جميل حمداوي
الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 02:33
المحور:
الادب والفن
في هذا الكتاب المتواضع أقدم مجموعة من الدراسات التي تندرج ضمن نقد النقد؛ لأنها تنصب على دراسة القضايا والمناهج النقدية في مجموعة من الكتب النقدية التي درست التراث العربي القديم والثقافة العربية الكلاسيكية من وجهات نظر مختلفة ومن أبعاد منهجية متنوعة. فهناك من يتبنى مجموعة من المناهج النقدية تحت هيمنة المنهج البنيوي السردي كما هو الشأن لدى عبد الفتاح كليطو في كتابه" الأدب والغرابة"، وهناك من يلتجئ إلى الإنشائية الهيكلية أو الشعرية لتحديد شاعرية الأدب العربي القديم قصد رصد الثابت والمتحول في الشعر العربي القديم كما فعل أدونيس في سفره" الشعرية العربية" ، وهناك من تسلح بالمنهج الأنتروبولوجي لدراسة الأساطير في الشعر الجاهلي على ضوء نظرية اللاشعور الجمعي لدى كارل يونغ.
ويجمع بين هذه الكتب النقدية الثلاثة ثابتان وهما: التراث والمنهج، والأصالة والمعاصرة، والتراث العربي والتقنية الغربية. إنها جدلية تترجم خاصيتي التجريب والتأصيل التي يتأرجح بينها النقد العربي الحديث والمعاصر.
ومن خلال هذا الكتاب يتبين لنا أن جميع هذه الكتب التي بين أيدينا تتناول الثقافة العربية الكلاسيكية شعرا ونثرا أو ما يسمى بالتراث الأدبي العربي. ومن ثم، تعد هذه الدراسات النقدية دراسات تراثية على ضوء مناهج نقدية معاصرة.
ينطلق عبد الفتاح كليطو من المنهج البنيوي السردي، لكنه يمزج معه مجموعة من المناهج النقدية الأخرى التي تسعفه في مقاربة النصوص مقاربة بنيوية شكلية تتمثل في استخلاص الثوابت والمكونات الثاوية في العمق والتي تتحكم في توليد النصوص الأدبية.
بينما الدكتور مصطفى ناصف يدرس الشعر الجاهلي اعتمادا على المنهج الأنتروبولوجي من خلال التركيز على الأساطير والنماذج العليا واستقراء الرموز النمطية في اللاشعور الجمعي لدى شعراء الجاهلية وتأويلها تاريخيا وثقافيا وحضاريا وأركيولوجيا. لكن هذه الدراسة يغلب عليها الطابع الانطباعي ونقص التوثيق وغموض الرؤية المنهجية.
أما أدونيس فيتناول التراث الأدبي من خلال منهجية الشعرية أوالإنشائية Poétique قصد تحديد مواطن الإبداع والتجديد والتحول والشاعرية الحقيقية. لكن الشاعرية التي يقصدها أدونيس هي كل شاعرية تتمرد عن المقدس والثابت الديني.
#جميل_حمداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟