مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 1822 - 2007 / 2 / 10 - 11:22
المحور:
الادب والفن
ما زلتُ أذكر الأهدافَ التي أحرزناها
في مرمى فر يق الجيران
بفضل ما علـّمنـَا من فنون المراوغة
[ فيمـا بعــدُ .. وظفنا هذه الفنـون في تعاملنـا
مع منهجيـات السيـاسـة ِ ، والبــورصــات،
والبحور الشعرية]
وكنا نلوذ بجلبابه من رياح الشتاء
فيحملنا كالزوارق للنهر كي نتطبع َ
[ فـيـمـــــا بعــدُ .. صــرنــا ضفــــادعَ
نحــجــل عــنــد المـصـــــــب ]
وفي الليل ِ كان لنا نخلة ً للحكايات ِ
كلما هزها واحدٌ
أسقطتْ كلَّ ما تحتوي من رُطب
[ وفيمــــا بعـــــدُ .. أمسى معظمــــــنا
مــن مُعـِـدّي برامـج الـتـلـفــزيــــــــون
ومؤلفـي الإعلانـــات والمسـلســــلات]
... ... ...
هكذا غدونا رجالاً مرموقين َ
وصار المدرب ُ شيخاً كماء الكـُلـَى المُحتـَبـَس
بيرقا ً ينحني ويمر على الجسر ِ دون حـِذاء ٍ
وجلبابه ُ راحل ٌ عن ديار الجــلد ِ والعظـم ِ
خـيـطــاً فـخيـــطـا ً
وكان يعضُ على فارغاتِ الصفائح ِ
يمضغ ُ قشرَ الفواكه كالقرد ِ
ونحن ُ – تلاميذه ُ- نتفاداه
حتى نعودَ لزوجاتنا برباط العُنق
**
كل ُ حلم ٍ يُرَد ّ ُإلى نبعه في الكوابيس ِ
هذي شموسُ الضرورةِ
ترقص ُ في حفلات الزنا بالأقاربِ
هذي بلاغة ُ كـُهاننا الأقدمين َ، وهذي بيوتُ ثمود ٍ تطير ُ
[للسُحـــــب ِ منــطـــــق ٌ فـي كتابـــة التـاريــخ ِ
يلعقُ بمقتضاهُ الشـيـاطيـن ُ والإنـسُ فرجَ الهـلاك ]
كانت الثورة ُ العالمية ُ تمضي بنا في الصحارى
ونحن ُ الظماء َ نسائلها : أين ماؤك يا أخت ُ
قالت : هناك
[ هذا ثلج ٌ لم يرسم مثلـه بيكاســو أو سلفــادور ]
يُـكـَوّر ُ بين أيادي الصغار ِ ، ويُلقى مع الضحكات الخوالي
وينزلق اللاعبون عليه
ملابسهم من فراء الثعالب ِ
نحن الثعالب ُ
جئنا عراة ً لنقبع خلـف السيـاج ِ
كما دربونا نصفق ملء الأكف ِ
ونهتفُ ملء الحنـاجــر ِ
للسادة الغالبين
**
أنت يا والدي تستحق الملام
أنت علمتني في الطفولة ِ أن أتسامح َ
أن أتقي في الزحام الصدام
فاختصرتُ المسافة َ
سرت ُ جوار الحوائط ِ
أكثر مما يجب
حتى تكأكأ حولي رعاع ُ المدينة ِ
دقوا المسامير َ في رُكبتي َّّ
وفي راحتي َّ
وفي الصُدغ ِ حتى انثقب
وحين بُعثت ُ جديداً
رأيتكَ تمشي جديدا ً جوار الجدار ِ
وهم ينشرون لأجلك َ هذا الخشب
**
أيـّـنــُُا في غد ٍ يا رفاق َ القبور ِ المُتاحة
سوف يُدربُ أطفاله الرُضَّع َ
على الحبو ِ
فوق شريط اللهب
* نشرت بمجلة تحديات ثقافية - العدد الثامن والعشرون - 2007
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟