أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هيثم ضمره - سلطة الحكومات عبر التاريخ














المزيد.....

سلطة الحكومات عبر التاريخ


هيثم ضمره

الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 12:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من الدولة الأمة إلى الشركة الأمة: نداء للعالم الحر


منذ نشوء الدول الحديثة، استمدت الحكومات قوتها من السيطرة على النقد. البنك المركزي كان الأداة الأهم لضبط الاقتصاد، تحديد السيولة، وتمويل الحروب والمشاريع الكبرى. أي دولة تفقد السيطرة على عملتها تدخل مباشرة في حالة ضعف سياسي واقتصادي.

مثال الأسد: عندما يسقط النقد

التجربة السورية تقدم مثالًا حيًا: بعد أن فقد نظام الأسد أدوات النقد والقدرة على التحكم بالعملة، لجأ إلى اقتصاد بديل يعتمد على تجارة المخدرات والتهريب للحصول على العملة الصعبة. هذه الظاهرة لم تعد استثناءً، بل أصبحت صورة مصغرة لما قد يحدث عالميًا مع توسع نفوذ الشركات العابرة للقارات.

الشركات العابرة للقارات: بنوك جديدة بلا أعلام

اليوم، شركات التكنولوجيا والمال الكبرى بدأت تحل محل الحكومات في وظائفها الأساسية:
• توزيع الدخل: ملايين الأشخاص حول العالم يعتمدون على وظائف افتراضية (إعلانات، محتوى، تطبيقات).
• إصدار النقد: العملات الرقمية والمشاريع الخاصة للشركات (مثل محاولات فيسبوك/Meta) تهدد احتكار البنوك المركزية.
• التحكم بالمعلومات: الخوارزميات تحدد وعي الناس واتجاهاتهم السياسية أكثر مما تفعل وسائل الإعلام الرسمية.

المخاطر التي تلوح بالأفق
1. تفريغ السلطة السياسية: الحكومات قد تتحول إلى هياكل شكلية بلا قدرة فعلية.
2. فقدان الولاء الوطني: المواطن يصبح مرتبطًا بالشركة التي تؤمّن دخله، لا بدولته.
3. اقتصاد وهمي: تضخم في الوظائف الافتراضية، مقابل انهيار القطاعات الإنتاجية التقليدية.
4. شركات تتحول إلى دول: Apple، Google، Amazon، ميزانياتها تفوق اقتصادات عشرات الدول، وهي تفرض شروطها بدل أن تخضع للقوانين الوطنية.

نحو عصر “الشركة الأمة”

إذا استمر هذا المسار، فقد نكون أمام انتقال تاريخي:
• من الدولة الأمة Nation-State
• إلى الشركة الأمة Corporate-State

حيث تتحول الشركات الكبرى إلى سلطات عليا تتحكم بالوظائف، بالمال، وبالعقول، بينما تتراجع الحكومات إلى دور إداري محدود.

الحل: الشركات التعاونية بديلاً عن الشركات العابرة للقارات

إن مواجهة هذا الخطر لا تكون بانتظار الحكومات وحدها، بل بوعي الشعوب وتنظيمها.
من هنا أدعو حكومات العالم وشعوب العالم الحر إلى:
• تأسيس شركات تعاونية يشارك في ملكيتها العمال والمزارعون والمنتجون والمستهلكون معًا.
• دعم الجمعيات الاقتصادية التي تحفظ الأرباح داخل المجتمع المحلي بدل تهريبها إلى مراكز الشركات الكبرى.
• الاستثمار في الاقتصاد التعاوني الرقمي كمنصات توصيل، زراعة، طاقة، ونشر معرفي، تكون ملكيتها مشتركة وشفافة.

فقط عبر هذه النماذج يمكن للشعوب أن تستعيد السيادة الاقتصادية وتمنع تحول الشركات العابرة للقارات إلى “حكومات ظل” تسيطر على النقد، والإعلام، والوظائف.

إن المستقبل لن يكون للدولة الأمة وحدها، بل لـ الأمة-الجمعية، حيث الناس يملكون أدوات إنتاجهم، ويحافظون على استقلال قرارهم.



#هيثم_ضمره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن أوان كسر قيود الوحش


المزيد.....




- -عمّان حلوة-.. حملة لإزالة العوائق على طرقات العاصمة -دون اس ...
- لماذا تُرفع الأعلام الوطنية في بريطانيا بكثافة في الفترة الأ ...
- بقيمة 1.4 مليار يورو.. التشيك توافق على شراء 44 دبابة -ليوبا ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية: قرار إيران بوقف التعاون معنا ...
- ترامب يؤكد استعداد واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في بولندا: س ...
- -سترون أشياء-.. ترامب يتوعد بوتين إذا لم يتجاوب في ملف أوكرا ...
- اجتماع الأحمدية في ألمانيا .. -محبّة للجميع ولا كراهية لأحد- ...
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة اغتيال بن جفير والقبض على خلية من ...
- بريطانيا: حق اللجوء على المحك؟
- عشية قمة -تحالف الراغبين-... ماكرون يؤكد استعداد الأوروبيين ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هيثم ضمره - سلطة الحكومات عبر التاريخ