محمد سليم
الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 09:58
المحور:
كتابات ساخرة
ورد فى الأخبار ..أنه ..باحتفال مهيب على أرض العراق المحتلة.. وفى عرض نهر دجلة بالضبط.. كأرض محايدة..فاصلة بين طرفي النزاع المحموم على العاصمة بغداد..وبحضور رجال دين ونواب من الجانبين المتحاربين وعلى شرف أحد السياسيين العراقيين الكالحة صورته بعد إنزاله من الدبابة الأمريكية الخصوصية .. افترشوا جميعا مياه النهر بقعدة بساط أحمدى.. وعلى البركة ..وظللتهم خيمة من البركات بالمستقبل الفدرالي الواعد والجميل .. و مزينه بشموع الأمنيات..
..نصبوا أستكانات الشاى الأحمر..وشرب الحاضرون منه حتى .. تمت بحمد الله وتوفيقه عملية تبادل الأسرى بسلام ووئام..
حيث قام التيار الصدرى برحابة صدر بتسليم أهل السنة ( أحد ) مساجدهم الأسيرة ..كبادرة حسن نية .. والتى سبق أن أُسرت فى أحد المعارك الحربية الشرسة والأخيرة بين الجانبين..وأُحضر المسجد معصب العينيين وملتحف بعباءة سوداء ولكنه وللحقيقة ..مظهره الخارجى بصحة جيدة ولا يشوبه شائبة..إلا بعض الكدمات على القبة والمئذنة ورصاصات معدودة على الواجهة.. وملفوف الأركان بالقماش الأسود خجلا من وكالات الأنباء وعدسات المصورين الغربيين ..
وتسلم أهل السنة مسجدهم فرحين مكبرين ومهللين وشاكرين بعودته سالما ومتمنيين بعودة باقى مساجدهم ( الأسيرة -84 مسجد) ..وإن كان بعض الخبثاء يشكك فى عودة باقى الأسرى( المساجد ! ) ويطالب بعمليات خطف مماثلة لإجبارهم على عمليات تبادل قادمة .. فيرد عليه خبيث آخر .. المسجد يعادل ثلاث حسينيات..، فيرد معتوه ثالث ؛ للذكر مثل حظ الأنثيين..،فيتطاول الرابع قائلا ؛ اغتصاب الرجل ليس كاغتصاب الأنثى ولم يكتفي بذلك بل زاد فى الحديث وتحدث عن معتقل أبو غريب والسيارات المفخخة والقتل لمعصوبي العينين ..، وتدخل مثمنا فحلا قائلا ؛ قبة الإمامين في سامراء تساوى دزينة جوامع دفعة واحدة ... ،
فارتفعت حرارة المكان وفارت الدماء من العروق.. وبعد جلبة وضوضاء ..وقيل وقال .. ولولا تدخل السياسى المفوه والرياضى الخبير لعاد المسجد المختطف مرة أخرى مع خاطفيه.. وبحمد الله وتوفيقه ....
بصم الحضور بأكفهم وبأختامهم على وثيقة بنص؛ أن الخطف والترويع للمساجد والحسينيات محرم شرعا ومجرم قانونا وغير جائز أخلاقيا..وأن كانت الأخيرة تجوز فى ظروف قهرية..تشبها وقياسا على حالات زواج المتعة أو المسيار تبعا للمذاهب..، و.. المساجد يجب أن تكون خطا أحمر ولا تدخل فى حسابات المعركة الحامية الوطيس.. واللهم بارك لهم فى خطهم الأحمر المزركش ولا يتعداه أيا منهم ..ويعود الأسرى إلى ذويهم .. آمين يا رب العالمين.
2007-02-12
#محمد_سليم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟