حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 11:59
المحور:
الادب والفن
في فجر الروض المسافر عبر أودية ذوبان الشموع،
تداعب الشمس زعانف موجات الغروب،
يعزف النسيم فوق وسادات الماء حين تلدغه ألسنة السحاب.
وخمسون بومة ناعسات ينبتن في ندمي على اطفاء وحشة المرآة،
ويكتبن بدكنة الحلم خمسين مرة :
واه لندم النظرات ! واه! .
أسكب ُ اضطراب دهاليز الدهشة في أوتار وهن الملاك،
البحر يزهر في ليالي غياب الزمان،
منتظرا امتلاء أودية الغياب بخفقان النجوم في رعشة العمر والمدام.
خمسون موجة ترتعش في ترنيمات رمال الهجوع،
وعلى بوابة الخمسين تتفتق خمسون شفة من جنون الطين،
تفور الأشواق القديمة من تجاويف نهايات المطر،
يحفر خفقان الحجر على أثداء الشجر أخاديد الهيام،
ويلج الجنوح تكرار تلاشي ألوان الضياع.
في صومعة العدم المائيّ في ساحل الأسرار،
يولع الخوف فانوس الرياح،
تسيل على رماد الشهوة ظلال الأوهام،
ركعات الخمسين كانت خمسين غرقا في سجادة زمهرير المكان.
وفي فجر تبرعم اشراقة مكابدات السكون،
يتجلى في خمسين خفقة عطش الشموع إلى أنداء القمر.
أنامل الصوت البليل تذوب في لسان الصباح،
فيمتص شجر النشوة خضرة مداعبات المساء.
تلاشى السمك ،
فقالت لي الريح لم يبق لك سوى التوهان،
ولن ترى من الآن إلا حركات يقظة جذور تلاشي سكرة الظلمات،
ولن تصل
في زحمة وصول قافلة الحكايات سوى إلى كاروانسراي الضباب،
ولن يتناهى إلى مذبح الآلام سوى صراخ الأبدية في الأعماق،
أعماق جوهرة النسيان.
06/02/2007
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟