ابراهيم الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:00
المحور:
الادب والفن
ساحت بحريبن زئبقة أيامي
وإذ ينام الوطن
كان سريري الموحش ملقيا
أبكي عليه
نثيثا
من سماوات عيوني المستريبة
وأقص للملاءات ملاحم
الدم
الناصع
عشرون عاماً وأنا ابكي
عشرون عاماً وأنا اغزل رئة ثالثة
فالأولى للقطران
والثانية للشهيق
وهذي الشفيفة للبارود الجميل
عشرون عاماً، حتى نسيت سلم روحي
أنط من حرب لأخرى
ـ كما الحلزونات الذكية ـ
وأتربع على تلة النار
مقيما
حتى نسيت سفر روحي
أجوب الخراب
أجوب الشقوق
أجوب النتوءات الوطنية
من أقصى الجروح
لأقصى الجروح
حتى نسيت ـ الآن إسم روحي
ودخلت ـ ألفاً ـ سوق الحدود
أبيع الأسرار ولا أبوح
أبيع الليمون ولا أجيد
أبيع الشتائم المحفوظة في لجة الكافور
ثم أنرجس بضاعتي الأنيقة
في زوايا المخافر والمدافن والحانات
وعند إنقلاب الحرائق
أحاور الجثث
أغازل النعش المتجول في بساتين قلبي
أنوط ـ للذكرى ـ فوق البنادق والخوذ الشهيدة
كل الذي غنى
الرافضون
ادوزن حداء القوافل الغجرية الجبانة
على سلم المارشات
اخبئ القمر المستورد في لفافة الرمل
ألتصق بالمذياع إلتصاق الجمرة بالجمرة
وفي كل الغزوات أدور، أدور، أدور
عشرون عاماً وأنا أدور
عشرون عاماً وأنا أهاجر
عشرون عاماً وأنا انكفئ
عشرون عاماً وأنا أموت بالتقسيط المريح
* مدمي : مقام عراقي ينزف حزناً رهيباً .
#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟