أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبدربه - حضور الوجود الهيدجري في النص البارتي














المزيد.....

حضور الوجود الهيدجري في النص البارتي


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 20:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعل بارت افرض مساحة للنص لكي تتكشف، لكي تبذل مجهودا كبيرا ومتعدد لتحضر، فالنص البارتي دائم متواجد، عبر كينونة تخصه، ينفتح بشكل مذهل ومستمر، هذه الكينونة هي كينونة هيدجر، حيث هناك تتمثل الكينونة لدي هيدجر حول ان الكائن يتمثل في الانفتاح عبر العالم والوجود، وليس هناك وجود للذات الا عبر ذلك، وكذلك النص لدي بارت لا وجود له حقيقي الا بانفتاحه الدائم مع القاريء.

. حيث استبدل بارت القاريء بالمؤلف، فقد ازاح بارت المؤلف الذي له سيطرة علي النص الي القاريء، فكانت الذات التي تعني القاريء بالموضوع الذي يعني النص في حالة انطلاق دائم بشكل تفاعلي فليس هناك سلطة علي الاخر، يتعانق الانسان مع الاخر الذي هو النص في حالة انسجام من التكشف والتحاور الدائم، وذلك هي فينولوجيا وجودية هيدجر بامتياز.

يفقد النص لدي بارت الي المعني المحدد، فليس هناك تأويل واحد للنص او معني وحيد، بل ليس هناك معني مختلف عليه، فهناك حالة اللامعني في النص وفقا لبارت، فتكون هناك كينونة داخلية للنص تحدد تجدد وتكشفه بشكل مستمر، فهذا التكشف والاخفاء هو هيدجري ايضا، فالتكشف والاخفاء شيء حاضر لكينونة الوجود للكائن لدي هيدجر، حيث يشير هيدجر الي وجود معني في العمل الفني ولكنه متكشف ومتحجب بشكل دائم، حتي لا يكون هناك معني محدد، ولا يمكن الوصول اليه حسب جادمر الامتداد الهيدجري للوجودية الفمنيولوجية.

يستأنف بارت الي اعتبار النص شيء مستقل بذاته يجب البحث عن كينونته، فهو ليس تابع للمؤلف او القاريء او ثقافة معينة، او واقع سياسي او اجتماعي، او أي ابعاد نفسية او اقتصادية، فليس هناك سيطرة او طبقات عليا تشغل مساحات للسيطرة والنفوذ علي النص، ذلك يجعل ان هناك امتداد واسع لتفسير كينونة النص البارتي وفقا لتوجهات هيدجر الذي يشير الي وجود حالة من الانشغال لكينونة الكائن في الوجود، حيث هناك دائما حركة وتفاعل بين الذات والاخر، ووفقا لبارت هناك مساحات للتناص بين النصوص، فالنص يتفاعل ويتشابك مع النصوص السابقة والحاضرة، فهناك بحر من التداخل بين النصوص.

يشير بارت الي وجود شفرات ومستويات ودلالات وعلامات للنص لا تنتهي من الظهور والوجود، فهناك دائما مستويات فوق مستويات، وطبقات فوق طبقات، هذه التشابكات للنص وفقا لبارت هو تشريحي وجودي بامتياز، حيث يسعي بارت نحو الوصول الي ما مخفي في كينونة النص، ولفت الانتباه الي ما هو غير مهم وهامشي في تكوينات النص، وذلك بفتح المجال الي مستويات اخري للتأويل والتفسير تتعلق بفهم كل ما يخص النص وما يدور بداخله.


الاخر هو الذات المتمثلة في المرآة، والذات في احدي حالاتها المختلفة، فالذات والاخر لديهم حالات مختلفة، لا يمكن ان يحدث تماثل كامل، ولكن في كل نظرة للذات في المرآة تري جزء منها في الاخر، هذا الاختلاف في كل نظرة، هو ما يصنع المعاني الكثيرة في الحياة مثل التشابه التفاهم الجدلية، والحب والخير والعود الابدي العلاقة مع الاشياء والاشخاص.

فليس هناك علاقة تفصل بين الذات او الاخر بالاساس، فليس هناك ما يسمي بالعلاقات التي تشير الي الانفصال، وانما هناك حالات منعكسة بشكل دائم بين الذات والاخر، فهما بالاساس داخل بعضهم البعض، فوعي الذات ينتج نفسه عن طريق الاخر، هناك اختلاف ايضا ليس بمعني الاختلاف كما هو يظهر في المعاني واللغة، وهو اختلاف في الحالات المتبادلة بين الاخر والذات، فهو لحظة اختلاف مبنية علي الاندماج بين الذات والاخر وانهم جزء من بعضهم البعض، وليس الاختلاف نتيحة لمصطلح العلاقات الذي يحمل مضمون الانفصال.


الوعي دائما مفكك فكلما كون معني ما يحدث تغير و انهيار به او تبدل وذلك ينعكس علي حركة العقل المختلفة فليس انتظام في العقل لانه وان كان اكثر استقرار من الوعي الا ان يستلب دائما عن طريق الوعي الذي يعيه لذا فالنسبية والتشتت هي سمة الذات فما يرتبه الوعي اليوم مِعني في الغد يصبح معني اخر او نفس المعني ولكنه متطور بشكل مت او متداخل مع معني اخر هذا الازدحام من التغيرات في المعني هو ما يجعل هناك صيرورة واستمرار للوعي وإدا توقفت هذه التغيرات في المعني فانه يصبح الوعي فاقدا لديناميكيته وفعاليته ويتجه نحو سلب للوعي وتجاوز الواقع ويصبح الوعي مزدحما بمعاني منغلقة هذيانه او يكون الوعي مجنونا



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما (3)
- تمثلات وخطابات الشهوانية المتعددة في السينما
- ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما (2)
- ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما
- ثلاثة ملاحظات عامة حول البلاغة والاستعارة في جماليات السينما
- ثلاثة ملاحظات عامة حول البلاغة والاستعارة في جماليات السينما
- ملامح وسمات عامة للفلسفة الوجودية في السينما والافلام
- السينما والفلسفة في ستة أفلام من مصر والعالم
- ملاحظات في دراسات السينما والفيلم
- افلام تجريبية موسيقية تتحدي الليل والمسافات
- مختصرات عن أهمية السيميائي كريستيان ميتز في نظرية الفيلم
- انواع النقد بين الغابات والنظرية المتعددة
- دراسات ومصادر حول الفرنسي السينمائي كريستيان ميتز
- ملامح التفكير الناقد في كتاب في التربية لبرتراند رسل
- شاعرية التكرار في الخطاب السينمائي
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ...
- سولوزو التركي.. بارانويا الطعنات في “الأب الروحي”
- ماركو بيلوتشيو بين الشعر الهادئ وجماليات السينما الايطالية
- لوكا برزاي.. القاتل المحترف في “الأب الروحي”
- ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي


المزيد.....




- عائلة شماسنة الفلسطينية تتهيأ لاستقبال ابنيها بعد 34 عاما خل ...
- مارغوري من نظرية المؤامرة إلى الاعتراف بـ-الإبادة الجماعية- ...
- ترامب يهدد بوتين بإرسال صواريخ توماهوك لأوكرانيا
- بقيمة 27 مليون دولار.. بريطانيا تكشف عن حزمة مساعدات لغزة
- إيران تعلن عدم مشاركتها في قمة شرم الشيخ للسلام
- بعد 50 عاما على سرقتها.. سيدة تعيد قطعة أثرية إلى اليونان
- -رسالة تحذير-.. ترامب يلاعب بوتين بورقة -توماهوك-
- كابل تتهم مجموعات في باكستان بتقويض العلاقة بين البلدين
- إعلان تشكيل حكومة فرنسية جديدة برئاسة لوكورنو
- ترامب يلوّح بتحذير بوتين بشأن احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبدربه - حضور الوجود الهيدجري في النص البارتي