في قطران الليل,
يسكن الشتاء؛
و في زمهرير الإفريز,
تتعرى أمامي النجوم ,
و يلدغ الشراب الأحمر لساني.
استنزلنا نتف الثلج فوق راحتنا؛
وغدت آثار الأقدام في الدرب المتعب,
ذاكرةً إفترعتها العيون.
أريد استشفاف الدفء حين يذوب مثل الملائكة في الثلج ,
أبغي أن تـكون ألسنة الموقد حين تلحس الرمان ؛ وليمة الشتاء .
أذيبي إهابك في صدري ليتعمَّد القلب بنبيذ الورد ,
وانثري بذور الرهبة على صدري لتزهر في الربيع .
امسكي بأنفاسي حين تهب على سنابلك بعد السنوات العجاف ,
علميني غزل القلوب من أشعة الشمس,
لكي أدثر الزهر بدفء الندى .
تذوقي النار التي نشرتها كحبات الرمان أمام الموقد,
لكي تهز قلبي إرتعاشة العشب من قلب الجليد .
********
تتمايلين جذلة في أحضان نسيم الصيف,
ضفائرك تعزف على أوتار قلبي,
و تهمس بأسرار إلى عينيك.
ريح الصبا تهيم في بسمات الغدير,
و أنفاسي تداعب وجنات الأصيل .
*******
تحط السماء في راحتي ,
و البدر يرتعش في غياهب الجب,
حين يغمس الدرويش رغيفه في الماء في أقاصي النهر,
لكي تلقط منه عصافير قلبي.
********
انزلق في حوض ملئ بتويجيات الورد؛
حريرية , حنينها أخضّب به صدري.
شفاه البنفسج تضفي عليّ ألوانها.
أنا مغمور في شذا الثمالة, يمزق شغاف القلب خفقان الرحيق,
أنا معمّد في أزهار تلهث دافئة وراء فراشات الأحلام .
*****
دموعي خجولة لكنها تتعرى أمامي ,
المطر يرسم لها صورة أعلقها على صدري ,
فضة الآلام تفور لتنسكب تماثيل مصلوبة تتعثر بها أيامي.
****
عواصف رعدية,
غبارها الشبق,
يجرف قلبي و يدفن أنفاسي ,
فأتشبث بقش أحلامي .