أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - مصالحة وطنية ام مصالحة سياسية














المزيد.....

مصالحة وطنية ام مصالحة سياسية


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الطائفية التي يتمسك بها المتشددون في تصوراتهم الساذجة ، والتي يعتقدون بأنها تدفع إلى الاستفادة من الأوضاع التي تضعف الأخر ، لم تحقق لهم ما يريدون لأنفسهم ، بل تؤدي إلى أضعافهم جميعا بفعل التحديات المشتركة الرافضة لهم و أصبح من الأفضل والأجدى نفعا هو الوضوح في فهم الأخر الذي يساهم في تقريب الأفكار وتوازن الأحكام ، وانفتاح الإنسان على الإنسان والموقف على الموقف .ويساهم على الاتصال الفكري وعلى الفهم الحقيقي للأخر .. والوقوف معه على قاعدة الحق التي تتيح اختصار الجهد المبذول في مناقشة الأخر فيما قد يلتقي معه .
إن اللعبة السياسية الدولية والإقليمية والمحلية تخطط لإثارة الصراع المذهبي والطائفي في هذا البلد الإسلامي أو ذاك من خلال بعض الاختلافات التي قد تكون ناشئة من أوضاع شخصية أو مادية أو أوضاع أخرى ، وبعض الأوضاع السياسية التي لا تتصل بالإسلام بصفته الدينية بل تتصل بالانتماءات السياسية والدولية والإقليمية التي تخضع لهذا الجانب أو ذاك في علاقاته العامة أو الخاصة من خلال خط سياسي أو مخابراتي أو اقتصادي .

إن الحرب التي تدور في العراق لم تكن حربا طائفية بل حرب سياسية حتى ولو كانت قد لبست الثوب الطائفي ولم تكن حربا بالعمق والخلفيات ، بل كانت حرب غرباء على أرضهم ولا زال اليائس والإحباط يسيطران على الواقع العراقي في فوضى سياسية واجتماعية مدمرة . إن دراسة هذه الحرب تكشف لنا بوضوح المخططات التي تعمل على تدمير هذا البلد تدريجيا وإفقاره من خلال التخطيط لإهدار ثرواته في النزاعات الداخلية وتعطيل أي مبادرة للاستفادة من ثرواته الطبيعية حتى لا يصل إلى درجة الاكتفاء الذاتي والانتعاش الاقتصادي وإبقاءه في حالة من الحاجة إلى المساعدات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تتحرك بالضغوط والشروط التي تؤدي إلى السقوط السياسي والاقتصادي والأمني .

إننا لا ننكر هنالك مشاكل في الدائرة الإسلامية لكنها لم تصل إلى الدرجة التي لا يملك القائمون عليها حلا بالقتل والتهجير بل هي تماما كالمشاكل التي يعيشها المسلمون في الساحة السياسية المتعددة والمعقدة وهذا ما نلاحظه في الصراع بين الحكومة والمعارضة داخل البرلمان حيث إن الصراع في عمقه الحقيقي ليس صراع مذهبي أو طائفي بين أبناء الدين الواحد بل هو صراع الخطط الخارجية التي تستفيد من الحسابات المذهبية والطائفية في مناطق التخلف الفكري .

لقد دأب الكثيرون على استغلال الدين كمادة سريعة للاشتعال انطلاقا من التخلف الثقافي والفكري الأمر الذي أطلق الانطباع بان الدين الإسلامي لا يستطيع إن يخدم السلام ، لأنه يشجع على الصراع ويخلق التوتر ويقود إلى الحرب ويعمل على إلغاء الأخر ويشجع على القتل ويعتبر العنف أساسا للتعامل ، هذا الفهم الخاطىء للإسلام كان وراء التصريحات التي أطلقها البابا والتي تسيء إلى النبي (ص) والإسلام بشكل عام.
إن اعتبار الدين حالة روحية لا تبتعد عن الانفتاح الفكري يحقق للإنسانية في حركتها الدينية والثقافية ، الكثير من الغنى والعمق والحركة الشمولية في حركة الاجتهاد المتحرك في اتجاه دراسة ما عند الإنسان المنتهي وما عند الإنسان الأخر ، مما قد يكشف لنا الخطأ في بعض ما نفكر به أو ما نتحرك فيه أو ما ننتمي أليه . وإذا استطعنا إن نتخلص من جمود التقليد وتحجر الذهنية في مضمون الانتماء ، فإننا سوف ننفتح على أفق جديد من التقليد ونتحرر من هم مستقبلي حضاري كبير



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب والتالق في فلسفة الباطل
- لعبة السياسة المارقة
- الورقة الاخيرة


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - مصالحة وطنية ام مصالحة سياسية