أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل















المزيد.....

مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت بعض المواقع الاكترونية مقالا للدكتور سيار الجميل تحت عنوان "العروبة علام يخاصمونها" هناك الكثير من النقاط المهمة التي وردت في مقال الدكتور سار الجميل تسترعي الاهتمام والدراسة، لكن المأخذ على مقال الدكتور الجميل هو ضبابية مفهوم العروبة. يقول الدكتور ان العروبة مصطلح تاريخي قديم لا ينبغي تحميله تبعات الحاضر وارهاصاته وهي اي العروبة بريئة من كل خطايا ابنائها او الحاقدين والمشوهيين لها فما هي العروبة لولا اخطاء ابنائها؟.
هناك ضبابية مثل ما اسلفت وتداخل غير واضح المعالم لم يتوفق الدكتور في تبيانه وتوضيحه بين العروبة والعرب.
لا يفرق الدكتور الجميل بين العروبة كروح شوفينية استعلائية مرتكزة على اوهام ميتة وامنيات لا تتحق الا بالقوة والغصب وعلى ماضي استعماري بغيض يراد بالحاضر ان يبنى على منواله ليكون مشابه ومماثل له في القسوة والغلاظة وبين العرب كقوم مثل سائر الاقوام لهم صفاتهم وعادتهم وتقاليدهم المتغيرة والتي تتقاطع مع الروح العروبية المنتفخة بهلوسة الشعارات والمشاريع البائسة.
كما ان العروبة مؤسسة على رابطة الدم وعلى قوالب الحسب والنسب اي الاصل وهي بهذا تشابه القومية النازية المعمول بها لحد الان في المانيا، فالقومية الالمانية او لنقل ان التفكير الالماني بما فيه البسيط يعتمد على رابطة الدم في تحديد الانتماء وليس رابطة الولادة، فالاجنبي حتى وان ولد في المانيا وحمل جنسيتها يبقى في التعريف العام وفي العرف الاجتماعي اجنبيا، بينما المولود في خرج المانيا والذي لا يجيد التحدث باللغة الالمانية ولم يعش فيها امه وابوه، سيُمنح الجنسية الالمانية لان احد اجداده قبل ( ربما) اربعمئة سنة كان يجري في شراينه الدم الالماني. كذلك المبدأ الاسرائيلي القائم على الانتماء الديني فكل يهودي في العالم يستطيع التمتع بالجنسية الاسرائيلية حتى لو لم يسكن او يولد في اسرائيل.
العامل الاساس في اي قومية هي اللغة، فلا توجد قومية ما خارج اللغة، وحملات التعريب التي تقوم بها بعض الدول الدكتاتورية العراق وسوريا والتتريك في تركيا تعتمد بالاساس على وأد اللغة ودفنها بكل ما تملكه من ابداع واحساس انساني من شعر وادب وروايات وامثال وفلكلور وعلاقات اجتماعية مميزة بكلمات لا يمكن ترجمتها، لأنها لا تحمل المعنى فقط انما تحمل الاحساس والشعور والوجدان، ثم احلال محل كل هذا التاريخ والفعل الابداعي بــ لغة اخرى لا يتداول متعلمها الاحساس بقدر ما يتداول المعنى العام للتفاهم، سباحة فوق سطحها وليس الغوص في عمقها. اللغة هي بنت البيئة والمحيط، هي بنت العلاقات الاجتماعية وتفاعلها مع الطبيعة، علاقة جدلية مؤثرة ومتأثرة بالاجواء والطقوس والعادات والتقاليد والطبيعة، اللغة هي اساس القومية وليس الدم الذي لا يستطيع احد اثبات نقاءه حتى لو كان دم نبي معصوم الذيل.
العروبة هي التي تظلم الناس وتخاصمهم، عربا او غير عرب، هي التي تحاول في مشاريعها القومية تصنيف ولائات الناس وتعد لهم غيتوات طبقية تشبه طبقات الهند الاجتماعية الدينية، فهذا عربي اصيل واخر موالي واخر مستعرب واخر شعوبي، هي التي تخلق ابطالا وهميين وتسرق ابطالا من قوميات اخرى وتنسبهم الى نفسها وتسطوا على نتاجات الشعوب الاخرى وتعزيها لذاتها. العروبية هي مثل كل النظريات والنزعات القومية المتعصبة الاخرى، مثل النازية والصهيونية والارية تؤسس الحق على الاصل والعرق وليس على الولادة والانتماء، هي خارج حدود الانتماء.
واذا كانت القومية نتاج الظروف الطبيعية وابداع الناس في ابتداع لغة خاصة لهم للتفاهم ونقل الشعور والاحاسيس، فأن العروبة هي الانانية المفرطة والاستحواذ الكامل على الحقوق بغمط الاخرين حقوقهم. فالاتهمات للعراقيين والطعن باصولهم والندائات بابعادهم وتهجيرهم القسري من مدنهم او اعادتهم الى ايران، والحملات على اقباط مصر واتهامهم بالتأمر والمطالبة باخذ الجزية منهم كذلك وصف كورد سوريا بالظيوف والاجانب غير المرغوب فيهم هي دلالات على شذوذ ورعونة التفكير العروبي وعلى نفسه العدائي
ولنأتي على السؤال او الاتهام الذي اتى بمقالة الدكتور سيار الجميل، هل الماركسون العراقيون يعادون القومية العربية.
الحقيقة لا يوجد عداء عند الماركسيين العراقيين للقومية العربية ككيان يتالف من ناس وشعوب، هذا الاتهام الذي طالما رددته الاحزاب القومية الشوفينية المغرقة في عروبيتها وتلقفته منهم الاحزاب الشيوعية العربية وبعض الماركسيين العرب يدل على تاثر هؤلاء بالفكر القومي الذي لا يميز بين الانسان وبين الفكر، فالفكر وان كان نتاج انساني الا انه لا يستلزم الايمان به، بل هو عرضة للانتقاد وللانتقاص والهجوم، وفي عملية التنقاض الحاصلة بين الهجوم والدفاع يتطور الفكر ويتحول الى نوذج ارقى من الحالة التي ولد فيها. فلم ينتقد الماركسيون العراقيون العرب بصفتهم ناس ولم يعادوهم او ينتقصوا منهم، بل كانت لهم مواقف مشرفة رائعة في الدفاع عن الشعوب وحقها في تقرير مصيرها والنضال والكفاح ضد مستغليها من دكتاتورين شموليين او رجال دين جهلاء يشيعون الظلام ويغلقون كل منافذ النور والضياء. الماركسيون العراقيين كغيرهم ينتقدون الافكار الخاطئة والمشاريع القومية الظالمة والعنصرية المتجسدة في المواقف العروبية البائسة. كما ان ذكره الدكتور من مواقف ظالمة وقفتها الاحزاب القومية ومنظماتها المدنية او مواقف الدول العربية ضد العراقيين سببت صدعا وشرخا غائرا في العلاقة وفي التقارب الوجداني بين العراقيين بشكل عام وليس الماركسيين العراقيين فقط وبين العرب.
المشروع القومي العربي مثلا وفي محاولة احزابه السياسية في خلق وطن عربي كبير، يسلب بقية المواطنين من غير العرب او من غير المسلمين العرب حقوقهم وانتمائاتهم وتاريخهم ونضالاتهم ومساهماتهم في بناء الوطن الذي ولدوا فيه، فهذا المشروع الذي يعتبر الاراضي التي احتلها المسلمون الاؤوائل بالقوة وحد السيف والحقوها بالامة الاسلامية التي يتربع على سدة حكمها امبراطور عروبي اصيل واجب الطاعة حتى لو كان جزارا، ملكا عربا خالصا، يحاول هذا المشروع ان يعيد الناس الى ذلك العصر الظلامي بتاسيس دولة عربية كبرى من الخليج الى المحيط والى الجحيم بالشعوب التي خضعت للسيف العربي والتي تخضع الان ل
لكرباج الدكتاتور العربي بمن فيهم العرب انفسهم.
فهل تفنيد مثل هذا التفكير الشوفيني والعتصب القومي يعتبر معاداة للعرب.؟
ان ما تحتاجه الشعوب هو تفكير علماني انساني في زعته ينزع نحو تكوين الشخصية الانسانية في داخل الوطن وليس تكوين الشخصية القومية الاستعلائية والمصابة مرض الاستحواذ وغمط حقوق الاخرين. ما نحتاجه هو شخصية غير متاثرة بالنزعات القومية خالية من التفضيل الديني نقية من التفكير الغيبي والتجهيل الاسلامي والعروبي.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع
- هل الخلف اكثر فهم من النبي محمد والسلف الصالح.؟
- لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية
- هلكوست اسلامي
- دولة بلا دين هي الحل الامثل
- ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
- خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
- مجتمعات النفاق الاسلامية
- من اعطى لله وجها اخر.؟
- تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
- المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
- احتجاج على الله
- هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
- الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
- العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل