الولايات المتحدة العراقية ...؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

.. أما آن لكم أيها العراقيون أن توقفوا هذا النهر من الدماء الزكية على خلفية خلافات مذهبية من عهد ( ياجوج وماجوج) والإعلام المرئي العالمي قد غزا بيوتكم ، ألا تقارنون كيف يعيش ويحيا الآخرون بعزٍ ورفاه ، ألا تشاهدون وبالانتخابات الحرّة النزيهة يسقط رجل في الانتخابات الألمانية ( مستشار ) لتحل محله امرأة .. ألا ترون أن في أمريكا لو كان رئيس الجمهورية من نسل الألهة لايمكنه أن يستمر في الحكم دورة انتخابية ثانية فقط وبانتخابات ديمقراطية . وهو رئيس أقوى جمهورية في العالم ولا يستطيع أن يشطب أي اسم لأي شخص كان من الترشح للانتخابات البرلمانية ولا يمكنه مطلقاً أن يلغي أي قانون صادر عن سلطة تشريعية بحجة الولي المعصوم .. يا ناس يا شعب الماضي فات ومات ومن تولولون عليه أوعليهم شبعوا موتاً وصارت عظامهم رميماً وآلاف الأفراح والأعراس أقيمت وتقام وأنتم في بكاء ونواح وحزن متواصل . انفضوا غبار هذا الماضي عنكم الذي لم يعد ينفعكم ولن يفيدكم بشيء . أرض العراق شاسعة واسعة حباها الخالق بالماء والجبل وبقية صحراء ونبع من البترول . لماذا لا تستثمرون هذه النعم وتعيشون بسعادة وهناء ، لماذا لا تلغوا تاريخ ذبح وسلخ وإعدامات وسحل من سجل تراثكم الآفل .
إن ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هما مقالين ألأولى للدكتورة المناضلة كاترين ميخائيل بعنوان ( رسالة مفتوحة إلى شيخ المشايخ القرضاوي) – الحوار المتمدن تاريخ 11/2/2007 والثاني للكاتب الشهير سيد القمني والذي رحّب بعودته إلى الكتابة السيد جاسم المطير كما نحن سعداء بعودته ومقاله بعنوان ( ومن دخل بيت التربيون فهو آمن ( في الحوار أيضاً بتاريخ 13/2/2007
وسأدون مقتطفات من مقالة الدكتورة كاترين ..
.. أنا امرأة عراقية ناضلت طوال حياتي كي اقضي على النظام الدكتاتوري المقبور الدْي انت لا زلت تدافع عن بطله المجرم الطاغية صدام حسين المقبور ... انا عراقية ادافع عن كل انسان يقتل على ارض بلدي من عراقي وغير عراقي . اطالب ان يرجع العراق ان يعيش بسلام بكل مكوناته الحالية العراقية وغير العراقية . . لكني ارفض كل من يشجع الى ثقافة الدماء والعنف والاعتداء على اعراض النساء في العراق مهما كانت جنسيتهم او هويتهم وانت احد المسؤولين عن هدْه الدماء الزكية وهدْه الخروقات غير الشريفة لو سمحت شيخ الشيوخ ان تجب على الاسئلة التالية .
1- اين كنت وفتواك العظيمة من قتل ابرياء الشعب العراقي ايام كان صاحبك المجرم يمطرنا باسلحته الكيمياوية.......
2- اين كنت واين كانت فتاويك الجبارة عندما كان صاحبك المقبورصدام يقتل الالاف ويهجر المئات من ابناء الجنوب العراقي وكلكم ساكتين خرسان عسى ان يخرسكم الله اليوم ....
3- لمادْا لم توجه صواريخك السامة الى حكومات الدول الجارة التي تعبث في سكب دم المواطن العراقي كي تبعد نار المحاسبة عليها من قبل شعوبها ومن الموقف العالمي من النهج الديمقراطي....
4- لمادْا لا توجه اسهمك الي الدول الاسلامية التي ترسل المجاهدين باسم الاسلام لقتل ابرياء الشعب العراقي؟
5- هل صدرت اية فتوة من حضرتك عندما اشعل الحرب صاحبك الجلاد المقبور على اولاد الفقراء من الشعب الايراني ودْهب ضحيتها الملايين من الشعبين العراقي وشعب الجارة ايران ؟؟؟؟
6- هل نطقت بفتوة عندما غزت جيوش الطاغية المقبور على الجارة الكويت ادْ قتل اولادها وخطفت نساءها وهربت اموالها على ايدي كبار الضباط العراقيين اين كنتم ياايها العربان الشهامى ؟؟؟؟؟
اليوم تقف بدون خجل لتزرع الفتنة ثانية بين الاكراد والعرب وهم يعملون مع بعض في الحكومة العراقية . اود اعلامك المشكلة هي بين الطوائف العربية . انتم والدول الجارة تتحملوها . يشرفنا ان يكون الرئيس العراقي كردي او من اية قومية او دين دْو اصل عراقي .
نحن شعب عريق كنا وسنبقى نعيش مع بعض من كل الاديان وكل الطوائف وكل القوميات ارحلو عنا ودعونا نبني بيتنا بانفسنا .انا اليوم اوجه ندائي الى كل الشرفاء في العراق وفي المنطقة كي ينهضو ضد كل مشعلي الحروب والفتن والعنف وانت احدهم .
اوجه ندائي الى كل المثقفين العراقيين ومثقفي الشرق الاوسط بتقديم دعوة قانونية على مستوى المحافل الدولية والاقليمية لمحاسبة امثالك.
هل تستطيع ان ترد على هدْه الاسئلة ما اصعب اجابتها عليك , وما اسهلها عندما تأتي من مواطنة عراقية غيورة على بلدها وشعبها .
وهذه مقتطفات أيضاً للسيد القمني من مقاله المذكور
كنا نتمني لو رأى عمر رأياً في تداول السلطة و تنظيم الدولة وآليات مراقبة الحكام أو أن يرى ما يراه عامة الشعب ؛ أو أن يرى للمسلمين كلهم حقاً في الترشيح والانتخاب بإقامة مجلس شيوخ ؛ أو حتى جمعية عمومية مثل تلك التي أقامها الروم في القرن الخامس قبل الميلاد...
حددت دولة روما معنى المواطنة و حقوق المواطن وواجباته ؛ وكان المواطنون هم نسل القبائل الثلاث الأصلية في البلاد ؛ أو من حالفوهم أو تبنوهم . إضافة إلى منح حق المواطنة للغرباء الذين تمنحهم روما المواطنة لما قدموه لها من إخلاص . و مع هذا التاريخ البعيد لم يشهد العالم دولة حرصت على مواطنيها و حقوقهم قدر ما حرصت روما .
كان المواطن محصناً ؛ له حصانة من التعرض لأي قهر أو عسف أو ظلم أو إرهاب أو إرغام ؛ لأنه كان بإمكانه أن يرفع شكواه ضد أي موظف أو أي سلطة إلى الجمعية الوطنية العمومية .
كان المواطن عضواً في مجلس مئوي ؛ وكل مائه لها رئيس منتخب ؛ و مجموع الرؤساء يشكل أعضاء الجمعية الوطنية ؛ هم من يختارون الحكام ؛ و ينظرون في الإجراءات التي يعرضها الموظفون أو مجلس الشيوخ لتجيزها أو ترفضها ؛ لأنها كانت هي كل الشعب .
من العودة إلى المقالين نجد أن الدكتورة كاترين العراقية أولاً ترفض الفتنة بين الأكراد والعرب في ردها على طلب القرضاوي الذي شمّت فيه فتوى تحريض ضد منطقة عراقية آمنه وزرع الفتنة بين الأكراد والعرب ، ويشرّفها أن يكون الرئيس العراقي كردي أو من أية قومية أو دين ( ذو أصل عراقي) وتدعو العيش مع كل الأديان والطوائف والقوميات
والسيد القمني يعيدنا إلى القرن الخامس قبل الميلاد ونهضة روما الاستقلالية الديمقراطية العلمانية الحديثة التي مارستها في تلك الأيام الغابرة عندما أعطت الحق لكل مئة رجل من الشعب الروماني المكوّن من نسل القبائل الثلاث الأصلية في البلاد ؛ أو من حالفوهم أو تبنوهم . إضافة إلى منح حق المواطنة للغرباء الذين تمنحهم روما المواطنة لما قدّموه لها من إخلاص ، أعطت لكل مائة شخص كما ذكرنا ينتخبون واحداً منهم وهو رئيس هذه الجماعة المئوية وهؤلاء الرؤساء يشكلون أعضاء الجمعية الوطنية ؛ وهم يختارون الحكّام وينظرون في الاجراءات التي يعرضها الموظفون أو مجلس الشيوخ لتجيزها أو ترفضها ؛ لأنها كانت كل الشعب وهي الناظر الوحيد في أي حكم بالإعدام يصدر ضد مواطن وفي إعلان الحرب وفي عقد الصلح ( وليزداد عجب القاريء هؤلاء بحكومتهم الراقية كانوا وثنيون )
ولما تقدم ألا يستحق العراق العظيم حكومة تآلفية تتكون من كافة أطياف المجتمع العراقي في مجموعة دول ودويلات من العربي والكردي والفارسي والتركماني والآشوري والكلداني من السني والشيعي واليزيدي والصابئي والمندائي كلٌ في حيزٍ جغرافي يشكلون ولاية مهما صَغُرَت وكل مائة منهم ينتخبون رئيساً ومجموع الرؤساء لكل دولة تشكل جمعية وطنية للولاية وكل جمعية وطنية تنتخب ممثلها
ليكون عضواً في الجمعية العامة المركزية للدول المتحدة فيدرالياً والتي تحترم شعوبها وتصون أرضها موّحدة والأرض أولاً وأخيراً هي الهوية الأصلية لكافة مواطني الدولة الموّحدة ، كما هي عليه أمريكا اليوم في ديمقراطية علمانية حضارية رائعة كل مواطن يتمتع بحريته الدينية ومذهبه الديني وعقيدته السماوية أو الوضعية وبفكرته القومية بحرية وكرامة ولكن ضمن إطار قدسية الأرض ... هل نحلم في حلٍ عقلاني .... ؟‍ كان أسلاف البشرية في القرن الخامس قبل الميلاد قد توصلوا إليها .....

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات