أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - يا زهرةَ الزهرات















المزيد.....

يا زهرةَ الزهرات


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 551 - 2003 / 8 / 2 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


 


أهذه أنتِ يا زهرةَ الزهرات
يا عبقاً متطايراً من وجنةِ الغابات
سلامُكِ من نكَهةِ الشَّفقِ
شكراً للقرنقلِ
خيطٌ مِنَ العبقِ
     قادني إليكِ

صديقةُ البحرِ والمسافات
تعانقينَ بهدوءٍ لذيذٍ
     صباحاتي

تعالَي مضمَّخةً بالفرحِ
     بأريجِ الياسمين
تعالي لا تخشي أوجاعَكِ
سأمْسَحُ عن جبهَتِكِ
     أوجاعَ السنين
تعالي يا صديقتي
فأنا صديقُ الورد والنوارس
     صديقُ المحبّة
     صديقُ الحرف والإنسان!

البارحة زارتني أنثى
     من لونِ الضياء
    مسربلة برداءِ الليلِ
     برداءِ اللهفةِ والانتشاء
طارَ العندليبُ
هلَّلَ حبق الرياحين
     لعبورِ وهجِ الشوقِ
     من خلفِ البحار!

خشخشَ الليلُ فرحاً
ضحكَ القمرُ
عندما رأى بهجةَ المساء
     تغمرُ خشونةَ المكان ..

تتصالبُ أرواحنا عابرةً أثير الشوق
     بانتعاشٍ عميق
لعلّها تتعانق
     على إيقاعِ موجات الحنان
     فوق شواطئ المحبّة ..
شواطئ
     مزنّرة بالسنابل!

أهلاً بكِ
     يا سنبلة السنابل

تعالي يا صديقتي نزرعُ
     توقنا في غابات الحنين
نفرشُ اشتعالات الحلم
     فوقَ نسيمِ الصباح

تعالي نبلِّلُ وجنةَ الروحِ
     بأريجِ الخصوبةِ ..
لعلّها تورقُ اخضراراً
     من لونِ المروجِ

يا صديقتي الموشّحة بالياسمين
أسمعُ تنهّدات فرحكِ المنبعثة
     من خدودِ الليل ..
أرسلتُ إليكِ ليلي كي يعانقَ
      جموحَ روحكِ
      المشتعلة بين ضجرِ هذا الزمان

تعالي كي أفرشَ فوقَ جناحيكِ
     بلسمَ الروح
كي أمسحَ عن جناحيكِ أنينَ الحياة
هل زارَكِ يوماً زهراً من ضوء؟
هل عانقتكِ ذبذبات عاشقٍ
     تائهٍ في دنيا البحار؟

تعالي يا وجعي الأزلي
نفرشُ اشتعالنا
     فوقَ خميلةِ الروح
لعلّها تنعشُ ليلنا الطويل!

تعالي أقبِّلُكِ
  حتّى أعماقِ البكاءِ
فرحٌ يسطعُ في وجنةِ القلبِ

يا وردةً منبعثةً
     من العسلِ البرّي
يا زهرةً مفروشة
     فوقَ شهقةِ الطفولة
     فوقَ وهجِ المسافات

أيّتها السابحة
     بينَ أوجاعِ الليل
تعالي قبلَ حلولِ الشفقِ
أريد أن أمسحَ عن شواطئِ روحكِ
     أنين المسافات
أريدُ أن أزرعَ
     في سهولِ قلبكِ
          بهجةَ البهجات!

أنتِ يا وردتي
     طريّة كالزنابقِ
     كعصافيرِ الجنّة
طيري وحلّقي في سماوات المحبّة
فرحٌ يغمرُ وجنةَ ليلي
تضحكينَ في أعماقِ الحلم
تحلّقينَ فوقَ أمواجِ الشوقِ
     فوقَ أغصانِ الفرحِ
تقبّلين نورساً مفروش الجناحين
     قبلَ بزوغِ الغسقِ

فرحٌ يبعثرُ تلابيب الحزن ـ حزنكِ
تحلّقين فوقَ واحاتِ غربتي
ناثرةً خصوبة الندى
     فوق مخدَّتي

صديقتي
نحن معشر الشعراء
نتوهُ فوقَ نصاعةِ الورقِ
نعبرُ قبابَ السماء
منذهلُ أنا
كيف فاتنا أن نعبرَ تلالَ الحلمِ؟
لماذ لا نفرشُ لظى الروح
     فوقَ خميلةِ أنثانا
لماذا نحرقُ عمرنا بين خشونةِ الورقِ
لماذا لا نهطلُ بحار الشوق
     فوقَ خمائلِ القرنفلِ؟

تعالي يا صديقة حرفي
يا صديقة شهقتي
يا صديقة غسقي
تعالي نزرعُ في وجهِ الدنيا
     بسمةَ الروحِ
     فوقَ نشوةِ الحبقِ

تعالي فأنا أنتظرُكِ
     منذُ فجر التكوينِ
تعالي أيّتها التائهة
     في براري الحلم
     هاربةً من سياطِ الدركِ

تعالي يا عبقي
ننسى عهودَ السياط
عهود الأرقِ
تعالي نطيرُ فرحاً كالأطفال
كعشّاقٍ من لونِ الندى
تعالي نزرعُ خميلةَ الروحِ
     بنكهةٍ مغايرة نكهة الورقِ

مللتُ من نصاعةِ الشعرِ
     من نصاعةِ الأفقِ
     من نصاعةِ الشوقِ
     من نصاعةِ حروفٍ
          تداعبُ رذاذات الورقِ

تعالي فقد آنَ الأوان
أن أفرشَ على هضابِكِ
وهجاً عشقيّاً
     أعبق من الألقِ!

..... ...... .... ....
... ....... ... ...... يُتْبَع!


ستوكهولم: 14 . 6 .2003
     صبري يوسف

 

 

    



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروس البحر إهداء: إلى الشاعرة الحميمة نعيمة عمّاشة
- غربة متصالبة مع خصوبةِ الأرض ........إهداء: إلى الشاعرة الحم ...
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 198 ـ 200
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 196 ـ 197
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 193 ـ 195
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 190 ـ 192
- اللصّ والقطّة
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 187 ـ 189
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 184 ـ 186
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 181 ـ 183
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 178 ـ 180
- جراح في أعماق الحلم
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 175 ـ 177
- هل ينامُ الليل؟
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 172 ـ 174
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 169 ـ 171
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 166 ـ 168
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 163 ـ 165
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 160 ـ 162
- أنشودة الحياة ـ 2 ـ ص 157 ـ 159


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - يا زهرةَ الزهرات