عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 05:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ادعت المخابرات العسكرية الأمريكية أن تجهيزات الإيرانيين للعراق تمت وفق أوامر من المستويات العليا في طهران. بينما ذكر الرئيس الأمريكي أنه ليس متأكداً من أن القيادة الإيرانية وراء ما ادعاه حول تهريب الأسلحة إلى العراق. ولكن في حين أن الرئيس ومسئولي المخابرات يتكلمون باتجاهات مختلفة من نقطة الصفر ground zero، تبقى الحقيقة المتمثلة: خلال 21 يوماً فإن سبع أقوى الهيلوكبترات العسكرية التي أنتجتها البشرية في التاريخ قد أسقطتها نيران المقاومة العراقية.
يقول الرئيس أنه متجه لعمل شيء ما تجاه هذا الأمر. لكن السؤال هو: كيف؟ إذا كان متجها مع خطته من خلال دعم صفوف قواته بأعداد إضافية من الجنود (21.500) فإن أمريكا ستواجه كارثة.
تقول المؤسسة الأمريكية إن مقتل أعداد من القوات الأمريكية في العراق حصل بسبب الدعم الإيراني للمقاتلين العراقيين.. جيد.. لكنهم ما كانوا ليُقتلوا لو لم يتواجدوا في العراق.. أليس صحيحاً؟ ومن طلب منهم القدوم إلى هنا؟ بالتأكيد ليس الشعب العراقي.
لخّص الرسميون الأمريكان للرأي العام يوم الأحد وثائق مصنّفة تقع في 200 صفحة تتضمن استخدام أسلحة إيرانية ضد القوات الأمريكية. لكن ما درجة مصداقية هذه الوثائق؟ هل تذكرْ وثائق أمريكية مماثلة تضمّنتْ بإصرار وجود أسلحة دمار شامل لدى النظام العراقي السابق؟ الحقيقة هي أن الولايات المتحدة قد أوقعت نفسها في فوضى الأكاذيب والوثائق المزيفة وأصبحت فاقدة لأي قدر من الثقة والمصداقية.
منذ بدأت الحرب على العراق، سمحت الولايات المتحدة بقبول 463 عراقي فقط كلاجئين من جملة 3.8 مليون عراقي لاجئ هربوا من وطنهم. وحالياً تخطط لتقديم 18 مليون دولار فقط لبرنامج مساعدة هؤلاء اللاجئين! الرسالة الأمريكية هنا واضحة تقول "نحن نفعل ما نشاء. ومن واجب بقية العالم تنظيف ما يتولد من وساخات عن أفعالنا هذه. لا نهتم أن ندفع شيئاً لذلك.
بدأت حكومة الولايات المتحدة هذه الحرب على بلد يبعد آلاف الأميال عن أراضيها، متحدية حتى إرادة الأمم المتحدة. وهي مستمرة منذ حوالي أربع سنوات تعيث في البلاد فساداً- العنف والقتل والتخريب- بحيث يمكن أن تقود أفعالها هذه نحو الكارثة في الشرق الأوسط. أما إذا تدخلت طهران في شئون جارها عندئذ تتفتح كل أبواب الجحيم!
إذا كانت فيتنام، أفغانستان، العراق، فلسطين تبعث أية رسالة إلى الخارج فإنها التالية: ليس هناك جيش، بغض النظر عن قوته، قادر على احتلال شعب ما لفترة طويلة دون دعم من عناصر محلية. إنه هذا العامل نفسه الذي أنهى الاستعمار في القرن العشرين. والحقيقة الناصعة المتمثلة بأن الولايات المتحدة غير مقبولة في العراق، تعني كل شيء عدا التزييف والخيانة!
إن الطريقة الوحيدة لخروج الولايات المتحدة من العراق هي قبولها الهزيمة بلباقة graciously. إنها الطريقة التي يمكن أن تنقذ وتصون حياة أعداد كبيرة من الناس في كل من أمريكا والعراق. الفشل في تطبيق هذه الطريقة لا يكلف الولايات المتحدة شبابها فقط، بل يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على كامل منطقة الشرق الأوسط، بل وعلى نحو أوسع لتشمل العالم كله.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟