أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - أيقونة المعارض السوري














المزيد.....

أيقونة المعارض السوري


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتابع برنامج"قريب جدا" للإعلامي والشاعر جوزيف عيساوي عبر قناة الحرّة.
لا يختلف البرنامج عن مثيلاته في بقية القنوات, من حيث تفضيل الإثارة والموقف السياسي, لا أستبعد القصدية في القفز فوق أزمة الثقافة, خصوصا منها الموروثة والتي يتطلّب عرضها وتفكيكها الصبر والدقّة,تحصيل حاصل ضمور البعد المعرفي, خصوصا مع الضيف السوري.
"عقدة سوريا" من أبرز مظاهر الحياة اللبنانية,ذلك ما اختبرته باللمس والنظر والشمّ والسماع, ويتكرر في البرنامج دون إضافة أو إضاءة تذكر, تهميش قضية الإبداع في مقدمة ,ما لا أستسيغه ولا أقدر على هضمه. الحريّات السياسية مطلب وضرورة, وليست الشرط اللازم والكافي للأعمال الإبداعية دوما.... سماحية المجتمع ونظم الثقافة والأخلاق, تأتي في المرتبة الأولى, وما تزال الأسرة والعائلة في كل بلاد العرب والمسلمين, مصانع هائلة لإنتاج اللاستبداد والطغيان السياسي, وربما هي تكملة لدور الأب الشرقي وفراغاته, في غياب مأساوي لدور الأم وبقية نماذج المرأة, بالتوازي مع غياب الرجل المختلف والجديد.

المسكوت عنه يشكّل إضافة جوهرية إلى مثلث التحريم(الدين والجنس والسياسة), كما يرفع الجدال والسجالات المختلفة إلى حالة حوار, بنفس الوقت ينقل الخصومات العقائدية والسياسية والفكرية وسواها..... ربما, إلى مرحلة النقد المعرفي. المنع والتحريم قبلنا وسابقان علينا, وتبقى حياتنا بأوجهها ومستوياتها العديدة هنا والآن, ودوما يوجد ما يقال ويستحق الاهتمام.

ما حدث في ربع ساعة بين جوزيف عيساوي ولقمان ديركي في قريب جدا, يختصر العلاقة السورية اللبنانية في العقود الأخيرة,ويحتاج إلى أكثر من تداعيات سريعة أضيفها إلى ثرثرتي.

في المستوى السياسي تكمن وتتركّز حلقة الضعف, والمفارقة أن البرنامج يقوم عليها, وهو ما كشفته التعبيرات_ التحت وفوق_ شفوية للشاعر جوزيف عيساوي, مع أن الحرب الأهلية في بيروت شبه معلنة, يتجنبها البرنامج ومعدّه, ولا يعرف الموقف الصريح من السلطة أو المعارضة,ولو أن سرعة البديهة أسعفت لقمان, لكنت في غنى عن التكّهنات والفرضيات؟
وفي دوّامة السياسات العربية وعبثيتها, يختصر موقفي, بأن مستوى البحث عن الحلول, مختلف ومتباعد, عن السجالات والصراعات الكلبية, على الحصص والسلطة لا غير.

في المستوى الأدبي أو الإبداعي_مع فظاظة التعبير_ يتشابه لقمان وجوزيف بشكل مدهش.
للأول عنوان"ضيوف يثيرون الغبار" وللثاني" قصائد المنزل" ومع الاثنين إشارة ومنحى يخالف السائد آنذاك...السعي وحتى اللهاث خلف القضايا والعناوين الكبرى...!
رقابة المجتمع والسلطة الدينية قبل السياسية(حسب معرفتي) منعت برنامج جوزيف عيساوي السابق بعد حلقة"الجسد", وفي ظهوره الثاني عبر قريب جدا,يبدو فهمه الكافي للدرس الأول, خبرة لقمان وذكائه ليست أقلّ, هو يعرف_ ووصلت معرفته إلى درجة المهارة في اللاوعي_ الخطوط الحمراء والخضراء, وهو يكتب ويعيش مع الخط الأصفر تماما مثل زميله. لا يحترق بغيظ المعارض ومرارته ولا يتجمّد في صندوق الموالي وببغاويته.

في المستوى النفسي حقق لقمان النصر بالضربة القاضية.

حضر الشاعر السوري_المختلف فعليا_ إلى البرنامج, مدعّما بهامش واسع من الحريات الاجتماعية والثقافية في سوريا, وتجنب ببراعة نقاط الخطر, وأربك خصمه في النقاش وليس شريكه في الحوار( للأسف ذلك المنحى الثابت مع الضيف السوري).
لقمان ديركي لم يستخدم عبارة" معارض سوري" كجواز مرور, تلك العبارة المبتذلة في الإعلام والثقافة العربيتين, هي لا تخفّف من مظلومية المعارض ومرارته ولا تضيف لإبداعاته وأفكاره, والعكس هو الأقرب, بعد استثناء نجوم المعارضة والثقافة.

الإبداع والتميّز جواز المرور الأصيل, وهو الهوية الفعلية للمثقف الشاعر أو الكاتب أو الفنان أو المفكّر وحتى الناشط الحقوقي , لا ضوضاء السياسة وشباكها وشراكها.

وكما يتشابه جوزيف عيساوي ولقمان ديركي في اقتناص الفرص الثقافية, تشابها في اقتناص الفرصة الإعلامية, وحقق لقمان فوزه, عبر عملية بسيطة لطالما استخدمها خصمه مع ضيوفه السوريين, يسحق ضيفه بالضربة القاضية: ما هو موقفك من نظام الحكم في سوريا؟
لقمان عاجل صديقه اللدود بتساؤله المعاكس: ما علاقة الرقيب بتجربتي وشعوري...إذا وضعت الكلب أو الهر بطلا في نصوصي, قد يسألني غدا إن كانت المرأة التي أكتب عنها جميلة وممتعة...هل سيطلب أن يجربها في الفراش...!ذلك ما وصل إلى جوزيف والحضور ووصلني كمشاهد, استثمر المناخ العام للبرنامج ومشاهديه ببراعة, بعدما قدّم الفكرة الأعمق: أن الجرأة تبدأ مع النفس, في كشف العيوب ونقاط الضعف الشخصية... وهذا الموقف المعرفي الذي أشارك لقمان فيه ومعه, تماما كما يشاركنا جوزيف عيساوي الشاعر, هو عتبة الحوار, التي كما يبدو أن الإعلام العربي بقضّه وقضيضه يهرب منها وكأنها الطاعون.
ويبقى السؤال المرير للمثقف العربي في موقع السلطة....إلى متى يدوم هذا التهافت على الثروة والنفوذ والكسب الرخيص....على حساب المعرفة والإبداع!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعدها اسألوا الحاكم(بالطبع خارج بلادكم) واشتموه والعنوا سلسفيل أسلافه.

إشارة أخيرة:
جمعني لقاء سريع مع جوزيف عيساوي في بيروت, ووجدت فيه الكياسة واللطف, وهو يختلف عن مظهره الصارم على الشاشة, كما يختلق لقمان الذي لا تتعدى لقاءاتي معه عدد أصابع اليد الواحدة, عن مظهره الاستعراضي, وقد تكون إشارتي لاقتناص الفرص من قبل الشاعرين, بدافع الغيرة والحسد أكثر منها خلاف ثقافي وشعري.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الاصغاء ...فن المتعة_ثرثرة
- متعاكسة بافلوف...التكيّف والتقدير الذاتي_ثرثرة
- بين هلاكين(وفاء سلطان والقرضاوي)_ثرثرة
- إلى وراء الخطر_ثرثرة
- محنة الزوجة...في الشعر وفي الحب_ثرثرة
- عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة
- الفراغ والخسارة_ ثرثرة
- الهيجان اللبناني إلى أين_ثرثرة
- في وداع صديق جميل_ثرثرة
- استعادة الجزء-ثرثرة
- قلق الصباح_ثرثرة
- ملعون أبو الزمان_ثرثرة
- جرح الكلام_ثرثرة
- كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة
- طاولة مستديرة_ثرثرة
- هل يقرأ السوريون والعرب الدرس العراقي....ثرثرة
- استعاد
- ضوء في آخر النفق_ثرثرة
- مسقط رأس_ثرثرة
- لأدوار المهملة_ثرثرة


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - أيقونة المعارض السوري