أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علاء هاشم مناف - التطور الحداثي من مشكلات التقنية الى مشكلات الاجهاض















المزيد.....


التطور الحداثي من مشكلات التقنية الى مشكلات الاجهاض


علاء هاشم مناف

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في اطار الهيكلية النموذجية تستطيع الايديولوجيا ان تعيد المنظومة المعرفية وبتركيز يعبر عن مفاهيم ومعطيات ، وجاهزية مفاهيمية تنقلب بين حين واخر من العملية التفسيرية الى اشكالية افتراضية والى نمذجة تاويلية تحقق الممارسة وفق صيغة تفسيرية تقع بين (العملية التجريدية والتفسيرية) ثم الانتقال الى التشخيص الدقيق وابراز المطلوب وفق الانموذج النظري القابل للتطبيق وعلى مجموعة من التفصيلات والحالات في حدود القضية المطلوبة . واذا لم يحدث التطبيق يبقى المفصل النظري يرزح تحت حدود مفردة تفسيرية تنتمي في النهاية الى الانموذج النظري وفق افتراض يؤكد طريقة معينة في التطابق بعد الحصول على حالة التطابق هذه ، بفعل القراءة (البنيوية) وهي نتيجة اختلافية في اداة التفسير وما يتحقق من تفسير في تشكيل (انموذج الحالة) وهو تقدم اولي ، كذلك ياتي فشل التطابق في اختلاف (نمذجة الحالة) وهو فقدان التوازن الدلالي . وبعد مجيء (البنيوية) والانتقال الذي حصل بالجانب المعرفي في (نمذجة التفسيرات) التاريخية ضمن (المحورية الماركسية) وجدليتها التاريخية . فكان (لليفي ستراوس) منطوق في تفسير النظرية خلاف ما جاء في النمذجة الاجتماعية الغربية وحدد (نموذج المجتمعات البدائية) وما تحمله من نمطية في الانتاج المعرفي والتنظيمي وهي افتراضات ومقاربات تحليلية اما (التوسير) فقد قدم (نمذجة بنيوية لاطر ماركسية المجتمعات الصناعية) في النصف الثاني من القرن الماضي والانتقال الى المحاور التفسيرية وفق تراتبية من النظام المؤسساتي الى تفاصيل الادوار الوظيفية التي تنتمي الى المنظومة الرأسمالية وفي الطرف الاخر كان (لاكان) يعيد الصياغة (التراتبية للفرويدية) انطلاقا من منظومة الاشكال في (بنية اللاشعور الفردي والجمعي) وعلاقته باللغة وعلاقة هذان المحوران بالتشكيلة الاجتماعية ومن ثم علاقتها بالاعراض السيكولوجية الجسدية (Psychosomatique)( ) وبالمقابل كان (فوكو) ينظر في مركزية البنى الخفية لتفصيل (النمذجة المؤسسية للمجتمع) كاشفا العلاقة والروابط التي تحكم الكيان السلطوي وتفاصيل النسق السلوكي للمجتمع وعلاقته التجريدية – والفلسفية على مستوى الظاهر ، والمضمر من هذه الانساق . وكان (لسوسير) هذا التمفصل في اطار المنهجية التوقيتية والوصفية التاريخية من خلال دراسة اللغة عبر محاولات التوفيق بين الاثنين . وكان لتطورات العملية البنائية ، باعتبار ان الصيغ التاريخية وبتصورات تقليدية في رصد الازمنة باعتبارها قضية ثانوية لا تستحق الدراسة العلمية ، وبالمقابل فان البحث عن الاطر البنائية جدير بالاهتمام سيما بشروطه الجوهرية التاريخية باعتباره تحولا داخل المنظومة البنائية لا باعتباره مرحلة منتهية . فالتاريخ جزء من هذه الاطلاقية البنائية واذا كانت النمذجة غير جديرة بالبحث ، علينا بالبحث عن نمذجة اكثر تطورا . ثم ياتي التصور البنائي للتاريخ باعتباره صراعا جدليا تدور رحاه بين البنائية والوجودية – وبين البنائية والماركسية . اما الدراسات المتعلقة بالبنائية التاريخية فهي توصف بتتابع المراكز اللازمنية للابنية باعتبارها مرحلة قبلية في رصد التطورات التاريخية وتتابعات تعتمد على المنهجية المقارنة في حصر (المضمر من الانساق) وفي نمذجة لتوافق التعامل معها في مجال (تحولاتها وتغيراتها) وهي تتحقق من اطر الفلسفة التي تقوم بدعم المذهبيات التعليلية ، وتقوم بانتاج الانساق البنائية وباعادة انتاج الصورة المطلقة التي تبرز القناع لا الوجه المناسب باعتباره نموذج للقيمة البنائية التاريخية وبعد ان حدد (ليفي ستراوس) منظومة الدراسات (الانثروبولوجية) ومعرفة التفاصيل المختلفة لتلك المجتمعات ، فهي تاخذ محاور (علم اللغة) باعتبارها قيم خلافية متعلقة بالاشكالية التجاورية الخاضعة لدقة المتغيرات ، وطريقة التحولات فهي جزء رئيسي من القوانين الرياضية . (وليفي ستراوس) حدد انموذجة من عدة محاور موضوعية تتعلق بوحدة المجتمع الانساني الذي لايمكن ان يوجد دون (منظومة لغوية) والمحور الثاني هو التشكيل الطردي المنهجي في دراسة اللغة القديمة او البدائية او الحداثية فهي جزء من تشكيل بشري – رغم صعوبة توفر شروطه . وهذا الراي مخالف لراي (ليفي ستراوس) وضمن اطار المحورية الاجتماعية المتاثرة (بالماركسية) وخلاصاتها النظرية . نستطيع ان نقول ان ربط المتغيرات الجدلية بالوعي التاريخي وبالتقنية ، ولكن ضمن الاصرة الطبقية ومن خلال قنوات البنى الاجتماعية التي تموضعت وفق نظام تراتبي يحدد التملك لوسائل الانتاج واللغة تقع ضمن هذا الفهم من التطور . في حين ينبغي من الناحية الموضوعية ان يتم قلب هذه المعادلة من الناحية التقنية وجعل البنية وتقنياتها تشكل الوعي التاريخي والمنظومة العقلانية والعلاقات الطبقية . فكان المنطق الماركسي لا يحدد الا الكيفيات المتعلقة بالمنظومة الاجتماعية للغة من خلال الادوات الانتاجية في حين غاب الخطاب المتعلق بالمعالجة للغة وهذا هو السر في اشكالية التقنية وحدودها اللغوية في حين جاءت (الثنائية عند سوسير) والتقابل المحوري في الاشكالية البنائية وما حققه (ليفي ستراوس) في منهجيته الاجتماعية هو انه قد اخضعها للتحليل البنائي والمنهج الوصفي الاحصائي حيث نجد هذا الجانب السلوكي وهو جانب من نمذجة عملياته متناقضة ونجد ان سوسير الذي يعتقد (ان اللغة هي شكلا وليس جوهرا) مقابل طروحات (ليفي ستراوس) الذي يعتقد ان التزام المحور الانساني يقابله المحور اللغوي الا انه يغفل (الحقيقة الصوتية) باعتبارها حقيقة تقودنا لمعرفة اللغة ومعرفة المتغيرات التي تشتمل العلوم الانسانية الاخرى ، لكنه بقي تحليله يستند الى (الايقاع الاسطوري) واستيعابه لكثير من الاساطير واطلاقها من ناحية الانتماء في مستوى (القول الكلامي)( ) وان الكم من الاساطير تمثل الهيكل التمثيلي للغة لان هذا الكم هو كم عفوي ومثالي الا انه بحركة تواصلية يعتبر تحقيقا جزئيا وشاملا في تقنية البحث عن بنية تحليلية للاساطير من وجهة نظر ميدانية وهي تخضع للكثير من التحولات الجدلية الحداثية في ادخال (فكرة نمذجة النظام التحليلي) في اطار علم الصوتيات والبحث الشامل عن تفاصيل (الحروف و الفونيمات) لانها (الصيغة الصوتية وحدود بنيتها الشاملة) والفونيمات تنتج علاقة وطيدة بالتشكيل اللغوي ووظيفته التي يتم تعريفها من قبل سوسير (بانها وحدة تقابلية ونسبية وسلبية) وهي تختلف مع كل الوحدات الاخرى في المنظومة ذاتها وكذلك منظومة (بودوان دي كورتيني) من حيث تعريفه (للفونيم) على ضوء الوظيفة التي تفرق بين (الوحدات المورفولوجية – النظرة المورفولوجية) والفونيمات تمثل الجزء من الكل وفق نظرة (ياكوبسون) الذي ينظر لها على انها علما فرعيا من علم اللغة (والفونولوجيا) هي تعتبر علم الفونيمات الذي يقابل علم الاصوات (الفسيولوجي – النطقي) من وجهة نظر الجانب السمعي ووظيفته . فالجانب الذي يستخدم الصوت في اطار المعالجة الوظيفية في المنظومة اللغوية التي تؤكد على بناء المركبات الصوتية وتحليلها وذلك من خلال حصر معناها( ) فكان للغة خلاصات اجتماعية وتاريخية جاءت من تفاصيل وظواهر (انثروبولوجية) حددها علماء (الانثروبولوجية) من خلال علماء اللغة ، وان سر وجود هذا التوافق وحساسيته لانه قرب وجهات النظر عبر النظم الاجتماعية وفعاليات اللغة والتعالق العميق الذي انبنى وفق هذا الاتجاه . وياتي لاكان ليضع لنا حقائق جديدة وفق منظومة اختلافية ذلك في (دراسته لفرويد) والطموح المستمر الى جعل طاقة اللاوعي تكون متجسدة في ايقاع للطلاقة في اللغة المحكية حتى يبعد التشكيلات النظرية من التشييد وهي سابقة لاوانها ويتضح من خلال هذا الفهم ان افكار لاكان خاصة عن (المرحلة المرآوية) والمتعلقة بمرحلة الطفولة ، كان السعي لاثبات الفقه النظري للغة في التصور البصري . وكان لاكان قد خلص الى نتيجة بان (فرويد في وصفه اللاوعي) والعلاقة التي تربطه لنظام ما قبل الوعي بالامكان اعادة الصياغة وفق اطار من اللغة ، وقد احتلت اللغة عند فرويد تفاصيل متقدمة خاصة في (القص اللفظي) وقد شكل التطور اللغوي موضوعة تتعلق بالمدونات السيكولوجية وفي راي لاكان فان المصادفة المتعلقة بمركزية التاريخ هي التي همشت موضوع اللغة عند فرويد حيث برزت على (منهجية سوسيرية) في حين كان فرويد يقيم نظرية (L inconscient est stru cture commeun iangua) (ان بنية اللاوعي شبيهة ببنية اللغة)( ) فاذا كان هيدغر مثل شخصية نبي من انبياء الله المتركب بالنسيان وبالكينونة وسط عالم صاخب ، فان هابرماز – يستثمر هذه النبوة وحولها من العصر الاسطوري الى منظومة لغوية علمية وقد تقدمت ابعاد الحدث التاريخي وكان المطلوب هو حدود هذه التعاقبية التي فصلت الابستمية الغربية والطريقة الحداثوية في معرفة تجريبيات التفكير العصري الذي يخضع الى حد ما الى الاستحالة في تاسيس التركيبات في حيز هذا التصور المتزامن وضرورات تلك الاستحالة وحدودها التاريخية ولابد من تحقيق في هذا الامتداد الفكري والتفكيري في البناء اللغوي وهذا ياتي في اطار الكينونة وتطورها ورسوخها ، ويعتقد ان الجانب التفكيري في اساسه قد قوم نزعة التمركز الذاتي من خلال الولوج داخل الهامش (الفوكوي) المنهمك بمركزية قرائية للمشروع الثقافي الغربي في اشكالية اللامتناهي وولادته باتجاه المرتكز الرباعي للغة وهي ملاحظات كانت قد انتهت بأربع نظريات وهي : نظرية الجملة المقطعية ونظرية التمفصل ونظرية التسمية ثم نظرية الاشتقاق فهي تتعارض وتختلف وتتبادل المساندة . ان الذي يتحقق داخل عملية التمفصل هو اعطاء المحتوى للملفوظ المحض عندما تكون الجملة المقطعية فارغة فيقوم بملأها والاختلاف معها كما هو الحال في التسمية التي تمفصل هذه الاشياء اضافة الى الجانب الاسنادي الذي يصل بين الملفوظ + الجملة المقطعية ثم تاتي نظرية التسمية التي تمفصل هذه الاشياء مع اسانيدها المتصلة ونظرية التسمية توضح نقطة الالتقاء داخل التفاصيل الاسمية التي يفصلها هذا الاشكال . وان التعارض مع هذه الحالة الاخيرة تتعارض التسميات الفورية مع عموميات تلك الحركات ومنظوماتها الاشارية في اطار التجزئة التامة للعموميات . وما يتعلق بنظرية الاشتقاق فهي التي تبين (الحركات المستمرة للكلمات المقطعية) وفق انطلاقة من داخلها وان ما يحصل من التسربات الى تفاصيل السطح التمثيلي فهو الذي يتعارض مع الحالة المستقرة التي تمثل نزعة التقنية المتجذرة وفق تصور تمثيلي وما يتعلق بنظرية الاشتقاق فيرجع الى الجملة المقطعية لانها تتشكل منها ومن دونها (يظل الكلام شفاهي وجملة مقطعية منطوقة داخل حركية ذاتية دون اتساع الى ]الزمكانية العمومية[ )( ) في حين تبقى الجملة تاخذ مجالها التعاقبي الجدلي الحداثوي بعيدا عن انتاجية (اللاهوتية الاوغسطينية) و (عصر التقنية الغربية ذات القناع المعدني) التي انفردت داخل اشكالية الابتعاد عن النسق الجدلي المضمر في القانون بحجة لم يحمل نقيضه حتى مجيء (هابرماز) بعد ان اكتشف حلقة التقنية الثانية من ناحية التحرك الجدلي التاريخي خلاف الاشكالية التنويرية السابقة ابتداء من (فولتير – ومنتيسكيو – وروسو الى العمود الجدلي الهجلي والماركسية – والنيتشوية – والفرويدية والهيدغرية حتى هابرماز) هو انه تحقيق عملية التقدم التقني هي عملية جدلية لابد منها حتى وان اختلفت مع القانون التنويري المعاصر الذي يحاول تحقيق انتصار على هذه الاشكالية كما كان الحال قبل ثلاثة قرون . وبقيت الاشكالية العربية لعصر التنوير لاتعي مطلب الحدث الجدلي التاريخي ، فحدثت القطيعة المزدوجة باتجاه حالة نهضوية بغياب (الحالة الطبيعية وراء فيزيقية مثيولوجية لاهوتية) ثم جاءت الغيبة الثانية وهي (الحالة المكتسبة وفق عقلانية غائبة ووراء مصطلح تقني استهلاكي محتكر) فان الشروع بالانتزاع لكلا الحالتين الطبيعيتين من وراء الجدران السميكة ومن وراء تلك الاسطورة الفيزيقية الغيبية يعني ما يعنيه هو القطيعة الكبرى لذلك المشروع المعرفي الذي احط الخطاب الثقافي العربي طيلة تلك الفترة ثم كرر هذا التجديد باكثر انحطاطية بعصر التنمية والنهوض وهي عملية أجهضت تلك الانبثاقة . فالتنوير العربي بقي اسير الركود التنموي الذي اجهض الخطاب الثقافي العربي واجهض التنمية النفطية وقفز من فوق الظروف الموضوعية وطمر حقيقة الصراع والتحدي التاريخي الذي كان من مهام الخطاب الثقافي العربي في التصدي لهذا الحاجز الفكري الذي وضعته المنظومة اللاهوتية (بين العقل والطبيعة والحياة) وجعلت من المثيولوجيا اللاهوتية موضوعا يشمل الانظمة الابستمية وجعلت لعصر النهضة المكانة الاستهلاكية وحجبها عن المواجهة . هكذا فقدت الحضارة العربية الاسلامية مشروعها الثقافي وجدلية التعالق النهضوي الذي يمتد الى مسلة التاريخ العالمي وهكذا غاب العصر النهضوي العربي عن جدلية التاريخ وبقي سجين الانظمة – المعرفية السجينة الذي يجد فيها اخطاء الانحطاط دائما تحت ذريعة المتغيرات في حقل مبرز وموجه هو الحقل السياسي ومن الطرف الاخر هو الحقل المعزول والمسيس . فالتسيس للثقافة هو جعل الخطاب خارج المنظومة الابستمية وبانتاجية شديدة التحرك والتكامل في اطار التقدم (بين تاريخ الخطاب الثقافي العالمي وتفصيلات المتغير السياسي والايديولوجي) وان وضع العراقيل السياسية هي دائما تؤدي الى تاسيس معرقلات ثقافية وبالعكس . وبعكس هذا كله حيث كانت المنظومة الحداثية هي دعوة شمولية للجميع في اكتشاف تلك المجاهيل وفق منطق نهضوي شامل . والحداثة هي ضرورة ابستمية ضد كل من يمنع العقل من الوصول الى المعرفة سواء على مستوى اللاهوت او الاحتكار ، فالعقل دائما كان يتمنى انتاجية (الحقيقة) باعتباره اسلوب يحمل قدرة التغيير الذاتي لانه الجهاز الذي ياخذ شكله المتصاعد في انتاج المعارف . ان ما يتعلق بالحدث التاريخي المطلوب تعيين ادق تفاصيله الموقعية في اطار الحدود المرسومة لتلك المسافة التي فصلت ابستمية العالم الغربي عن العالم الشرقي وعزلت الصيغ الابداعية الحداثوية وجردت تلك التجريبية الفكرية المعاصرة عن حيز ذلك المعترك الجدلي التاريخي ، ولا تزال التجريبية خاضعة لتلك الاستحالة استنادا الى التاسيسات المتركبة في حيز ذلك التصور والمكاشفة لضرورات تلاحمها وتلازمها وهي تتزامن في خطوات متعالية بعيدة عن لحمة الحياة اللغوية للعملية ولذلك جاء التكوين عكسي لذلك الموضوع ولابراز تلك المجسات الضرورية وباستحالة تلك الهمجية التاريخية الا ان التحليل يجب ان يكون ساري الفعالية على امتداد تلك الحقبة لكي تتكشف صدقية التحليل في انفتاح متماثل وهو يضاعف حقيقة تلك الغاية والوصول الى مفترق طريق مع الفكر الحديث حتى يبلغ نقطة تحوله باتجاه الوضع المستقبلي الذي لا يزال يتحرك بحسم طبقا لتلك التقنيات المشخصة لكل التفاصيل التجريبية . غير ان حقيقة هذا الخطاب الثقافي والتنويري والتقنية التي حددت كينونتها في رسوخ ذلك التحليل الذي ظل يبحث عن المعادل الموضوعي لنقيضه داخل مفاهيم وانظمة من التمثيل وتحديد تلك التماثلات المتباينة وتقديمها الى المقياس النوعي ليترتب على ذلك التجديد والتاكيد للعمل من خلال منظومة نحوية لا الاعتماد على التمثيل التقني الذي يفكك ويحلل العوامل الذاتية – والموضوعية ويحيل تلك العملية بشكل مضاعف لموضوع (المعرفة) وكان على حيز هذا الاشكال التحليلي ان يثبت الاستقلالية ويحقق الجدولة الزمنية لموضوعية تلك الترتيبات وامكانية توزيع تلك المهام بشكل منظم وهذا يشمل جميع المرافق الحياتية بكل كيانها ومفرداتها فتصبح المعرفة هي الحلقة الاكثر تطورا بالنسبة الى التماثلات الاولية التي حددتها المدونات الفكرية والثوابت التي تتفاعل حتى في عملية الاجتياز فهي تعد نتائج لخاصية تلك التركيبات انطلاقا من منظور الفعل التركيبي للظاهر بامتياز فعل المعرفة .ان الحيز الذي ينفرد به الخطاب التقني في مرحلته الثانية مع الطبيعة الغربية بات جاهزا لايجاد النقيض . فالتصنيفية (Taxinomia)( ) للخطاب الغربي تأخذ مساحة الشمول الكبير بامتداد يترابط مع التشكيل الرئيسي لقمة التقنية في مرحلتها الثانية وامكانيتها الاولى وفي غاية كمالها المعرفي وعموديتها المتشابهة وانقطاعات التاسيس الكاملة والمترتبة والممكن ادراكها وهي تحقق انزياح لتلك المجريات الافقية التصنيفية الى نتيجة تحقق اختلافية ثقافية للخطاب الغربي . وعلى العموم حيث يجري البحث في التماثلات والخصائص التي ميزت هذه الجدولة الدائمة للحدث وفق مساواتها الامكانية وتفاصيلها الخفية التي انطلقت من نواتها الاولى في الاصل السببي التاريخي الذي ياتي مع حلقات التمثيل ومن عمق الكثافة المنعزلة باطارها الذاتي حيث التشويش والغموض والظلمة والارتباط الذاتي او في منظومة واحدة ومقسمة او مجتمعة وفق اطار معرفي بالقوة . هناك الصورة القانونية للحدث ولكن يشوبها معيار خفي يتحرك مع الوقت المتراجع . هذه المرحلة هي مرحلة تغيير الحدث التاريخي ليس على اساس المعرفة الجدلية بل تقنية التحول المكتشف والمسيس والخاضع لمعاني سنسكريتية والمستعدة للعب دور اقتصادي لتنمية مفهوم الدور الاقتصادي لراس المال وتصنيع المتلقي لهذا الدور وفق تصور لغوي ونحوي عام يساعد عملية التقنية الراسمالية التاريخية للعب دور بيولوجي من خلال استعدادات وظيفية تشريحية تحيل كل هذا المعترك المخلوط الى ثروات تتعلق بالمنظومة الاقتصادية سياسيا وتجمع كل التشكيلات المعرفية لتحيلها الى سلعة مستهلكة واعلان تاريخية التحليل الجمعي وانحلاله واحلاله في بوتقة العقل السلعي الراسمالي ولذلك تعززت صيغة التغيير والاصلاح . واصيبت المجتمعات الحديثة بالجمود في استخدام الانتاجية الفيزقية التي نمت في البيئات البدائية مع مثالية تحيل هذا لانتاج من الوعي الى معرفة تبادلية تظهر تشكيلة من الموضوعات في شكل وقياس الانتاج الراسمالي فارضا قيوده ومفاهيمه داخل انساق مضمرة تقوم بامتصاص هذه الكائنات الحية والغريبة ، حيث برزت التماثلات الوظيفية في الكلام فقط لأنه أصبح هو المحور دون اللغة المكتوبة مقطعيا وتسمى الصوامت وهذه الصوامت شكلت الكلام دون الحروف ودون الكتابة فاستبدلت إنتاجية الصوامت بإنتاجية الكلام باعتباره شكل من أشكال الوعي ، وبقيت العقلانية الفردية والتقنية الرأسمالية هي المحور الرئيسي في هذه الاختلاتفية ، وبقي حيز المكان منوط بالمقولات والمفهوم المتعالي الذي لا يستطيع أن يرقى إلى التجريد المعرفي ، وبقيت المفارقة هي المظهر الحسي لهذا الإطلاق الغربي في متعالي التأسيس والتسييس للكينونات المطلقة من خلال فرض التعالي وعدم الوصول إلى حيز المفارقات ، وبقيت المعرفة مرهونة بإطار التنوير التقني في مرحلته الثانية ولكن الحقائق بقيت تحكم عملية التغيير من منطلق التحقيق التصاعدي للكينونة .



#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علاء هاشم مناف - التطور الحداثي من مشكلات التقنية الى مشكلات الاجهاض