أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نُذُر حرب جديدة!














المزيد.....

نُذُر حرب جديدة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي في مقدورها، إذا ما قرَّرت (أو اضطُّرَت إلى) خوض حرب نووية شمشونية، إبادة الولايات المتحدة في ساعات معدودة. هذه هي الحقيقة النووية الاستراتيجية التي تتحدَّى الولايات المتحدة أن تُغيِّرها بما يمكِّنها من أن تَضْرِب نوويا (إذا ما اضطُّرت إلى ذلك) من غير أن تُضْرَب. والوسيلة التي تتوفَّر على تطويرها توصُّلا إلى هذه الغاية العظمى هي "نظام الدفاع الصاروخي"، أو "الدرع المضاد للصواريخ". وغاية هذا "النظام"، أو "الدرع"، هي أن تَضْرِب عدوها النووي بقنابل نووية، مجرِّدة إيَّاه، في الوقت نفسه، من القدرة على الرَّد النووي (أو الهجوم النووي). الولايات المتحدة لم تتوصَّل بعد إلى تطوير "درع" بهذه القدرة؛ وثمَّة احتمال أن تنجح روسيا (أو خصم نووي آخر) في تطوير نظام مضاد لهذا النظام أقل كلفة.

القلق الأمني الاستراتيجي الروسي ازداد إذ شرعت الولايات المتحدة تَنْشُر، أو تستعد لنشر، جزء من نظامها الدفاعي الصاروخي في مواقع متقدِّمة كبولندا وجمهورية التشيك، وهما من الأعضاء الجدد في حلف شمال الأطلسي، وكأنَّها أرادت أن تقول لروسيا إنَّه انطلاقا من هذه المواقع المتقدِّمة التي نَشْرنا فيها جزءا من نظامنا الدفاعي الصاروخي سنمنع صواريخك من ضرب أراضينا، أو وجودنا العسكري في أوروبا وغيرها، بالقنابل النووية. إنَّها لم تَقُل هذا على الرغم من كونه القول الذي يُعبِّر عن حقيقة الأمر. لقد زعمت، في معرض تبريرها وتعليلها، أنَّ نشرها لذاك النظام هناك لا يستهدف الصواريخ الروسية وإنَّما الصواريخ النووية لإيران وكوريا الشمالية.

زعمت ذلك وهي تعلم علم اليقين أنَّ زعمها هذا لن تصدِّقه موسكو؛ لأنْ لا أساس له من الصحة من الوجهة العسكرية الصرف، فالمسار المنحنى في الجو للصاروخ سيكون بعيدا جدا عن جمهورية التشيك وبولندا، أي أنَّ نشر جزء من نظام الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة هنا لن يكون صالحا، من الوجهة العسكرية، لمواجهة الصواريخ النووية لإيران وكوريا الشمالية.

وقد أوضح وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف، في هذا الصدد، أنَّ الولايات المتحدة، وإذا ما كانت تسعى حقا في درء التهديد الصاروخي النووي الإيراني الذي ليس بتهديد واقعي حتى الآن، يمكنها أن تنشر جزءا من نظامها الدفاعي الصاروخي في العراق، أو أفغانستان، أو تركيا، فهُنا فحسب يَسْهُل، من الوجهة العسكرية، اصطياد الصواريخ (النووية) الإيرانية.

إنَّها الرغبة في المقايضة والمساومة هي التي تكمن في ما تؤكِّده الولايات المتحدة من سعي إلى نشر جزء من نظامها الدفاعي الصاروخي في جمهورية التشيك وبولندا، وكأنَّ واشنطن تريد أن تقول لموسكو: انضمي إلى مساعينا لمنع إيران من امتلاك القدرة على إنتاج القنبلة النووية، عَبْر مضيِّها قُدُما في تطوير برنامجها النووي، إذا ما أردت إقناعنا بانتفاء الحاجة إلى نشر جزء من نظامنا الدفاعي الصاروخي في جمهورية التشيك وبولندا.

أمَّا تلك المساعي (التي تدعو واشنطن موسكو إلى الانضمام إليها) فتبدأ مع انقضاء مهلة مجلس الأمن الدولي لإيران لوقف تخصيب اليورانيوم؛ وينبغي لموسكو، بالتالي، أن تمتنع عن استخدام حقها في النقض (الفيتو) عند التصويت على مشروع قرار دولي جديد يُشدِّد العقوبات على إيران. وقد تُتوَّج تلك المساعي بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية جوِّية وصاروخية إلى إيران ومواقعها ومنشآتها الاستراتيجية ولاسيما النووية منها.

هذه هي ورقة الضغط والمساومة التي لوَّحت بها واشنطن لموسكو. أمَّا لأوروبا وحلف الأطلسي فقد لوَّحت بورقة أخرى هي "مخاطر الفشل الأمريكي في العراق" عليهم، فهذا الفشل، الذي قد يتحقق من خلال فشل الخطة الأمنية الجديدة لبغداد، سيأتي بـ "فوضى"، تكون لها عواقب وخيمة على أوروبا وحلف الأطلسي. وإذا كان من سبب لهذا الفشل المحتمل فإنَّ هذا السبب، على ما تزعم الولايات المتحدة الآن، هو الأسلحة الإيرانية المتطورة التي تُرْسَل إلى العراق لتُسْتَخدم ضد القوات الأمريكية. وعليه، لا بد للأوروبيين وأعضاء حلف الأطلسي من أن يقبلوا، ولو على مضض، توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى إيران إذا ما أرادوا أن يقوا أنفسهم شرور "الفوضى"، التي ستتمخَّض عن الفشل الأمريكي في العراق.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة المخاض لسلطة -فتحماس-!
- في جدل العلاقة بين -الذات- و-الموضوع-
- بند -الاعتراف- في -الحوار المكِّي-!
- شلال دمٍ من أجل -عَظْمَة-!
- الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!
- ثلاث سنوات من الجَزْر الديمقراطي!
- والمفتي إذ أفتى!
- لن يُغْفَر للشعب الفلسطيني سكوته!
- -التقارب- بين الرياض وطهران!
- جدل قانون الأحزاب الجديد!
- التقريب بين المذاهب.. في الدوحة!
- الخلوة الدمشقية!
- كفَّرْنا بعضنا بعضا فعُدنا غساسنة ومناذرة!
- رايس وصلت إلى رام الله في زيارة للعراق!
- بوش.. من -العجز- إلى ارتقاب -معجزة-!
- الوعي
- درءا لنصر يُهْزَم فيه الشعب!
- في الدياليكتيك
- هذه هي -الاستراتيجية الجديدة-!
- المرئي في -المشهد- ومن خلاله!


المزيد.....




- بوتين يقدم إقرارا بدخله ونفقاته في عام 2024
- روسيا تطور درونات هجومية بعيدة المدى
- دراسة جديدة تكشف الآثار طويلة المدى لإصابات الرأس وتأثيرها ع ...
- علماء يعيدون بناء وجه إنسان عاش في الصين قبل 16 ألف سنة
- كيف تعمل ميكانيكا الكم داخل الخلايا الحية؟
- اختبار جديد للذكاء الاصطناعي قد يحدث ثورة في تشخيص أمراض الق ...
- طرق فعالة لدعم وظائف الرئة وتحسين التنفس
- Amazfit تنافس آبل بساعة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
- مصادر تكشف لـCNN عن زيارة متوقعة لمسؤول روسي يخضع لعقوبات أم ...
- سيناتور يحطم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ ليحذر م ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نُذُر حرب جديدة!