سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 09:00
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يعتقد قادة نظام الملالي وبشکل خاص کبير الدجالين الملا خامنئي، بأن مضاعفة الممارسات القمعية بشکل عام وزيادة الاعدامات بشکل خاص ولاسيما للسجناء السياسيين من شأنه أن ينشر الخوف والرهبة بين أوساط الشعب الايراني ولذلك يلتزمون الصمت ولا يقومون أو يشارکون بأي نشاطات مضادة للنظام، لکن وعلى الرغم من إن جدار الخوف الذي شيده النظام بحرص بالغ قد إنهار بکل وضوح مع تتابع الانتفاضات الشعبية ولاسيما الانتفاضة الاخيرة، إلا إنه لازال يعقد الامل على ممارساته القمعية والاعدامات وحتى إن إعدام السجينين السياسيين بهروز إحساني ومهدي حسني، قد جاء ليٶکد على ذلك، لکن ظهر واضحا بأن حسابات النظام کانت خاطئة جدا.
لئن کانت ردود الفعل الدولية الواسعة التي أدانت حکم الاعدام بحق السجينين السياسيين المذکورين، قد أثرت على النظام وجعلته يشعر بالخوف من جراء التعاطف الدولي مع السجينين اللذين کانا ينتمان الى منظمة مجاهدي خلق المعارضة، غير إن قيام وحدات المقاومة التابعة للمنظمة المذکورة ب47 عملية ثورية ضد النظام في طهران والمدن الکبرى في إيران، کان بمثابة إعلان على إن إرتکاب النظام لهذه الجريمة لن تذهب من دون عقاب.
العمليات الثورية شملت 47 عملا احتجاجيا في مدن كبرى مثل طهران، وكرج، وتبريز، ومشهد، وأصفهان، وشيراز، ورشت، وكرمانشاه. لم تكن هذه الأنشطة مجرد مراسم تأبين، بل كانت إعلانا صريحا عن تصعيد النضال وتأكيدا على أن تضحية الشهيدين لم تزد المقاومين إلا إصرارا على مواصلة طريقهم حتى تحقيق الحرية. لقد تحولت هذه الفاجعة إلى وقود يشعل عزيمة جيل جديد، متعهدا بأن يكون الرد على الإعدام هو الانتفاضة الشاملة بهدف إسقاط النظام الديني الاستبدادي.
بهذا السياق، وفي قلب العاصمة طهران، قامت وحدات المقاومة بعمل رمزي مؤثر، حيث تم نصب صورة الشهيدين فوق جسر على طريق الإمام علي السريع، مرفقة بعبارة: "أولئك العشاق الثائرون الذين لم يتعايشوا مع الظلام، إحياء لذكرى بهروز إحساني ومهدي حسني". وقد عكست الشعارات التي انتشرت في أنحاء البلاد الإرث الذي تركه الشهيدان؛ فقد جاء في أحدها: "لقد قبلا حبل المشنقة ببطولة، الموت لخامنئي"، وفي شعار آخر: "بإعدامهما قالا: الركوع ممنوع". هذه الأعمال لم تكن فقط لتكريم ذكراهما، بل لتأكيد رسالتهما في رفض الخضوع والاستسلام. كما صدحت الشعارات بـ"آلاف التحيات لشرف وصمود عضوي مجاهدي خلق"، مجددين العهد بأنهم "لا يغفرون ولا ينسون".
هذه العمليات الثورية کما هو معروف عنها تساهم برفع معنويات الشعب الايراني على مواصلة الصراع ضد هذا النظام وعدم الخضوع أو الاستکانة له وإن الطريق الوحيد المتاح أمام الشعب هو إستمرار مواجهته حتى إسقاطه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟