مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 1825 - 2007 / 2 / 13 - 06:47
المحور:
الادب والفن
أطلق فرشاته
سهماً في كبد القماش
وكان عصفور يرفرف خارج النافذة
عائداً لعشه مع الغروب
حينما اللوحة صارت كلها حمراء
***
مثل قطار ذى دخان أسود كنت
وذات يوم قلت أخرج قليلاً عن القضبان
أتقافز مثل برغوث في جلباب الرب الرحيم
أقرص الشياطين والملائكة
والبشر جميعاً باستثناء صديقي الأعمى
فأوقفتني عند شارع التحرير بجعة
ومن جيب تنورتها أخرجت دفتراً
وقلمَ رصاصٍ أسودَ القلب
و ممحاةً ناعمةً كإهاب الأفعى
ثم أخذت تكتب تقريراً عن 000
قطار ذى دخان خرج قليلاً عن القضبان
فكان ضرورياً أن تؤدى الممحاةُ وظيفتها
***
طوال السنوات الخمسين الماضية
كان يفكر في أنها
أثناء وجوده في حرب الروم
لابد ضاجعت جارهما الفتى
ذاك الذي بات يرقد الآن وحيداً
علي فراش أبيض في غرفة بيضاء
والليلة حين عاد من زيارته
كانت هي لا تزال ترقد وحيدةً
علي فراشهما المحدوب الوسط
مغمضة العينين
قال : نزعت عنه جهاز التنفس
ومضى يحدق في عينيها السوداوين المفتوحتين
إلي أن رحلتْ
ومزنُ الرئة
يُمَطر ورداً علي قميصه المبهوت
***
خضراءَ دون لبس كانت الاشارة
ودائر أمامها محرك السيارة
لكنني يا حسرتي مشلول
فأين منى حكمة الصبا
يا مُسْرِجَ المشيب في أزقة الخسارة
يا توأمي الضليل
* نشرت بجريدة الموجز القاهرية بتاريخ 23 يناير 2006.
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟