أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - الحب مش حرفين, بل اكبر















المزيد.....

الحب مش حرفين, بل اكبر


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 09:02
المحور: الادب والفن
    



من منا لم يردد اغنية جبل لبنان وديع الصافي, (الحب هالحرفين مش اكثر.. ليه بيطلعوا اد الدني واكبر)؟, من منا لم تحلق به اغاني الحب بعيدا في عالم الخيال, وترسم له صورا لشقيق الروح؟
يحتفل الغرب وبعض عوالمنا العربية المعقولة بيوم الحب, بعد ان ابدعوا يوم للشجرة ويوم للام ويوم للاب وغيرها, وكلها لتسهل علينا ايامنا التي تكاد تدفعنا للكفر بالحياة من كثرة القسوة الحالكة التي تلف حياتنا!
لكن مازال هناك من يستنكر, من عالمنا العربي والاسلامي, الذي لم تشبع غربان الموت فيه من الاحتفال بالموت اليومي والقتل العشوائي, يستنكروا الاحتفال بيوم الحب, على انه بدعة غربية, اما القتل والخطف حتى لو جاء من الغرب فلا باس به!
نسوا اننا ارض الحب والعشق بكل انواعه العذري والجسدي او الحضري كما يسمونه. من منا لم يبك وهو يقرا قصة قيس وليلى, او جميل بثينة؟. من منا لم تبهره شجاعة اؤلئك العشاق وقد تسموا باسم الحبيبة وتخلدوا بذلك فبقي حبهم سرمديا تتوهج به الاجيال.
لم يكتف البعض بتناسي تلك الاشراقات الانسانية السامية, بل تصلنا قصص قتل الحب, قصص الموت من اجل الحب! كأنهم لم يكتفوا باشكال القتل والموت الاخرى التي سجلنا بها ارقام قياسية! فيقتل الاخ اخته بدم بارد وروح حاقدة. في الاردن يقتلها لانه لمح صورتها على موبايل صديقه, قبل ان يعرف كيف وصلت الصورة, ربما اخته لم تلتق بذلك الصديق! او لماذا لم يعاقب صديقه, بدلا من اخته, شقيقته؟ انه الجبن, فهي العنصر الاضعف. كما هو في قتل الاطفال والابرياء بالعراق اليوم, انهم الاضعف لذا يسهل قتلهم من قبل الجبناء!.
وفي امريكا التي يترصد اهلها كل خطأ منا, ليشهروا بنا تناقلت صحفهم يوما, ومنها المجلات العربية, قصة قتل فلسطيني يقيم هناك لابنته بمساعدة امها! لانها احبت زميلا زنجيا! كيف لغريزة الامومة او الابوة ان تتلاشئ من اجل افكار عنصرية ورؤيا بليدة متخلفة؟.
تلك الصور جعلت منا مشوهين, نخاف الحب, نخاف العلاقة الانسانية السوية, نتغاضى عن الخيانة, نتغاضى عن جريمة تشويه الانسان او عزل الاخر.
بل لانعرف حتى الاحتفال بمناسباتنا , بالوقت الذي نرى مهرجاناتهم ومنها يوم الحب, وسيلة للفرح والبهجة, يحتفلوا بها ليجددواعهدهم للحياة ان يواصلوا الحب من اجلها, من اجل حماية الانسان روح الله او بنائه.
بينما تحفل مهرجاناتنا بمظاهر الحزن والكآبة, يتلذذ البعض بها بتعذيب الذات, وهو الذي يتعذب يوميا على يد غربان الموت, او بسبب فقدانه لابسط شروط العيش! دون اخذ العبر والدروس من القصص التي نحتفل بها سنويا.
حتى في المولد النبوي لانرى اي ابتهاج احتفالي , ليس هناك غير قراءة القران وهو مانفعله باحتفالنا بالموت في المآتم, او الندوات التي لاتختلف عن الندوات اليومية التي تصدعنا بها بعض الفضائيات. حتى الاعياد بعضنا يحتفل بها من خلال زيارة اضرحة وقبور الموتى!
ليس هناك معادلة لذلك الحزن. فهل حقا ديننا يامر ان نكون حزانى كئيبين طوال العام؟ هل معقول ان يخلو تراثنا او تاريخنا من شئ فيه فرح وبهجة للاحتفال بالحياة؟ فلماذا نستكثر على حاضرنا ان يختلق تلك المعادلة, يوم للفرح واخر للحزن واللطم؟.
فالغرب سلفا اخذوا منا الكثير لم يعترضوا عليه, لم يسموه بدعة بل طوروه ووظفوه لخدمة بلدانهم وشعوبهم. فاحتفالهم الربيعي, بعيد (ايستر) له علاقة بالالهة (عشتار) واحتفالها بعودة اله الخصب (تموز او دموزي) للحياة في الربيع, الذي البسوه لباس الدين. ونحن سميناه عيد الشجرة. بل اغلب العلوم التي لديهم انتقلت لهم منا يوم كنا مدرسة ومنبرا للعلم والموسيقى والغناء
واليوم اخذنا منهم اختراعاتهم لم نسميها بدعة, ولكنا اسأنا استخدامها لتكون وبالا علينا, فاستخدمت من قبلنا, ضدنا, كما هو الحال بالانترنت, على سبيل المثال, الذي ابدع به (مجاهدوا القاعدة) واشباههم لينقلوا صورة مرعبة وكئيبة عن كم الحقد والتلذذ بالقتل الذي يتباهى به هؤلاء, بقتل اخوتهم بالوطن والدين وليس قتل الاعداء فقط, استخدموا بدع الغرب ذاتها لينشروا سمومهم التي شوهت الاسلام والانسان العربي والمسلم.
لكنهم يستنكروا الاحتفال بيوم الحب! او الفالانتاين نسبة للقديس فالانتاين, الذي يقال انه ولد بيوم 14 من فبراير, ليستغله العشاق كمناسبة لشحن حالة الفرح, وتجديد العهد للحياة. وهو مهرجان اخر من المهرجانات التي ابتدعوها ربما لاغراض تجارية, فتلك المهرجانات هي وسيلة اخرى للتجارة وانعاش اقتصادهم. ولكن كم هو جميل ان يتسارع الشباب لشراء الزهور والهدايا الصغيرة لمحبيهم, بدلا من شراء السلاسل ليضربوا بها اجسادهم الطرية.
فلم الاعتراض على الاحتفال بهكذا مناسبة؟ لم لانأخذ منهم تلك الاشياء الجميلة, ونطورها او على الاقل نربطها بتراثنا الجميل, ذلك التراث الذي لم نأخذ منه غير العنف والقتل وكره الاخر والغائه.

ازلية الحب يخلده عاشقا العصر الحجري

اكتشف علماء الاثار حديثا هيكلان عظميان في شمال ايطاليا, لاثنين ماتا قبل اكثر من خمسة الاف عام. احدثا ضجة اعلامية كبيرة اعتبرها البعض اجمل هدية للعشاق في يوم الحب, شاب وشابة, تدل على عمرهما اسنانهم السليمة, متعانقان وتتشابك عظاما الاذرع لدرجة يصعب فصلهما لذا تقرر الجهات المختصة عدم فصلهما لاجراء الفحوص المختبرية, بل قرروا رفع كل الارض التي تحوي الهيكلان لكي لايقلقوا تلك الصورة المعبرة التي حركت مشاعر الجميع, والتي كأنها تقول ان الحب اقوى من الموت, وباق ازلي وقد صمد كل تلك العصور. لنرى عناقا ابديا, مازالا يتطلعان لبعضهما بوجد نكاد نراه مجسما من خلال تلك الجمجمتين, فتلك الصورة اعادت الخيال عبر تلك العصور لنرى بهما روميو وجوليت, قيس ولبنى وغيرهما من الاف العشاق الذين تخلدوا بالقصائد والكلمات. لكن عاشقا فالداروا او (عاشقا العصر الحجري), خلدا حبهما من خلال جسديهما وقد تعانقا باصرار متحدين الموت ليجددوا تلك الاغنية التي تقول "الحب اقوى من الموت, ولاتقدر اعتى الفيضانات على جرفه".
صورة الهيكلان العاشقان, تطل بعد الاف السنين لتسخر من مقولة "لايفرقنا الا الموت" او مقولة الشاعر "القبر يمنع عناق الاحبة". لقد بقي عقد قرانهم معقودا لم يفل رباطه الموت الذي لابد ان وراءه قصة اخرى, فقد وجدوا سهما يخترق العمود الفقري للرجل واخر في جنب المرأة , ربما هي قضية شرف! , لكنهم اصروا على الموت معا.
او ربما هم ضحية هجوم قبيلة معادية, لكنهما تعانقا ليخفف ذلك العناق من الم وفزع الموت, ليخلدوا حقيقة الحب وسرمديته.
لكن ماسر تلك القوة في ذلك التلامس في ذلك العناق؟ ماان يلد الطفل حتى تلد معه تلك الحاجة للمودة لحميمية اللمسة الجسدية, للتدفأ بحضن الام وذلك مايمنحه القوة. تقول الكاتبة الانكليزية (سالي امرسون) ان الاطباء في مستشفى سان فرانسسكو, اعتمدوا طريقة حديثة مع الاطفال الخدج المولودين مبكرا والذين عادة مايوضعون في حاضنات زجاجية لحمايتهم. فجربوا ان يعيدوهم لامهاتهم لاحتضانهم لعدة ساعات باليوم, فاذهلتهم النتيجة, فاؤلئك الاطفال نمو بشكل مضاعف عن الذين حرموا من لمسة الام!
من منا لم يلجأ للام او الاخت او الابن او الحبيب في ساعة الحزن والاكتئاب, في ساعات القهر والغضب, لنلمس سحر العناق واللمسة الحنون التي تزيح بعض من تلك الهموم كما تزيل الرياح الغيوم.
الحب واللمسة صنوان, لهما مفعول سحري الذي لايمنحه اي دواء, وعناق المحب قادر على تخفيف الالم وابعاد اشباح الخوف والوحشة. فالعناق والتلامس الفيزياوي الجسدي للشخص المهموم اوالمصدوم اوجد غريزيا بالبشر ليخفف عنهم, ربما هي وسيلة اخرى للدفاع عن النفس ازاء قوى خارقة لانقدر على مواجهتها.
كثير ماكانت ابنتي حين كانت صغيرة تاتي باكية لرؤية الدم يسيل من جرح بيدها او قدمها , ما ان اقبل مكان الجرح, حتى تبتسم متناسية الالم تماما.
فمهما حاول الانسان ان ينعزل ويتقوقع في محيط التكنولوجيا الحديثة اليوم, من ماسنجر وكمبيوتر وموبايل اواغاني يسمعها لوحده من تلك الاجهزة الدقيقة (آي بود, او أم بي 3), يبقى بحاجة للتواصل مع الناس, يبقى ضامئا للمسة حب, لبهجة الوجد الغامرة, لذا هو يتحايل على الطبيعة وعلى اعداء الحياة الذين مازالوا يزرعوا الموت والبغضاء في كل ركن, فيبتدع اعراسا واعيادا للحب وغيره . فما أجمل هكذا بدع!
فهاهو الحب ينتصر بالعراق بالرغم من الحملات المسعورة التي تشنها اطراف حاقدة كثيرة من قوى الاحتلال, وغربان القاعدة او انصار النظام المقبور, او من عرب وعراقيين اغبياء موتورين, لزرع الكره والضغينة بين ابناء العراق من سنة وشيعة. فنجد لهذه اللحظة يقف الحب متحديا منتصرا, ليتزوج الاحبة بمباركة اهلهم وكل الطيبين, دون التأثر بتهديد اعداء العراق اعداء الحياة, او بدعاوي البعض الذين لاينفكوا من نشر سمومهم الطائفية النتنة خاصة في الصحف العربية, فكم عربي تزوج كردية, وكم شيعي تزوج سنية وبالعكس. انه انتصار الحب , انتصار العراق, انتصار الحياة.
فمتى ستحتفل عوالمنا بيوم للحب او للاخوة او للحياة؟
لنواصل الحياة او لنخلد لحظات العواطف الجميلة ونجعل من الحب ابديا, خالدا خلود قصائد القيسان وجميل بثينة وغيرهم. خلود قبلة رودان المرمرية, او خلود عناق عشاق العصر الحجري الاكثر قوة وواقعية.

14-2-2007



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب يختطف مبدعا اخر, الكاتب د.عصام البغدادي
- بهائم مفخخة, ام الات مبرمجة للقتل
- العصر الصهيوني وسياسة التجويع
- ارض الضوء
- ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم
- الحجاب بين السياسة والتقاليد
- لابد من التخلص من الافعى, لطرد الحاوي
- المكالمة السرية، بين العراب والقائد الشِفيّة
- البعث الصدامي: راس صدام لو راس الوطن
- الحزب الجمهوراطي والدكتاتورية الامريكية
- .... شر البلية
- ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟
- هنيئا لاسرائيل بالقاعدة
- الحاضر غرس الماضي
- احلام مشاكسة
- وطنية مدفوعة الثمن
- قصة قصيرة جد
- انما للصبر حدود- نوافذ خاصة على محاكمة صدام
- الاحتجاج الكاركتيري
- متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - الحب مش حرفين, بل اكبر