نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:40
المحور:
الادب والفن
كنت ُ طرياً كالعاطفة وقصيراً كالكلمة
أبحثُ في الليل عن أبٍ أخافه في النهار
ضمتني إلى صدرها الخشبي عصابة لا تخاف
اجتزتُ امتحان الثرثرة وحواجز الصمت
دستُ عنق حريتي باحثاً عنها
وقلبي عن حبيبتي
مشرعاً روحي لعالم وردي
كان واسعا خلابا كبحيرة
على شاطئها الذائب في الضباب
جسدي يرفرف بأجنحة الرغبة
وخلفي حقد أحمر كقلبي
أقذفه كطائرة مقاتلة
على عالم جعلته أرضا محروقة
كلما اقتربتُ من نفسي
قفز بيننا كالشيطان
كان ذلك منذ وقت بعيد
حيث كان الكلمة هو الله.
بعد وقوع الفأس
وذبول عناقيد الحروف
وتحطم قرون الفداء
واشتعال العمر حتى الرماد
لديً ذاكرة هي عكازي الأثير
مصقولة ومزخرفة كالندم
وأب يراجع يومياته في القبر
وليل أطول من أي نهار.
في كل خطوة
يلمع نبع قديم
يعبر بسرعة الحلم
وخلفه مواكب خيبات.
إلى أن يضمني عشنا العالي
حيث جناحاي الواسعان
لو تضافرت كل الأحلام
لن تصوغ امرأة بسموّها
ولو تفننت جميع المخيلات
لن تحوك فتى ببريقه.
بين كلمة كبيرة خرقاء كعالم أو وطن
وفعل صغير جميل كحب أو بيت
تطير بي أرجوحة السعادة.
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟