجمدّ: البرد والمطر يقتلان 14 بينهم أطفال.. ومناشدات أم ...
- -أزمةٌ أثارها عرض -تيثر-: إكسور ترفض التنازل عن نادي يوفنتوس ...
- نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويل ...
- واشنطن تتهم رواندا بجر المنطقة للحرب بعد هجمات حركة -إم 23- ...
- من الأجبان إلى السلامي والسباغيتي.. المطبخ الإيطالي على لائح ...
- شاهد ما فعلته -درون- لإنقاذ رجل عالق فوق سيارة وسط فيضان واش ...
- أمريكا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل في حرب غزة
- تايلاند وكمبوديا تستأنفان العمليات العسكرية رغم وساطة ترامب ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ملاك عبد الحسين عطوي - لبنان قاتل الأحلام