ابراج الثلج

صدام فهد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 06:13
المحور: الادب والفن
    

حين ينام الوطن على كف عفريت ماذا تقول القصيدة ..؟
-1-
دع عنك لائمتي فاللوم ممنوع على جسدي
لا تشتر (العبد إلا ) والشظى معه
دع المكارم ( لا ترحل ،،،،) إلى زمن ،،،،
فلن يفرق بين الشاة والأسد ..؟؟

-2-

إعلانات الخوف توزع عدلا...
الشوارع الطافحة بالدم توزع عدلا...
الأمية بلغت ...
المرض يطوف بكل الأحياء
لا تركب جدلا مرسوما في قائمة الفرقاء
الفجر تحدث حتى ملّ نواظره/ والليل تكتم على أسرار النور
وكل من هؤلاء المنسيين على قارعة النسيان
ماذا يريد الإنسان..؟
يشبع من خطبٍ ولقاءات وحوارٍ حُرٍّ وإشاعات

-3-

الأمس ينبش في ذاكرة العودة
يقشر آخر صفحة عار في باب
الإهمال
الأمس يبعثر خارطة الأجيال
واليوم تنتحر النملة قرب التمثال
تبحث عن قطعة خبز خرجت
من ثوب الفرقاء
آه من تلك الفرقاء....
لو كنت معهم لنسيت الفقراء
لو كنت معهم لتركت الشعر
واشغل نفسي في تعويض العمر الضائع بالأموال
لا لن اعمل هذا أبدا
عندي الشعر الكنز وكيف أبدّل هذا الكنز
بتفاهة دنيا
وقشر خاو لا يعبر بضع السنوات...
أبكي الأحياء وقد أذكرها الأموات..
ماتت جوعا . ماتت عطشا ،
مات حرمانا من طين الطرقات
لم تشرب حتى الماء نظيفا واليوم شربنا آلاف...
ورضعنا أنواع....
وجنينا أنواع....
لكنا خفنا النوم ونحلم حتى الحلم يبيع الأحداق

-4-

هذا زمن التفريط بكل الأشياء
أول من يدفع ثمن الحزن هم الأدباء،
العلماء ،
وآخر من يعلم بالعار
هم السفهاء ،
الطلقاء ،
الجهلاء ،
سقط متاع لا يدري فرقا
بين الألف وبين الياء
-5-

أذكر فأراً يحفر في سرداب القطة يوما،
والقطة تصبر
تتحمل أصوات الحفر
وذات مساء
جاء الفأر ليرجع بيت القطة معتذرا
من هذا العمل الأخويّ
الفأر المسكين
يعرف طعم الرفقة بالجيران
وجار الإنسان الحجريّ
لا يعرف اسم الجار
ويتجسس قرب الجدران
بعد قليل
يذهب للجامع
أين يصلي
يرفع كفيه
ويطلب من ربي الغفران
يتعوّذ من فعل الشيطان
والشيطان أقلّ خطراً جدا من فعل الإنسان

-6-
قل للشحاذ
لماذا يلبس ساقاً من جبس ..؟
قل للمرأة
لماذا تستأجر طفل الجيران..؟
قل للأطفال
لماذا ينسون مدارسهم
ويبيعون الموز على الطرقات..؟
ثم اسمع
وابلع
واجمع ما شئت من الكلمات
واشطب آلاف الأحلام
من الأحلام
تلك سنين خمس مرّت طاح التمثال،
راح الطغيان...
لكن هل ..؟
أين..؟ ومتى..؟ وايان..؟
وكيف..؟ وماذا..؟ وأيّ..؟ وكم..؟
وقد تعبت أدوات الاستفهام..؟
ماذا حملت تلك الأيام..؟
هل يأتي اللغويون بأدوات أخرى..؟
اللغويون سبقوا العصر ..
لو يدرون الدنيا زيفا
لما مسكوا الأقلام...

#صدام_فهد_الاسدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات