أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - من لم يمت بالسيف مات بدونه














المزيد.....


من لم يمت بالسيف مات بدونه


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 06:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إن الحديث عن مثل التضحية و الشهادة يرتبط بذكريات الطفولة والشباب لكل عراقي أو عراقية. ففي الأدب الحسيني تزدحم المشاهد و الأحداث التي تمجد الشهداء. و تصف الموت (الإستشهاد) كقفزة نحو الخلود. كما و إن إنتعاش الحركة اليسارية في البلاد العربية دفع أجيال من الشبيبة لأن تدخل معترك العمل السياسي و الإنغراس فيه بتطرف شديد في مواجهة للقمع البوليسي. كما كان لصعود المقاومة المسلحة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي دور في تغريس نهج العنف السياسي وسط أعداد كبيرة من شبيبة العراق. إلا إن العنف السياسي الذي عم العمل السياسي العلماني و اليساري في القرن الماضي إتجه نحو أهداف سامية تتمثل في السعي نحو التحرر الوطني و بناء نظام عادل.

إن شعارات من مثل الكفاح المسلح و الإستيلاء على السلطة و العنف الثوري كانت تتزاحم بها المقالات و الأحاديث السياسية. وقد سرقها المغامرين و الأحزاب القومية لتنقض على السلطة في عدد من البلدان العربية، ومنها بلدنا الجريح العراق. و إستثمرت نفس شعارات التضحية و البطولة و الشهادة من أجل تنفيذ حروبها و مغامراتها المدمرة. و كما قال الخليفة عبد الملك بن مروان عن أهل العراق من حيث تطرفهم في العصيان أو التبعية، فقد إنجرت جيوش من شبيبة البلاد نحو حرق نفسها و بلادها في مغامرات حاكمين متعجرفين. فلقد سبق صدام الحكم في البلاد حكام مغامرين إستولوا على السلطة.

وخلال فترة عملي مع قوات الأنصار في شمال العراق، تعرفت على عدد لايستهان بها من الرفاق الذين إلتقطتهم رصاصات الموت قبل أن يتسنى لي التعرف الجيد بهم. حتى إنني أصبحت حذرا من تعميق علاقتي بنصير خوفا من الحزن الذي سيلحق بي خبر إستشهاده. حيث كانت شبيبة الأنصار و البيشمركة مندفعة نحو التضحية. وكيف لا و هي تحمل السلاح الذي يبيح لها كل شيء من أجل الوصول نحو أهدافها. لقد حدثني أحد المثقفين الأكراد في بارزان آنذاك بألم وهو ينظر للشبيبة التي حملت السلاح بفخر. فقال إن هذه الشبيبة كان ينبغي أن تتواجد في دور العلم بدلا من حمل السلاح.

و هنا أتذكر مجاميع من المتطوعين الإيرانيين الذين صادفتهم في مدينة خانه الكردية الإيرانية و التي تقع على الطريق نحو حاجي عمران العراقية. إلتقيتهم في صيف 1983 قرب لوحة بارزة في شارع المدينة الرئيسي تشير إلى الطريق إلى كربلاء. لقد صادفت هذه الشبيبة و هي ترتدي الأكفان و تنظر بفرح نحو هذه اللوحة بعد أن شربوا شربت الشهادة ( ماء و سكر) حيث إنهم يتخيلون إن كربلاء تقع خلف الجبل. و لم يمضي وقت طويل حتى سرقت حياتهم السموم الكيماوية في وادي حاجي عمران. لم تفرق الغازات السامة مابين الجنود العراقيين و المهاجمين الفرس.

إنه نفس السحر بالشهادة و الخلود يقود اليوم آلاف من الشبيبة نحو ممارسة القتل أو القيام بأعمال إنتحارية. حيث إن الخطأ يبدأ عند تبرير العنف (الجهاد) كوسيلة للوصول نحو الأهداف. إن خطورة إنتشار و تبرير العنف في البلاد اليوم يتم في وسط إنحسار الفكر العلماني و اليساري. مقابل إشتداد قبضة الحركات الطائفية المتزمتة. حركات تجيز لنفسها تصفية مخاصميها بدلا من الحوار معها.

قادني لكتابة هذا المقال، الإحتفال الجاري هذه الأيام بيوم الشهيد الشيوعي. فإنني أقف بإعتزاز و فخر لمناضلين أقرنوا أعمالهم بأقوالهم. ولكنني أريد بحث الأمر من منطلق آخر. وهو إلى متى يبقى مبررا إستخدام العنف في العمل السياسي. ألا يكفي قرن كامل من المواجهات العنيفة بين الأحزاب السياسية بدلا من الحوار. ألا يكفي الرعب الدموي الذي عم البلاد بعد الإحتلال الأمريكي لدفعنا نحو هاوية يفقدنا وحدة و حياة بلادنا. إن إستذكارنا لشهدائنا يتم من خلال إيقاف نزيف الدم المبرر بشرعية العنف.

إن نبذ العنف سيؤدي إلى محاربة العصابات الطائفية و العنصرية، و يوقف نزيف الدم. نحن لسنا بحاجة إلى سياسة الثأر و الإنتقام، بل بحاجة إلى سياسة التسامح و العفو.

كفاح حسن
12 شباط 2007
السويد



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفتح قلوبنا لنلقاك ياوضاح
- أستاذنا العزيز..وصلت الوصية، ولكن ما باليد حيلة! - تعقيب على ...
- في وداع النصير أكرم
- وضاح..كفاك جيلان محمولان على سفر!
- غادرتنا..لتسكن قلوبنا


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - من لم يمت بالسيف مات بدونه