أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - العصفورية السورية














المزيد.....

العصفورية السورية


ريان علوش
(Rayan Alloush)


الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 14:01
المحور: كتابات ساخرة
    


سألت الحمار أليخاندرو: هل النرجسية مرض نفسي؟
أجابني بعد أن شنهق مرحباً: نعم هو مرض نفسي وقد يصل إلى مرحلة من التفاقم ليصبح مرض خطير ليس على صاحبه فقط ، بل أيضاً على المحيطين به.
سألته: ما هي أهم أعراضه ؟
أجابني: كثيرة وتظهر على عدة مستويات لكن قد يكون أهمها تضخيم قيمة الذات والاعتقاد بالتفوق على الآخرين، والحاجة المستمرة للإعجاب، والتعالي والغطرسة، والاستغلال، وانعدام التعاطف مع مشاعر الآخرين، وعدم تقبل النقد.
قاطعته قائلاً: وكأنك تصف الشيخ أبو عمر اللبناني فيما قلته!!
علق قائلاً: نعم قد تنطبق عليه بعض الأعراض، ولكن خطورته وتأثيره لأنه يستند إلى نصوص دينية يفسرها لتتناسب مع غطرسته مع العلم بأنه لا يشعر بمرضه ابدا بل يعتقد بأنه سليم وهو الأقرب إلى الله.
وتابع قائلاً:ولكن أظن بأن الأخطر هم أولئك الذين يصنفون كمثقفين الذين يعرفون هذه الأعراض جيداً ويعانون منها لكن مع ذلك مستمرين لأن لا يهمهم المجتمع ولا أي شيئ اخر، المهم بالنسبة لهم هي ذواتهم المضطربة، و استغلال الآخرين لاشباعها.
سألته: هل يوجد علاج لهذا المرض؟!
أجابني: اسمع يا عين عمك، لا يوجد مرض بدون علاج، لكن فيما يتعلق بالأمراض النفسية المرض يحتاج لتفاعل ورغبة من قبل صاحب العلاقة للوصول إلى الشفاء، وقد أكد على ذلك الكثير من الزملاء ممن سبقوا مرحلتنا كفرويد و يونغ، لكن كانوا يركزون على الحالات الفردية وقد نجحوا في ذلك إلى حد ما، أما الحالات الجماعية كحالتكم والتي اعمل عليها الآن فتحتاج لوقت طويل وحلول سياسية واقتصادية واجتماعية حتى نستطيع القول بأننا على الطريق الصحيح للتعافي.
سألته مستغرباً: جماعية؟! هل نحن جميعاً نعاني ؟!
نعم يا عزيزي، هذا أمر طبيعي جدآ لأن ما مر عليكم من ويلات لا يتحمله حمار، ولأنه كان قاسياً جدا تأقلمتم و اعتقدتم بأنكم أصحاء، لكن الواقع الجميع يعاني، ويظهر ذلك واضحاً لمن يراقب ما تقولونه وتكتبونه.
سألته أخيراً: ولكن ما علاقة العلاج بالناحية السياسية والاقتصادية؟!
يا عزيزي إن علاج الأمراض النفسية تعتمد بالدرجة الأولى على الذهاب إلى سبب العلة وتفكيكها وصولاً لازالتها عن طريق اعتراف المريض بها أولا ومن ثم رغبته بالشفاء، أما في حالتكم الجماعية هذه فاساس المشكلة واضحة والتي تكمن في إيجاد حل سياسي يناسب الجميع وتفعيل العدالة الإنتقالية وغيرها، وفي هذه الحالة فقط ينتفي سبب المرض و تبدؤون بالتعافي والعودة لتصبحوا أناس اسوياء.
بعد أن أنهى كلامه خرجت من باب الاسطبل نادماً على فتح هكذا ملف مع الحمار أليخاندرو ، محدثاً نفسي قائلا:
يا ليتني لم أسأله، يا ليتني لم أفعل.
لقد صور لي الأمر وكأننا نعيش في عصفورية كبيرة، والعلاج مفقود



#ريان_علوش (هاشتاغ)       Rayan_Alloush#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القافلة والكلاب
- الطشت الأموي
- كوارث شرقية
- كلاب الراعي الغريب
- طبق الكرامة
- لا تصالح
- من يحرر يقرر
- فول وطعمية
- انصار ومهاجرين
- لقد خدعني ذلك الوغد
- ذكريات من الحارة
- شرقي سلمية نصب( من مآسي الحرب في سوريا)
- قصص قصيرة
- القاتل المتسلسل
- حمولاتنا الثقيلة
- الحرب العالمية الثالثة
- لقد فات الآوان
- نباح قبل النوم
- مجتمعات اخرطي
- أصحاب العمامات


المزيد.....




- فنانون أتراك يدعمون حملة -جسر القلوب من أوسكودار إلى غزة-
- أمل مرقس: -في فلسطين الغناء لا يوقف الحروب، لكنه فعل صمود وم ...
- عُمرٌ مَجرورٌ بالحياةِ
- إشهار كتاب ( النزعة الصوفية والنزعة التأملية في شعر الأديب ا ...
- باراماونت تنتقد تعهد فنانين بمقاطعة شركات سينمائية إسرائيلية ...
- إنقاذ كنز أثري من نيران القصف الإسرائيلي على مدينة غزة
- يُرجح أنه هجوم إيراني.. عشرات الممثلين الإسرائيليين يقعون ضح ...
- غزة... حين تعلو نغمات الموسيقى على دوي الانفجارات والرصاص
- غزة: الموسيقى ملاذ الشباب الفلسطيني وسط أجواء الحرب والدمار ...
- سياسي من ديمقراطيي السويد يريد إيقاف مسرحية في مالمو – ”تساه ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ريان علوش - العصفورية السورية